يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويسمعناها

حديث: يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويسمعناها

عن ابن عمر كان رسول الله ﷺ يَفْصِلُ بين الوتر والشَّفْع بتسليمةٍ، ويُسْمِعُناها.

حسن: رواه الإمام أحمد (٥٤٦١) قال: حدثنا عتَّاب بن زياد، حدثنا أبو حمزة - يعني السكري، عن إبراهيم - يعني الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عمر كان رسول الله ﷺ يَفْصِلُ بين الوتر والشَّفْع بتسليمةٍ، ويُسْمِعُناها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ يَفْصِلُ بين الوتر والشَّفْع بتسليمةٍ، ويُسْمِعُناها.
(رواه الدارقطني والبيهقي، وهو حسن)

شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:

* يَفْصِلُ: أي يفصل ويجعل فاصلاً وحداً فاصلاً بين الشيئين.
* الوتر: هي الركعة المفردة التي تُختم بها صلاة الليل، وتسمى "ركعة الوتر".
* الشَّفْع: هو الزوج، ويقصد به هنا الركعات الزوجية التي قبل الوتر، مثل ركعتين أو أربع.
* بتسليمةٍ: أي بقول: "السلام عليكم ورحمة الله" مرة واحدة (تسليمة واحدة).
* ويُسْمِعُناها: أي كان يجهر بالتسليم حتى يسمعه المصلون خلفه، ليعلموا كيف يفعلون.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان إذا صلى صلاة الليل (القيام أو التهجد)، فإنه كان يفصل بين الركعات الزوجية (مثلاً ركعتين) وبين الركعة الفردية الأخيرة (الوتر) بتسليمة واحدة يسمعها من خلفه. أي أنه كان يسلم بعد الركعات الشفع (الزوجية) سلاماً خفيفاً، ثم يقوم ليصلي ركعة الوتر منفردة ويسلم بعدها.
مثال تطبيقي:
إذا أراد المسلم أن يوتر بثلاث ركعات، فله أن يفعل ذلك على طريقتين:
* الطريقة الأولى (الموصوفة في هذا الحديث): أن يصلي ركعتين ثم يسلم تسليمة واحدة، ثم يصلي ركعة الوتر ويسلم بعدها.
* الطريقة الثانية: أن يصلي الثلاث ركعات متصلات بتشهد واحد في الركعة الثانية ولا يسلم، ثم يقوم للثالثة ويتشهد ويسلم (وهذه صحيحة أيضاً).
فالحديث يبين لنا أن الطريقة الأولى – وهي فصل الشفع عن الوتر بتسليمة – هي سنة فعلها النبي ﷺ وعلمها لأصحابه.

# 3. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- بيان هدي النبي ﷺ في صلاة الوتر: الحديث دليل على مشروعية فصل صلاة الشفع (الركعات الزوجية) عن صلاة الوتر (الركعة المفردة) بتسليمة، وهذه سنة ينبغي للمسلم أن يعمل بها أحياناً.
2- التعليم العملي: كان النبي ﷺ يسمع الصحابة التسليمة ليعلمهم هذه السنة عملياً، مما يدل على أهمية التعليم العملي والتطبيقي وليس النظري فقط.
3- التيسير على المأمومين: جهره ﷺ بالتسليم حتى يسمع المصلين من خلفه فيه تيسير عليهم ليعلموا انقضاء الركعتين وانتقاله إلى ركعة الوتر، فينووا الاقتداء به من جديد.
4- تنويع العبادة: في الحديث إشارة إلى تنويع كيفية أداء النوافل، فلم يكن النبي ﷺ يلتزم هيئة واحدة، بل كان ينوع في صلاته بين الوصل والفصل لتعليم الأمة جميع الطرق المشروعة.
5- الاهتمام بالسنة العملية: ينبغي للمسلم أن يهتم بمعرفة كيفيات الصلاة وأحوالها كما فعلها النبي ﷺ، لأنها عمود الدين وأفضل العبادات.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

* جمهور العلماء على أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وحث النبي ﷺ على المحافظة عليها.
* لا بأس لمن صلى الوتر ثلاث ركعات متصلات أن يفعل ذلك، ولكن الأفضل أن يأتي بالسنة الواردة في هذا الحديث وفي غيره من الأحاديث بين الحين والآخر.
* يستحب أن يختم المسلم صلاته بالوتر، كما في الحديث: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» (متفق عليه).
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، العاملين بها، والداعين إليها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٥٤٦١) قال: حدثنا عتَّاب بن زياد، حدثنا أبو حمزة - يعني السكري، عن إبراهيم - يعني الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر ... فذكره.
وإسناده حسن، عتَّاب بن زياد الخراساني «صدوق» روي له ابن ماجه، وإبراهيم الصائغ هو: ابن ميمون المروزي «صدوق» أيضًا روي له البخاري معلقًا.
وأما أبو حمزة فهو: محمد بن ميمون السكري ثقة فاضل من رجال الجماعة.
وصحَّحه ابن حبان (٢٤٣٥) فرواه من طريق عتَّاب بن زياد به مثله إلا أنه قال: بتسليم، وأعتقد أنه محرف، فقد رواه أيضًا الطبراني في الأوسط (٧٥٧) من طريق عتَّاب بن زياد به وفيه: بتسليمة - بالتاء للمرة.
ووهم الهيثمي رحمه الله تعالى في «المجمع» (٣٤٦٣) فقال: «فيه إبراهيم بن سعيد وهو ضعيف» وذلك بعد أن عزاه للطبراني في الأوسط مع أن الطبراني نفسه نصَّ على أنه إبراهيم الصائغ وقال: لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم الصائغ إلا أبو حمزة السكريّ.
فلعله التبس عليه إبراهيم الصائغ بإبراهيم بن سعيد المدني أبي إسحاق، وهو من رجال أبي داود «مجهول الحال».
وأما قول الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا أبو حمزة السكري» فليس بعلة قادحة فإن أبا حمزة السكري من كبار أصحاب إبراهيم الصائغ، نصَّ على ذلك النسائي وغيره.
وفي الباب ما روي عن أنس رضي الله عنه: «أن النبي ﷺ كان يسلم تسليمة واحدة».
رواه الطبراني في «الأوسط». مجمع البحرين (٨٧٨) عن معاذ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن حميد، عن أنس، فذكره.
ورواه أيضًا البيهقي (٢/ ١٧٩) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب.
قال الطبراني: لم يرفعه عن حميد إلا عبد الوهاب.
قال الأعظمي: ولا يضر تفرده، فإنه ثقة من رجال الشيخين. قال الحافظ في «الدراية (ص ٩٠): «رجاله ثقات».
وأورده الزيلعي في: نصب الراية (١/ ٤٣٣، ٤٣٤) من جهة البيهقي وسكت عليه.
ولكن خولف عبد الوهاب في الرفع فجعله مالك بن أنس وأبو خالد الأحمر عن حميد من فعل أنس. انظر: ابن أبي شيبة (١/ ٣٣٤ - ٣٣٨).
وأما البزار - كشف الأستار (٥٦٦) - فرواه عن محمد بن عبد الله المخزومي، ثنا يونس بن محمد، ثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن أنس، قال: كان رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر ﵄ يفتتحون القراءة بالحمد لله ربّ العالمين، ويسلمون تسليمة».
ففيه أيوب وهو السختياني لم يسمع من أنس، ولا رآه كما قال ابن عبد البر في «التمهيد» (١٦/ ١٨٩)
وقال: قال أبو بكر البزار وغيره: لا يصح عن النبي ﷺ في التسليمة الواحدة شيء - يعني من جهة الإسناد» انتهى.
والهيثمي في: مجمع الزوائد (٢٨٧٨) اكتفى بقوله: «رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب أحاديث أخرى عن ابن عباس، وسلمة بن الأكوع، وسمرة بن جندب، وسهل بن سعد، ولكن كلها ضعيفة.
انظر تخريجها في «التحقيق (٢/ ٢٨٧)، ونصب الراية (١/ ٤٣٣).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 459 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويسمعناها

📜 حديث: يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويسمعناها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويسمعناها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويسمعناها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويسمعناها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية