حديث: فثقلت علي حتى خفتُ أن ترض فخذي ثم سُري عنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ثقل الوحي

عن زيد بن ثابت قال: إنّ رسول اللَّه ﷺ أملى عليَّ: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ قال: فجاءه ابنُ أمِّ مكتوم وهو يملُّها عليَّ فقال: يا رسول اللَّه، لو أستطيعُ الجهاد لجاهدتُ -وكان رجلًا أعمى-، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى على رسوله ﷺ وفخذه على فخذي، فثقلتْ عليَّ حتى خفتُ أن ترضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه فأنزل اللَّهُ عز وجل: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ [سورة النساء: ٩٥].

صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٨٣٢)، وفي التفسير (٤٥٩٢) من طريقين عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ، قال: حدّثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد السّاعديّ، أنّه قال: رأيتُ مروان بن الحكم جالسًا في المسجد، فأقبلتُ حتى جلستُ إلى جنبه، فأخبرنا أنّ زيد ابن ثابت أخبره، فذكره.

عن زيد بن ثابت قال: إنّ رسول اللَّه ﷺ أملى عليَّ: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ قال: فجاءه ابنُ أمِّ مكتوم وهو يملُّها عليَّ فقال: يا رسول اللَّه، لو أستطيعُ الجهاد لجاهدتُ -وكان رجلًا أعمى-، فأنزل اللَّه ﵎ على رسوله ﷺ وفخذه على فخذي، فثقلتْ عليَّ حتى خفتُ أن ترضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه فأنزل اللَّهُ ﷿: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ [سورة النساء: ٩٥].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، يروي لنا قصة نزول جزء من آية كريمة من سورة النساء، وهو مثال حي على كيف كان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت استجابة الله تعالى لسؤال الصحابة وحاجتهم.

شرح المفردات:


● أملى عليَّ: أي أملاه النبي صلى الله عليه وسلم على زيد بن ثابت ليكتبه.
● يُملُّها: يُلقِيها عليه ليُسجِّلها.
● ابن أم مكتوم: هو عبد الله بن أم مكتوم، رضي الله عنه، وهو صحابي جليل كان أعمى، ومن السابقين إلى الإسلام.
● فثقلت عليَّ: أي ثقل النبي صلى الله عليه وسلم بسبب حالة نزول الوحي عليه، حيث كان يثقل جسده الشريف.
● حتى خفت أن ترض فخذي: "ترض" أي تُسحَق أو تُجرَح من شدة الثقل.
● سُرِّي عنه: أي خفَّ عنه ثقل الوحي وانجلى.

المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا زيد بن ثابت رضي الله عنه، وهو أحد كُتَّاب الوحي، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمليه الآية الكريمة: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 95]، فجاءه عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه -وكان أعمى- وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت"، معبرًا عن حزنه لعدم تمكنه من المشاركة في الجهاد بسبب عاهته.
ففي هذه اللحظة، نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت فخذه الشريفة على فخذ زيد بن ثابت، فثقل عليه جدًا حتى خاف زيد أن تُسحَق فخذه من شدة الثقل. ثم بعد أن انتهى نزول الوحي، تبيَّن أن الله تعالى أتم الآية بإضافة استثناء {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، أي أن الذين لا يستوون مع المجاهدين هم القاعدون من غير عذر، أما أصحاب الأعذار الشرعية مثل المرض أو العمى أو غير ذلك، فلا يدخلون في هذا الذم.

الدروس المستفادة منه:


1- عناية الله تعالى بأمور عباده: حيث استجاب الله لسؤال ابن أم مكتوم في الحال، ونزل الوحي بتفصيل الحكم وتوضيحه.
2- مراعاة الظروف الخاصة: الإسلام دين يسر، يراعي أعذار الناس وظروفهم، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
3- فضل الجهاد في سبيل الله: حيث أن الآية تُظهر التفاوت العظيم بين المجاهدين والقاعدين من غير عذر.
4- حالة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي: الحديث يصف كيف كان يثقل جسد النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي، مما يدل على صدقه وصحة نبوته.
5- اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بالعمل الصالح: حيث حزن ابن أم مكتوم لعدم تمكنه من الجهاد، مما يدل على حرصهم على الخير وعدم التكاسل.

معلومات إضافية مفيدة:


- عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه هو الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤمِّه في الصلاة عندما يغادر للجهاد أو الحاجة، مما يدل على منزلته.
- الآية الكاملة: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:95].
- القاعدة الشرعية: "إذا ضاق الأمر اتسع"، فالشريعة تراعي الظروف وتخفف التكاليف عند وجود الأعذار.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المجاهدين في سبيله، العاملين بطاعته، وأن يرزقنا الفهم في دينه، إنه سميع مجيب.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد (٢٨٣٢)، وفي التفسير (٤٥٩٢) من طريقين عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ، قال: حدّثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد السّاعديّ، أنّه قال: رأيتُ مروان بن الحكم جالسًا في المسجد، فأقبلتُ حتى جلستُ إلى جنبه، فأخبرنا أنّ زيد ابن ثابت أخبره، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: فثقلت علي حتى خفتُ أن ترض فخذي ثم سُري عنه

  • 📜 حديث: فثقلت علي حتى خفتُ أن ترض فخذي ثم سُري عنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فثقلت علي حتى خفتُ أن ترض فخذي ثم سُري عنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فثقلت علي حتى خفتُ أن ترض فخذي ثم سُري عنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فثقلت علي حتى خفتُ أن ترض فخذي ثم سُري عنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب