حديث: يوحى إلى رسول الله ﷺ وهو على راحلته فتضرب بجرانها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ثقل الوحي

عن عائشة قالت: إن كان ليُوحي إلى رسول اللَّه ﷺ وهو على راحلته، فتضرب بجرانها.

حسن: رواه أحمد (٢٤٦٨) عن سليمان بن داود، قال: أخبرنا عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: إن كان ليُوحي إلى رسول اللَّه ﷺ وهو على راحلته، فتضرب بجرانها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة، مع التركيز على وضوح العبارة وسهولتها.

نص الحديث:


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "إن كان يُوْحَى إلى رسول الله ﷺ وهو على راحلته، فتضرب بجرانها".


١. شرح المفردات:


* يُوْحَى إليه: يأتيه الوحي الإلهي، سواء كان بواسطة جبريل عليه السلام أو مباشرة من الله تعالى.
* راحلته: دابته التي يركبها للسفر، وهي هنا ناقته.
* تضرب: تسير بقوة وسرعة أو تتوقف أحياناً وتبرك.
* بجرانها: الجران هو الخيط الذي تشد به الرحل على ظهر الدابة، أو يُقصد به عنق الدابة. والمقصود هنا أن الناقة كانت تضرب برجلها في الأرض بشدة أو تتحرك حركة غير معتادة.


٢. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف هذا الحديث المشهد العظيم لنزول الوحي على النبي ﷺ وهو في حالة السفر راكباً ناقته. فكانت الناقة تشعر بثقل وحضور الوحي وهي تحمل رسول الله ﷺ، فتبدأ في الحركة بشدة أو تتوقف وتبرك على الأرض من شدة ما يحصل، حتى أن الجران (الذي هو رباط الرحل) يضرب بعنقها من شدة حركتها وتعبها. وكان النبي ﷺ يتحمل هذا الثقل العظيم وهو في هذه الحالة، ولا ينزل عن ظهرها حتى ينقشع عنه الوحي.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة الوحي وثقله: يبين الحديث الحالة الجسدية التي كان يمر بها النبي ﷺ عند نزول الوحي، والتي كانت تظهر آثارها حتى على الدابة التي يركبها. وهذا يدل على أن الوحي حقيقة مادية محسوسة وليست مجرد إلهام نفسي، وكان يأتيه ﷺ معه مشقة عظيمة وجهد جسدي، كما قال تعالى: *{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}* [المزمل: 5].
2- صبر النبي ﷺ وثباته: كان النبي ﷺ يصبر على هذا الثقل العظيم وهو على ظهر الراحلة في ظروف السفر والشدة، مما يدل على عظيم صبره وقوة تحمله في سبيل تبليغ رسالة ربه.
3- إثبات حقيقة الوحي: الحديث دليل واضح للمتشككين على أن الوحي كان حقيقة تنزل على النبي ﷺ من خارج ذاته، فلو كان من قبيل الأفكار الداخلية أو التأملات الشخصية لما كان له هذا الأثر على الحيوان.
4- تواضع النبي ﷺ في وسائل تنقله: كان النبي ﷺ يسافر على راحلته مثل أي إنسان عادي، مما يدل على تواضعه وعدم ترفه في الحياة الدنيا.
5- بركة الصحابة في رواية أدق التفاصيل: إن رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لهذا المشهد الدقيق تدل على حرص الصحابة على نقل كل ما يتعلق بالنبي ﷺ حتى نقتدي به ونتعلم من سيرته.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
* كانت حالات نزول الوحي تختلف، ف sometimes كان يأتيه مثل صلصلة الجرس (وهي أشدها عليه) وأحياناً في صورة رجل، ولكن في جميع الأحوال كان الأمر عظيماً وشاقاً.
* كان الصحابة رضوان الله عليهم يعرفون أن الوحي ينزل على النبي ﷺ عندما يرون عليه علاماته، مثل تغير حالته وثقل جسمه الشريف أو سماعهم لصوت مثل أزيز النحل حوله.
* يستفاد من هذا الحديث أيضاً بيان معجزة النبي ﷺ، حيث كانت الحيوانات تشعر بقدسية اللحظة وعظمة ما يحدث لسيدها وحاملها ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٦٨) عن سليمان بن داود، قال: أخبرنا عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وعبد الرحمن هو: ابن أبي الزّناد مختلف فيه غير أنه حسن الحديث في المتابعات والشّواهد.
ورواه البيهقي في: دلائل النبوة(٧/ ٥٣) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزّناد، بلفظ: فتضرب على جرانها من ثقل ما يُوحى إلى رسول اللَّه ﷺ، وإن كان جبينُه ليطف بالعرق في اليوم الشاتي إذا أوحى اللَّهُ إليه.
وصحّحه الحاكم (٢/ ٥٠٥) بعد أن رواه من طريق معمر عن هشام وزاد: «فلم تستطع أن تتحرك، وتلك قول اللَّه عز وجل: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ [سورة المزمل: ٥].
وهذه متابعة قوية لعبد الرحمن بن أبي الزّناد.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٨/ ٢٥٧): «رواه أحمد ورجاله رجال الصّحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإن عبد الرحمن بن أبي الزّناد أخرج له البخاريّ في التعليقات ومسلم في صحيحه، ولا يضر ما رُوي عن معمر، عن هشام، عن أبيه مرسلًا بدون ذكر عائشة، فمن وصله
عنده زيادة.
وقولها: «فتضرب بِجِرانها» الجِران -بكسر الجيم-: باطن العنق، والبعير إذا استراح مدَّ عنقَه على الأرض.
وأما ما رُوي عن أسماء بنت يزيد قالت: إنّي لآخذةٌ بزمام العضْباء -ناقة رسول اللَّه ﷺ إذ أنزلتْ عليه المائدة كلّها، فكادتْ من ثقلها تدق بعضد النّاقة. فهو ضعيف، رواه الإمام أحمد (٢٧٥٧٥)، والطبرانيّ في «الكبير» (٢٤/ ١٧٨) كلاهما من طريق شيبان، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، فذكرت مثله.
ففيه ليث هو: ابن أبي سليم الغالب على حديثه الضّعف.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ١٣) وعلّله بشهر بن حوشب، وتعليله بليث أولى؛ فإنّ شهر ابن حوشب مختلف فيه غير أنّه حسن الحديث إذا لم يخالف.
ورُوي مثله عن عبد اللَّه بن عمرو، رواه الإمام أحمد (٦٦٤٣).
وفيه ابن لهيعة، وشيخه حُيّيُّ بن عبد اللَّه ضعيفان، وأورده الهيثمي في «المجمع» (٧/ ١٣) وأعلّه بابن لهيعة.
وروي أيضًا عن عمّة أم عمرو بنت عبس، رواه البيهقي في «دلائل النّبوة» (٧/ ١٤٥) أنّها قالت: حدّثتني عمّتي: أنّها كانت في مسير مع رسول اللَّه ﷺ فنزلت عليه سورة المائدة، فاندقَّتْ كفُّ راحلته العضباء من ثقل السّورة.
فيه أمُّ عمرو بنت عبس لا تعرف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: يوحى إلى رسول الله ﷺ وهو على راحلته فتضرب بجرانها

  • 📜 حديث: يوحى إلى رسول الله ﷺ وهو على راحلته فتضرب بجرانها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يوحى إلى رسول الله ﷺ وهو على راحلته فتضرب بجرانها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يوحى إلى رسول الله ﷺ وهو على راحلته فتضرب بجرانها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يوحى إلى رسول الله ﷺ وهو على راحلته فتضرب بجرانها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب