حديث: حولها نُدَنْدِنُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الأدعية قبل التسليم

عن أبي هريرة قال رسول الله ﷺ لرجل: «ما تقول في الصلاة؟» قال: أتشهَّدُ ثم أسألُ الله الجنةَ، وأعوذ به من النار. أما والله! ما أُحْسِنُ دَندنتك ولا دندنة معاذ. فقال ﷺ: «حولها نُدَنْدِنُ».

صحيح: رواه ابن ماجه (٩١٠، ٣٨٤٧) عن يوسف بن موسى القطَّان، قال: حدثنا جرير (ابن عبد الحميد) عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال رسول الله ﷺ لرجل: «ما تقول في الصلاة؟» قال: أتشهَّدُ ثم أسألُ الله الجنةَ، وأعوذ به من النار. أما والله! ما أُحْسِنُ دَندنتك ولا دندنة معاذ. فقال ﷺ: «حولها نُدَنْدِنُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ لرجل: «ما تقول في الصلاة؟» قال: أتشهَّدُ ثم أسألُ الله الجنةَ، وأعوذ به من النار. أما والله! ما أُحْسِنُ دَندنتك ولا دندنة معاذ. فقال ﷺ: «حولها نُدَنْدِنُ».

شرح المفردات:


● أتشهد: أي أقول التشهد في الصلاة.
● أسأل الله الجنة: أدعو الله تعالى بأن يمنحني الجنة.
● أعوذ به من النار: ألتجئ إلى الله وأستعيذ به من عذاب النار.
● دندنتك: الدندنة هنا تعني الدعاء والذكر والمناجاة التي تكون خفية وسريعة أو التي يكون لها نمط معين. وقيل: هي كناية عن الدعاء بخشوع وإطالة.
● دندنة معاذ: يشير إلى صلاة معاذ بن جبل رضي الله عنه التي كانت طويلة فيها دعاء وذكر كثير.
● حولها نُدَنْدِنُ: أي أن دعاءنا وذكرنا في الصلاة يدور حول هذا المعنى (طلب الجنة والاستعاذة من النار).

المعنى الإجمالي للحديث:


سأل النبي ﷺ رجلاً عن دعائه في صلاته، خاصة في موضع السجود أو بعد التشهد، فأجاب الرجل بأنه بعد التشهد يطلب من الله الجنة ويستعيذ به من النار، ثم اعتذر بأنه لا يحسن أن يدعو مثل دعاء النبي ﷺ أو معاذ بن جبل الذي كان يطيل في الدعاء والذكر. فأخبره النبي ﷺ أن دعاءهم وذكرهم في الصلاة هو في الحقيقة يدور حول هذا المعنى نفسه، وهو طلب الجنة والنجاة من النار، وإن اختلفت الصيغ أو طالت الأدعية.

الدروس المستفادة والفَوائد:


1- جواز السؤال عن حال المسلم في عبادته: وذلك من أجل النصح والتوجيه والتعليم، كما فعل النبي ﷺ مع هذا الرجل.
2- مشروعية الدعاء في الصلاة: خاصة بعد التشهد وقبل السلام، وهو من مواطن إجابة الدعاء.
3- طلب الجنة والاستعاذة من النار من أَجَلِّ الدعاء: وهو من جوامع الكلم الذي يجمع الخير كله.
4- التيسير على الناس وعدم تكليفهم ما لا يطيقون: حيث طمأن النبي ﷺ الرجل بأن دعاءه كافٍ وجائز، حتى لو كان قصيرًا، لأنه يحوي المعنى الأساسي.
5- مراعاة حال المصلين واختلاف قدراتهم: فليس كل أحد قادر على الإطالة في الدعاء مثل معاذ أو النبي ﷺ، والأمر فيه سعة.
6- أن الدعاء لا يشترط فيه ألفاظ محدودة: بل المقصود هو المعاني، فمن لم يحسن أن يدعو بألفاظ مطولة فليدعُ بما تيسر مما يحوي المعنى الصحيح.
7- فضل معاذ بن جبل في العبادة: حيث كان معروفًا بإطالة الصلاة والدعاء، حتى إن النبي ﷺ ذكره في هذا الموقف.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- الدعاء في الصلاة بعد التشهد وقبل السلام من المواضع التي يرجى فيها إجابة الدعاء، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ علمهم التشهد ثم قال: «ثم ليتخير من الدعاء ما شاء».
- ينبغي للمسلم أن يجمع في دعائه بين مسألة الله الجنة والاستعاذة به من النار، فهذا من أهم المطالب.
- إذا كان المسلم لا يحفظ أدعية مطولة، فليدعُ بما يستطيع، وليكثر من جوامع الدعاء مثل: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يقينا عذاب النار، وأن يتقبل منا صلاتنا ودعاءنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٩١٠، ٣٨٤٧) عن يوسف بن موسى القطَّان، قال: حدثنا جرير (ابن عبد الحميد) عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده صحيح، صحَّحه أيضًا ابن خزيمة (٧٢٥) فرواه عن يوسف بن موسى به مثله، وابن حبان (٨٦٨) فرواه من طريق جرير بن عبد الحميد به مثله.
وأما أبو داود (٧٩٢) فرواه عن عثمان بن أبي شيبة، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سليمان، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي ﷺ فذكر مثله. ورجاله ثقات.
وقوله: ما أحسن دندنتك - أي مسألتك الخفية. والدندنة: أن يتكلم الرجل بكلام نسمع نغمتُه، ولا يفهم، وهو أرفع من الهينمة قليلًا، والضمير في «حولها» للجنة أي حول تحصيلها، أو للنار - أي حول التعوذ من النار، كذا في «النهاية» (٢/ ١٣٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 441 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حولها نُدَنْدِنُ

  • 📜 حديث: حولها نُدَنْدِنُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حولها نُدَنْدِنُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حولها نُدَنْدِنُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حولها نُدَنْدِنُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب