حديث: صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إقبال النبيّ ﷺ على أصحابه بعد التسليم

عن زيد بن خالد الجُهني قال: صلَّى لنا رسولُ الله ﷺ صلاة الصُّبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال ... فذكر بقية الحديث.

متفق عليه: رواه مالك في الاستسقاء (٤) عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني فذكره.

عن زيد بن خالد الجُهني قال: صلَّى لنا رسولُ الله ﷺ صلاة الصُّبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال ... فذكر بقية الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تتضمن حكمًا عظيمًا وأصولًا في العقيدة والشريعة.
النص الكامل للحديث:
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحudيبِيَةِ عَلَى أَثَرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ».
شرح المفردات:
* الحديبية: مكان معروف قرب مكة، وله شهرة بسبب صلح الحديبية.
* على أثر سماء: أي بعد مطر جاء في الليل. والسماء هنا بمعنى المطر.
* انصرف: أي انتهى من الصلاة وولى عن القبلة.
* أقبل على الناس: التفت إليهم ووجّه كلامه لهم.
* رَبُّكُمْ: أي الذي خلقكم وربّاكم بنعمه.
* نَوْء: (بفتح النون) النجم أو الكوكب. وكان أهل الجاهلية يزعمون أن المطر ينزل بطلوع أو غروب نجم معين، وينسبون الفضل في إنزال المطر لهذا النجم.
المعنى الإجمالي للحديث:
أن النبي ﷺ صلى بأصحابه صلاة الصبح في مكان يسمى الحديبية بعد ليلة ماطرة. وبعد أن انتهى من الصلاة، التفت إلى الناس وسألهم سؤالًا يلفت انتباههم ويستدعي تفكيرهم: "هل تعلمون ماذا قال ربكم الليلة؟". فأجابوا بأدب المؤمنين: "الله ورسوله أعلم". فبيّن لهم ﷺ أن الله تعالى قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر"، موضحًا أن هذا الإيمان والكفر متعلق بنسبة نعمة المطر. فمن قال: "هذا المطر بفضل الله ورحمته"، فقد أقر بأن الله هو المنعم وحده، فهو مؤمن بالله وكافر بالنجم (أي ينكر تأثيره في إنزال المطر). وأما من قال: "مطرنا بنوء كذا وكذا" (نسبة المطر إلى النجم)، فقد جعل لله شريكًا في أفعاله، فهو كافر بالله (كافر بنعمة الله وجحودًا لها) ومؤمن بالنجم.
الدروس المستفادة والفَوائد العقدية:
1- إثبات صفة الكلام لله تعالى: الحديث دليل على أن الله يتكلم بكلام حقيقي يليق بجلاله، ليس ككلام المخلوقين. وهذا أصل عقدي مهم عند أهل السنة والجماعة.
2- أن الإيمان والكفر يكون بالقول والاعتقاد: ليس الكفر مقصورًا على الجحود القلبي فقط، بل قد يدخل باللسان، كنسبة النعم لغير الله.
3- وجوب نسبة النعم كلها لله تعالى: المطر وغيره من النعم (الرزق، الصحة، الأمن) هي من فضل الله ورحمته وحده، لا شريك له. يجب الاعتراف بذلك قلبًا وقولًا.
4- التحذير من الشرك الأصغر والخفي: نسبة الحوادث والنجوم ليست شركًا أكبر يخرج من الملة فحسب، بل هي من الشرك الذي ينافي كمال التوحيد الواجب. فكيف إذا اعتقد بتأثيرها؟!
5- الأدب مع النبي ﷺ: حيث أجاب الصحابة بقولهم: "الله ورسوله أعلم"، وهذا أدب عظيم في تلقي العلم.
6- حرص النبي ﷺ على تعليم أصحابه: حيث كان يستغل الأحداث والمواقف لتعليمهم أصول الدين والعقيدة.
7- بيان حكمة الله في خلق الكواكب: كما قال تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}، فجعلها الله أسبابًا للاهتداء والتقويم، لا لأنها تخلق أو تنزل المطر.
8- أن العبرة فيمن ينسب النعم لغير الله بنية الاعتقاد: أما من قالها على سبيل العادة أو دون قصد الاعتقاد، فلا يكفر، ولكن يعلم أن هذا القول محرم ويجب اجتنابه.
خاتمة:
هذا الحديث درس عظيم في التوحيد، يربي المسلم على استحضار فضل الله ورحمته في كل نعمة، ويحذره من أن يشرك بالله ولو بكلمة يظنها بسيطة. فهو يدعونا لتوحيد الله في أفعاله، وإفراده بالفضل والمنة، فذلك هو الإيمان الحق.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستسقاء (٤) عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني فذكره.
ومن طريق مالك رواه البخاري في الأذان (٨٤٦)، ومسلم في الإيمان (٧١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 467 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء

  • 📜 حديث: صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب