حديث: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في ظهور المهدي وهو خليفة آخر الزمان

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كيف أنتم إذا نزل ابنُ مريم، وإمامُكم منكم؟».

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٥: ٢٤٤) كلاهما من حديث يونس، عن ابن شهاب، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري، قال: إنّ أبا هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كيف أنتم إذا نزل ابنُ مريم، وإمامُكم منكم؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين. هذا حديث عظيم من أحاديث أشراط الساعة وعلاماتها الكبرى، يتحدث عن نزول نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان.

الحديث بلفظه الكامل:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ، وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ؟».
(متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم)


أولاً. شرح المفردات:


● كيف أنتم: استفهام للتعجيب والاستعلام عن الحال، أي: في أي حال ستكونون؟
● نزل ابن مريم: أي نزل من السماء إلى الأرض نبي الله عيسى عليه السلام.
● فيكم: بين ظهرانيكم، أي بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
● وإمامكم منكم: أي الذي يؤمكم في الصلاة ويقودكم في أمور دينكم هو رجل من جنسكم (من أمة محمد صلى الله عليه وسلم)، وليس هو عيسى عليه السلام.


ثانياً. شرح الحديث:


يستفهم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه -وهم خير القرون- عن حالهم حين تقع هذه الحادثة العظيمة، وهي نزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء إلى الأرض في آخر الزمان، قبل قيام الساعة. وهذا النزول يكون علامة من العلامات الكبرى التي تدل على قرب القيامة.
والعجيب في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بين نزول عيسى عليه السلام، وهو نبي كريم، وبين كون الإمام الذي يصلي بالناس هو رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا فيه إشارة إلى عدة أمور:
1- علو مكانة أمة محمد صلى الله عليه وسلم: فمع أن عيسى عليه السلام نبي من أولي العزم، إلا أنه سينزل ليكون تابعاً لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ويحكم بها، وليس بشريعته القديمة التي نسخت بالإسلام. وهذا من أعظم الأدلة على كمال شريعة الإسلام وخلودها.
2- بيان كيفية نزوله: فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين أن عيسى عليه السلام سينزل كأحد أفراد الأمة، وليس كإمام أو قائد لها، بل الإمام هو رجل من المسلمين (وهو المهدي المنتظر على الراجح من أقوال العلماء).
3- إثبات عقيدة نزول عيسى عليه السلام: وهذا الحديث من الأدلة القاطعة على وجوب الإيمان بنزول عيسى عليه السلام حقيقةً في آخر الزمان، وهو عقيدة أهل السنة والجماعة، خلافاً للمنكرين من أهل البدع.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإيمان بالغيب: يجب على المسلم أن يؤمن بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب، كعلامات الساعة، ومنها نزول عيسى عليه السلام.
2- ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم: نزول عيسى عليه السلام لا يعني بعثته من جديد كنبي، بل ينزل كأمير يحكم بشرعة محمد صلى الله عليه وسلم، مما يؤكد أن شريعته هي الشريعة الخاتمة إلى يوم القيامة.
3- عظمة أمة الإسلام: أن ينزل نبي مثل عيسى عليه السلام ليكون تحت لواء رجل من هذه الأمة، لهو دليل على شرفها وفضلها عند الله تعالى.
4- التمسك بالسنة: أن عيسى عليه السلام سيحكم بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، مما يدل على وجوب التمسك بهما وعدم التحول عنهما إلى أي قانون أو منهج آخر.
5- البشارة بنصرة الإسلام: نزول عيسى عليه السلام وما يرافقه من أحداث (كقتله للمسيح الدجال) هو بشارة بنصرة الحق وأهله وهزيمة الباطل وأتباعه في آخر الزمان.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكمة نزوله: ينزل عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، في وقت صلاة الفجر، فيحضر الصلاة مع المسلمين فيأمره الإمام المهدي (وهو منكم) أن يتقدم للإمامة، فيأبى عيسى عليه السلام ويصلي خلفه إكراماً لهذه الأمة وإعلاءً لشأن شريعتها.
● مهمته الرئيسية: يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية (يقبل الإسلام فقط ولا يقبل جزية من كافر)، ويقتل المسيح الدجال، ويحكم بالعدل، وتنعم الأمة في زمانه بنعم عظيمة.
● وفاته: يعيش عليه السلام بعد نزوله فترة ثم يتوفاه الله تعالى، ويدفنه المسلمون.
نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٥: ٢٤٤) كلاهما من حديث يونس، عن ابن شهاب، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري، قال: إنّ أبا هريرة قال: فذكره. ثم قال البخاري عقبه: تابعه عقيل والأوزاعي.
ورواه مسلم في الإيمان (١٥٥: ٢٤٥) من طريق ابن أخي ابن شهاب، عن عمه (ابن شهاب) به بلفظ: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وأَمَّكم».
ورواه مسلم أيضًا في الإيمان (. . .: ٢٤٦) من طريق الوليد بن مسلم، حدّثنا ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، بإسناده، وفيه: «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابنُ مريم فأمَّكم منكم؟». فقلتُ لابن أبي ذئب: إنّ الأوزاعيّ حدّثنا عن الزهري، عن نافع، عن أبي هريرة: «وإمامكم منكم؟». قال ابنُ أبي ذئب: تدري ما أمّكم منكم؟ . قلت: تُخبرني، قال: فأمَّكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى، وسنّة نبيّكم ﷺ.
وقد روي عن أبي هريرة بإسناد ضعيف مرفوعا: «تخرج من خراسان رأيات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء».
رواه الترمذيّ (٢٢٦٩)، وأحمد (٨٧٧٥) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث غريب». يعني أنه ضعيف فإن رشدين بن سعد ضعيف.
وروي عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرأيات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم» ثم ذكر شيئًا لا أحفظه، فقال: «فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة اللَّه المهدي»
رواه ابن ماجه (٤٠٨٤)، والبزار (٤١٦٣)، والحاكم (٤/ ٤٦٣ - ٤٦٤) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، فذكره.
وقال البزار: «وهذا الحديث قد روي نحو كلامه من غير هذا الوجه بهذا اللفظ، وهذا اللفظ لا نعلمه إلا في هذا الحديث، وإن كان قد رويَ أكثر معنى هذا الحديث، فإنا اخترنا هذا الحديث لصحته وجلالة ثوبان، وإسناده إسناد صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين».
وقال ابن كثير في النهاية: «هذا إسناد قوي صحيح».
وقال البوصيري: «هذا إسناد صحيح».
قال الأعظمي: لكن قال عبد اللَّه بن أحمد في العلل (٢٤٤٣): «حدّثني أبي قال: قيل لابن علية في هذا
الحديث فقال: كان خالد يرويه فلم يلتفت إليه، ضعف ابن علية أمره، يعني حديث خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النبي ﷺ في الرايات».
وقال الذهبي في الميزان: «أراه منكرًا».
قال الأعظمي: يعني الحديث فإنه ساق له إسنادين، أحدهما: ليس فيه ذكر أبي أسماء، والثاني فيه: ذكر أبي أسماء؛ لأن في ألفاظ الحديث نكارة لم تردْ في الأحاديث الثابتة الواردة في المهدي. واللَّه أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 389 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم

  • 📜 حديث: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب