حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بدء الوحي إلى رسول اللَّه ﷺ-قال اللَّه تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [سورة النساء: ١٦٣].

عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللَّه ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح ثم حُبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- اللّيالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: «اقرأ» قال: «ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني»، فقال: «اقرأ» قلت: «ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني» فقال: «اقرأ» فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [سورة العلق: ١ - ٥]. فرجع بها رسول اللَّه ﷺ يرجف فؤادُه، فدخل على خديجة بنت خويلد ﵂ فقال: «زمِّلوني زمَّلوني، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوعُ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: «لقد خشيت على نفسي«فقالت خديجة: كلا واللَّهِ ما يخزيك اللَّه أبدًا، إنّك لتصل الرّحم، وتحملُ الكلّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحقّ.
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّي ابن عم خديجة، وكان أمرءًا تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانيَّ فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللَّه أن يكتب، وكان شيخا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة: يا ابنَ عمِّ أسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللَّه ﷺ خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا النّاموس الذي نزل اللَّه على موسى، يا ليتني فيها جَذَعٌ ليتني أكونُ حيًّا إذ يُخرجك قومُك، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أومخرجيَّ هُمْ؟ ! «قال: نعم، لم يأتِ رجلٌ قطُّ بمثل ما جئتَ به إلّا عودي، وإنْ يدركني يومُك أنصرك نصرًا مؤزّرًا. ثم لم ينشب ورقةُ أن توفي وفَتَر الوحيُ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٣)، ومسلم في الإيمان (١٦٠) كلاهما من حديث الليث بن سعد عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة يقول: سمعت عائشة.

عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللَّه ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح ثم حُبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- اللّيالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: «اقرأ» قال: «ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني»، فقال: «اقرأ» قلت: «ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني» فقال: «اقرأ» فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [سورة العلق: ١ - ٥]. فرجع بها رسول اللَّه ﷺ يرجف فؤادُه، فدخل على خديجة بنت خويلد ﵂ فقال: «زمِّلوني زمَّلوني، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوعُ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: «لقد خشيت على نفسي«فقالت خديجة: كلا واللَّهِ ما يخزيك اللَّه أبدًا، إنّك لتصل الرّحم، وتحملُ الكلّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحقّ.
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّي ابن عم خديجة، وكان أمرءًا تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانيَّ فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللَّه أن يكتب، وكان شيخا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة: يا ابنَ عمِّ أسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللَّه ﷺ خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا النّاموس الذي نزل اللَّه على موسى، يا ليتني فيها جَذَعٌ ليتني أكونُ حيًّا إذ يُخرجك قومُك، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أومخرجيَّ هُمْ؟ ! «قال: نعم، لم يأتِ رجلٌ قطُّ بمثل ما جئتَ به إلّا عودي، وإنْ يدركني يومُك أنصرك نصرًا مؤزّرًا. ثم لم ينشب ورقةُ أن توفي وفَتَر الوحيُ».

شرح الحديث:

# شرح حديث بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ
## 1. شرح المفردات:
● الرؤيا الصالحة: الأحلام الصادقة التي يراها النبي في منامه.
● مثل فَلَق الصبح: كضوء الصباح الواضح الصادق الذي لا شك فيه.
● الخلاء: العزلة والاعتزال عن الناس.
● يَتَحَنَّث: يتعبد ويطلب الثواب (من "الحنث" بمعنى الإثم، فكأنه كان يتخلص من الذنوب بالعبادة).
● غَطَّني: ضمني وعصرني بشدة حتى بلغ بي الجهد.
● يَرْجُفُ فُؤادُه: يخفق قلبه خوفًا ورهبة.
● زَمِّلوني: غطوني بالثياب.
● الرَّوْع: الخوف والفزع.
● يُخْزِيك: يفضحك أو يهينك.
● النَّاموس: هو جبريل عليه السلام، أو الكتاب الإلهي المنزل.
● جَذَع: شاب قوي (أي يتمنى أن يكون شابًا لينصر الرسول).
● فَتَرَ الوحي: توقف وانقطع لفترة.
## 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف هذا الحديث بداية نزول الوحي على النبي محمد ﷺ، حيث كانت البداية بالرؤيا الصادقة في المنام، ثم اعتاد الخلوة في غار حراء للتعبد. وفي إحدى هذه الخلوات نزل عليه جبريل عليه السلام بأول آيات القرآن (سورة العلق)، وكرر عليه الأمر بالقراءة ثلاث مرات، حتى تلا النبي الآيات. بعد هذه الحادثة، عاد النبي ﷺ إلى زوجته خديجة خائفًا مرتعدًا، فطمأنته وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، الذي أكد له أنه نبي هذه الأمة، وبشره بأنه سيواجه العداء من قومه.
## 3. الدروس المستفادة:
● التدرج في التكليف: بدأ الوحي بالرؤيا الصادقة ثم بالوحي جهرًا، فانظر كيف يراعي الله أحوال عباده.
● أهمية الخلوة والعبادة: كان النبي ﷺ يختلي بنفسه للتعبد والتفكر، مما يهيئ النفس لاستقبال الحق.
● دور الدعم المعنوي: موقف السيدة خديجة رضي الله عنها يُظهر أهمية وجود شريك داعم ومطمئن في لحظات الضيق.
● الثقة في وعود الله: رغم الخوف الأول، فإن تطمين خديجة وورقة يؤكد أن الله لا يخزي من اصطفاه.
● الصبر على الأذى: تنبأ ورقة بأن الرسول ﷺ سيواجه العداء، مما يعلمنا أن طريق الدعوة محفوف بالتحديات.
## 4. معلومات إضافية:
● غار حراء: يقع في جبل النور على بعد نحو 4 كم من مكة، وكان النبي ﷺ يختلي فيه قبل البعثة.
● ورقة بن نوفل: كان من حنفاء العرب في الجاهلية، يتبع دين إبراهيم عليه السلام، وكان يعرف من الكتب السابقة بشائر بعثة النبي محمد ﷺ.
● فترة فتور الوحي: بعد هذا الحدث توقف الوحي لفترة، مما سبب حزنًا للنبي ﷺ، ثم عاد بعد ذلك نزولاً متتابعًا.
● هذا الحديث: يعد من أهم الأحاديث التي توضح قصة بدء الوحي، وهو متفق عليه بين البخاري ومسلم.
الحديث يمثل نقطة تحول في تاريخ البشرية، حيث بدأ نزول القرآن الذي غير مسيرة العالم، وهو أيضًا يظهر الجانب الإنساني للنبي ﷺ وكيفية تعامله مع أحداث الحياة بثقة في الله وصبر على تكاليف الدعوة.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٣)، ومسلم في الإيمان (١٦٠) كلاهما من حديث الليث بن سعد عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة يقول: سمعت عائشة. . . فذكرت
الحديث. واللفظ للبخاريّ ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم

  • 📜 حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب