إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه

حديث: إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه

عن أم سلمة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا سلَّم قام النساء حين يقضي تسليمَه، ومكث يسيرًا قبل أن يقوم.
قال ابن شهاب: فأَرى - والله أعلم - أنَّ مكثَه لكي يَنْفُذَ النساءُ قبل أن يُدركهنَّ من انصرف من القوم.

صحيح: رواه البخاري في الأذان (٨٣٧) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ، حدثنا الزهري، عن هند بنت الحارث، أن أم سلمة ﵂ قالت .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:

عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله ﷺ إذا سلَّم قام النساء حين يقضي تسليمَه، ومكث يسيرًا قبل أن يقوم. قال ابن شهاب: فأَرى - والله أعلم - أنَّ مكثَه لكي يَنْفُذَ النساءُ قبل أن يُدركهنَّ من انصرف من القوم."

1. شرح المفردات:

● يقضي تسليمَه: أي يُتم التسليمتين (التي هي ختام الصلاة)؛ التسليمة الأولى والثانية.
● مكث يسيرًا: بقي قليلًا في مكانه (في مصلاه).
● ينفذ النساء: يخرج النساء ويبتعدن من المسجد.
● يُدركهنَّ: يلحق بهنَّ أو يختلطن بهنَّ.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

كان من هدي النبي ﷺ بعد أن يفرغ من الصلاة ويسلِّم أن تقوم النساء فورًا ليخرجن من المسجد، بينما كان هو ﷺ يمكث قليلًا في مكانه قبل أن ينهض. وهذا المكث اليسير كان ليتيح للنساء فرصة للخروج والابتعاد قبل أن يختلط بهنَّ الرجال عند انصرافهم.

3. الدروس المستفادة منه:

● الحفاظ على حشمة النساء وعدم الاختلاط: حرص النبي ﷺ على أن يكون خروج النساء من المسجد بعيدًا عن مزاحمة الرجال أو الاختلاط بهم، حفظًا للأخلاق وصونًا للمجتمع.
● الرفق بالنساء ورعاية أحوالهن: كان هذا المكث توضيحًا للرحمة والاهتمام بشأن النساء، وتيسيرًا عليهن في الخروج بأمان وسلامة.
● التعليم بالأفعال: لم يكن النبي ﷺ يصرح دائمًا بالأسباب، بل كان يربي أصحابه بفعله، فها هو الصحابي الجليل ابن شهاب الزهري يدرك الحكمة من هذا المكث.
● استنباط الحِكَم من أفعال النبي ﷺ: يجوز للعالم أن يرى في أفعال النبي ﷺ حكمةً ما، ما دامت لا تخالف نصًا، مع التواضع في الاستنباط بقوله "والله أعلم".

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر كمال أدب النبي ﷺ ورعايته لأمته.
- يستفاد منه استحباب تسريع خروج النساء من المساجد بعد الصلاة، وعدم مكثهنّ طويلاً إذا كان ذلك يؤدي إلى الاختلاط.
- ينبغي للرجال أن يتأنوا في الانصراف بعد الصلاة لإتاحة الفرصة للنساء للخروج أولاً، اقتداءً بهدي النبي ﷺ.
- هذا من سد الذرائع؛ حيث إن الاختلاط بعد الصلاة قد يكون ذريعة إلى النظر أو الافتتان.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٨٣٧) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ، حدثنا الزهري، عن هند بنت الحارث، أن أم سلمة ﵂ قالت ... فذكرتِ الحديث.
وقال البخاري أيضًا: وقال ابنُ أبي مريم: أخبرنا نافعُ بن يزيدَ، قال أخبرني جعفر بن ربيعة، أنَّ ابن شهاب كتبَ إليه قال: حدثتني هند بنت الحارث الفِراسية، عن أمِّ سلمة زوج النبي ﷺ وكانت من صواحباتِها - قالت: «كان يُسَلِّمُ فينصرفُ النساء، فيدخُلن بُيوتَهن من قبل أن يَنصَرف رسولُ الله ﷺ».
وقال ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرتني هند الفراسية، وقال عثمان بن عمر: أخبرنا يونس، عن الزهري، حدثتني هند الفراسية، وقال الزبيدي: أخبرني الزهري أن هند بنت الحارث القرشية أخبرته - وكانت تحت معبد بن المقداد، وهو حليف بني زهرة - وكانت تدخل على أزواج النبي ﷺ، وقال شعيب، عن الزهري، حدثتني هند القرشية. وقال ابن أبي عتيق، عن الزهري، عن هند الفراسية. وقال الليث: حدثني يحيى بن سعيد، حدثه عن ابن شهاب، عن امرأة من قريش حدثته عن النبي ﷺ (٨٥٠) هذه الروايات كلها ذكرها البخاري. ومراده بيان الاختلاف في نسب هند، فإن منهم من قال: الفراسية، نسبة إلى بني فراس - بكسر الفاء - وهم بطن من كنانة. ومنهم من قال: القُرشية نسبة إلى قريش.
وحديث ابن وهب رواه النسائي (١٣٣٣) وفيه: إن النساء في عهد رسول الله ﷺ كن إذا سلَّمن من الصلاة قمن، وثبت رسول الله ﷺ ومن صلَّى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله ﷺ قام الرجال.
وحديث عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري بإسناده رواه البخاري (٨٦٦) عن عبد الله بن محمد عنه به ولفظه: إن النساء في عهد رسول الله ﷺ كنَّ إذا سلَّمنَ من المكتوبة قُمن، وثبت رسول الله ﷺ ومن صلَّى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله ﷺ قام الرجال.
وقوله: «قال الزبيدي» وصله الطبراني في مسند الشاميين (٢٦١) من طريق عبد الله بن سالم عنه، أخبرني الزهري به. وفيه: إنَّ النساء كنَّ يشهدن الصلاة مع رسول الله ﷺ، فإذا سلَّم قام
النساء فانصرفن إلى بيوتهنَّ قبل أن يقوم الرجال.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 462 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه

📜 حديث: إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية