حديث: إيتوني بالكتف أو اللوح فكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول آية واحدة في دفعتين

عن البراء، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إيتوني بالكتف أو اللّوح» فكتب: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وعمرو ابن أمِّ مكتوم خلف ظهره، فقال: هلْ لي من رخصة؟ فنزلت: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾.

صحيح: رواه الترمذيّ (١٦٧٠)، والنسائيّ (٦/ ١٠) كلاهما عن نصر بن علي الجهضميّ قال: أخبرنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب.

عن البراء، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إيتوني بالكتف أو اللّوح» فكتب: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وعمرو ابن أمِّ مكتوم خلف ظهره، فقال: هلْ لي من رخصة؟ فنزلت: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:
الحديث:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إيتوني بالكتف أو اللوح» فكتب: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وعمرو ابن أمِّ مكتوم خلف ظهره، فقال: هلْ لي من رخصة؟ فنزلت: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● الْكَتِف: عظم لوح الكتف للإبل أو غيرها، وكانوا يستعملونه للكتابة عليه عندما يجف.
● اللَّوْح: قطعة من خشب أو عظم تُسطّر عليها الكتابة.
● خَلْفَ ظَهْرِهِ: أي كان موجودًا في المجلس وراء النبي صلى الله عليه وسلم.
● رُخْصَة: استثناءً أو عذرًا يُبيح له التخلف عن الجهاد.
● غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ: أي الذين لا يقدرون على الخروج للجهاد بسبب عذر شرعي.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف هذا الحديث المواقف التي كانت تحدث أثناء نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان القرآن يجيب على أسئلة الصحابة واستفساراتهم في الحال.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُملي على كُتَّاب الوحي الآيات التي تنزل عليه. وفي هذه القصة، نزلت الآية الكريمة: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 95]، والتي تبين التفاضل بين المجاهدين في سبيل الله وبين القاعدين عن الجهاد بدون عذر.
وكان ضمن الحاضرين الصحابي الجليل عَمْرُو بنُ أُمِّ مَكْتُوم رضي الله عنه، وهو رجل أعمى، فلمّا سمع الآية التي تُذم القاعدين عن الجهاد، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد لِعاهة أو عذر؟" أو كما قال: "هل لي من رخصة؟".
فنزل الوحي مرة أخرى بإكمال الآية واستثناء أصحاب الأعذار الشرعية، فقال تعالى: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، أي أن الذين لا يستطيعون الجهاد بسبب عذرٍ حقيقيٍّ (كالمرض أو العمى أو العرج) لا يدخلون في ذم القاعدين، بل هم معذورون ومأجورون.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● سرعة استجابة القرآن لأسئلة المسلمين وحاجاتهم. وهذا من إعجاز القرآن وحيويته.
● حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم الدين والتشريع. فلم يسكت عمرو بن أم مكتوم، بل سأل ليعرف حكم الله فيه.
● العدل والرحمة في التشريع الإسلامي. فالشريعة لا تكلف الإنسان فوق طاقته، كما قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
● تفاضل الدرجات عند الله بحسب العمل. فالمجاهد له فضل عظيم، لكن المعذور غير مذموم ولا منقوص الأجر إذا كان صادقًا.
● تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحسن استماعه لأصحابه. فقد قبل سؤال الصحابي ولم يعبّه، بل انتظر الوحي ليُبيّن الحكم.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● عمرو بن أم مكتوم هو صحابي جليل، وكان مؤذنًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات، وهو من المهاجرين الأوائل.
- الآية الكريمة كاملة في سورة النساء:
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95].
- هذا الحديث من أمثلة أسباب النزول، وهو علم مهم لفهم القرآن وتفسيره.

أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن والسنة، وأن يجعلنا من أهل الفهم والعمل الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (١٦٧٠)، والنسائيّ (٦/ ١٠) كلاهما عن نصر بن علي الجهضميّ قال: أخبرنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب. . . فذكره.
وإسناده صحيح، ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابنُ حبان في صحيحه (٤١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: إيتوني بالكتف أو اللوح فكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين

  • 📜 حديث: إيتوني بالكتف أو اللوح فكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إيتوني بالكتف أو اللوح فكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إيتوني بالكتف أو اللوح فكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إيتوني بالكتف أو اللوح فكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب