حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الأدعية قبل التسليم

عن عمار بن ياسر قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول في صلاته: «اللَّهم بعلمك الغَيبَ، وقدرتك على الخَلْقِ أحْيِنِي ما علِمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علِمتَ الوفاة خيرًا لي، اللَّهم أسألك خشيتَك - يعني في الغيب والشّهادة، وأسألك
كلمةَ الحقِّ في الرِّضا والغَضَب، وأسألك القَصْدَ في الفَقْر والغِنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قُرَّةَ عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذَّةَ النظر إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك في غير ضَرَّاء مُضِرَّةٍ، ولا فِتنة مُضِلَّةٍ، اللَّهم زَيِّنَا بزينةِ الإيمان، واجْعَلنا هُداةً مُهتَدين».

صحيح: رواه النسائي (١٣٠٥) من طريق حماد بن زيد، حدثنا عطاء بن السائب بن مالك، عن أبيه قال: صلى بنا عمار بن ياسر صلاة، فأوجز فيها، فقال له بعض القوم، لقد خفَّفتَ - أو أوجزتَ الصلاة.

عن عمار بن ياسر قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول في صلاته: «اللَّهم بعلمك الغَيبَ، وقدرتك على الخَلْقِ أحْيِنِي ما علِمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علِمتَ الوفاة خيرًا لي، اللَّهم أسألك خشيتَك - يعني في الغيب والشّهادة، وأسألك
كلمةَ الحقِّ في الرِّضا والغَضَب، وأسألك القَصْدَ في الفَقْر والغِنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قُرَّةَ عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذَّةَ النظر إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك في غير ضَرَّاء مُضِرَّةٍ، ولا فِتنة مُضِلَّةٍ، اللَّهم زَيِّنَا بزينةِ الإيمان، واجْعَلنا هُداةً مُهتَدين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أدعية النبي ﷺ في صلاته، رواه الإمام النسائي وغيره، وفيه من المعاني الجليلة والفوائد العظيمة ما ينبغي لكل مسلم أن يتأمله ويعمل به.

شرح المفردات:


● بعلمك الغيب: أي بعلمك الذي لا يخفى عليك شيء.
● قدرتك على الخلق: أي بقدرتك الشاملة على جميع المخلوقات.
● أحييني ما علمت الحياة خيرًا لي: أي أمتني عندما تكون الوفاة خيرًا لي.
● خشيتك في الغيب والشهادة: الخوف منك في السر والعلن.
● كلمة الحق في الرضا والغضب: قول الحق سواء في حال الرضا أو الغضب.
● القصد في الفقر والغنى: الاعتدال والوسطية في حال الفقر والغنى.
● نعيمًا لا ينفد: النعيم الدائم في الجنة.
● قرة عين لا تنقطع: السرور والفرح الدائم.
● الرضا بعد القضاء: القناعة بقضاء الله وقدره.
● برد العيش بعد الموت: الراحة والنعيم في القبر والآخرة.
● لذة النظر إلى وجهك: التمتع برؤية الله تعالى في الجنة.
● في غير ضراء مضرة: دون ضرر أو أذى.
● ولا فتنة مضلة: دون فتنة تصرف عن الدين.
● زينا بزينة الإيمان: حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا.
● اهداء مهتدين: داعين إلى الهدى مهتدين بأنفسنا.

المعنى الإجمالي للحديث:


يدعو النبي ﷺ في هذا الحديث بأن يحييه الله ما دامت الحياة خيرًا له، وأن يتوفاه عندما تكون الوفاة خيرًا له، ثم يسأل الله تعالى الخشية له في جميع الأحوال، وقول الحق دائمًا، والاعتدال في الغنى والفقر، والنعيم الدائم، والرضا بقضاء الله، والراحة بعد الموت، ولذة النظر إلى وجه الله الكريم، والشوق إلى لقائه دون ضرر أو فتنة، ثم يختم بالدعاء بالتزيين بزينة الإيمان والهداية للغير.

الدروس المستفادة منه:


1- التعلق بالله تعالى: إذ يبدأ الدعاء بالاستعانة بعلم الله وقدرته.
2- طلب ما هو خير: فيسأل الله الحياة عندما تكون خيرًا والموت عندما يكون خيرًا.
3- الاستقامة على الحق: بطلب قول الحق في جميع الأحوال.
4- الاعتدال في الأمور: بالدعاء بالوسطية في الفقر والغنى.
5- التركيز على الآخرة: بطلب النعيم الدائم والقرة العين فيها.
6- الرضا بقضاء الله: وهو من أعلى مقامات الإيمان.
7- الشوق إلى لقاء الله: وهو من علامات كمال الإيمان.
8- الابتعاد عن الفتن: بالاستعاذة من الفتن المضلة والضرر.
9- الجمع بين الهداية والهداية للغير: فالدعاء بأن يكون الداعي مهتديًا وهادٍ لغيره.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الدعاء من أذكار الصلاة، فيستحب للمسلم أن يدعو به في سجوده أو في آخر الصلاة قبل السلام.
- فيه جمع بين خيري الدنيا والآخرة، فطلب الخير في الحياة والموت، والاعتدال في الدنيا، والنعيم في الآخرة.
- يدل على حرص النبي ﷺ على تعليم أمته أجمع الدعاء، وأن يكون دعاؤهم شاملاً لخيري الدنيا والآخرة.
- فيه الالتجاء إلى الله في جميع الأحوال، والاستعانة به في كل شيء.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا العمل بهذا الدعاء، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٣٠٥) من طريق حماد بن زيد، حدثنا عطاء بن السائب بن مالك، عن أبيه قال: صلى بنا عمار بن ياسر صلاة، فأوجز فيها، فقال له بعض القوم، لقد خفَّفتَ - أو أوجزتَ الصلاة. قال: ما عَلَيَّ ذلك، فقد دعوتُ فيها دعوات سمعتُهن من رسول الله ﷺ، فلما قام، تبعه رجل من القوم، هو أبي (أي أبو عطاء) غير أنه كنى عن نفسه فسأله عن الدعاء، ثم جاء فأخبر به القوم، فذكر الدعاء.
وإسناده صحيح، عطاء بن السائب ثقة، وثّقه الأئمة غير أنه اختلط، لكن رواية حماد بن زيد عنه كانت قبل الاختلاط.
ومن طريق حماد بن زيد رواه أيضًا ابن حبان (١٩٧١)، والحاكم (١/ ٥٢٤) وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وتابعه حماد بن سلمة، ومن طريقه رواه البيهقي في «الأسماء والصفات» (٢٤٤)، وفُضيل بن غزوان، ومن طريقه رواه أبو يعلى (١٦٢١ تحقيق الأثري) ثلاثتهم عن عطاء بن السائب به مثله. إلا أن سماع فُضيل من عطاء كان بعد اختلاطه، ولكن متابعة حمادين له تؤكد أنه لم يختلط في هذا الحديث.
ولذا استدل بهذا الحديث كثير من المحدثين على رؤية المؤمنين الرب عز وجل يوم القيامة منهم: الإمام ابن خزيمة في كتابه «التوحيد» (ص ١٢) وابن منده في «الرد على الجهمية» (٨٦) واللالكائي في «أصول اعتقاد أهل السنة» (٨٤٤)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (٢٤٤).
وللحديث طريق آخر رواه النسائي (١٣٠٦)، والطبراني في الدعاء (٦٢٥)، والبزار في مسنده (١٣٩٢)، والإمام أحمد في مسنده (١٨٣٢٥) كلهم من طريق شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز قال: صلى بنا عمار صلاة، فأوجز فيها، فأنكروا ذلك فقال: ألم أتِمَّ الركوعَ والسجودَ؟ قالوا: بلى، قال: أما إني قد دعوتُ فيهما بدعاء، كان رسول الله ﷺ يدعو به فذكر الدعاء.
وفيه شريك بن عبد الله النخعي تُكلم في حفظه، إلا أنه لم يُخطئ في رواية هذا الحديث لمتابعات له في الجملة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 449 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي

  • 📜 حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب