رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

حديث: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

عن البراء بن عازب قال: كُنا إذا صلينا خلف رسول الله ﷺ أحْبَبنا أن نكون عن يمينه، يُقْبِلُ عَلينا بوجهه.
قال: فسمعتُه يقول: «ربِّ قِني عذابَك يومَ تبعثُ (أو تجمع) عبادك».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٠٩) عن أبي كُريب، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن مِسْعَر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، عن البراء .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه دلالة على محبة الصحابة رضي الله عنهم للنبي ﷺ وحرصهم على القرب منه، وعلى دعاء عظيم من أدعيته ﷺ.

أولاً. شرح المفردات:

● كُنا إذا صلينا خلف رسول الله ﷺ: أي في صلاة النافلة، حيث كانوا يقفون خلفه في صفوف.
● أحْبَبنا أن نكون عن يمينه: كانوا يفضلون الوقوف على الجانب الأيمن من النبي ﷺ.
● يُقْبِلُ عَلينا بوجهه: لأنه عند انتهاء الصلاة والتسليم، كان يستدير إلى أصحابه، فمن كان على يمينه يراه مباشرة.
● ربِّ: يا ربي، وهو نداء يتضمن التذلل والخضوع.
● قِني: احفظني واصرف عني وأنجني.
● عذابَك: العقاب والشدة التي تعذب بها عبيدك.
● يومَ تبعثُ (أو تجمع) عبادك: يوم القيامة، حين يبعث الله الخلائق من قبورهم ويجمعهم للحساب.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه عن مدى حب الصحابة للنبي ﷺ، حتى إنهم كانوا في صلاة النافلة يحرصون على الوقوف عن يمينه؛ ليكونوا في مواجهة وجهه الشريف عندما يلتفت إليهم بعد انتهاء الصلاة.
وفي إحدى هذه المرات، سمع النبي ﷺ يدعو بهذا الدعاء العظيم: «ربِّ قِني عذابَك يومَ تبعثُ (أو تجمع) عبادك»، وهو طلب من الله تعالى أن يعيذه ويحفظه من أهوال وعذاب يوم القيامة، ذلك اليوم العصيب الذي يبعث فيه الله الخلائق ويجمعهم للحساب والجزاء.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- محبة الصحابة الشديدة للنبي ﷺ: كان صحابة رسول الله ﷺ يحبونه حباً شديداً، يظهر في أدق تفاصيل حياتهم، حتى في اختيار مكان الوقوف في الصلاة ليكونوا قريبين من نظره ووجهه الكريم.
2- استحباب الالتفات إلى المصلين بعد السلام: من السنة أن يستدير الإمام إلى الناس بوجهه بعد انتهاء الصلاة، وهذا ما كان يفعله النبي ﷺ.
3- فضل الدعاء بعد الصلاة: كان النبي ﷺ يذكر الله ويدعوه بعد انتهاء الصلاة، مما يدل على استحباب الإكثار من الذكر والدعاء في هذا الوقت المبارك.
4- خوف النبي ﷺ من ربه:رغم أن他是أفضل الخلق وأقربهم إلى الله، إلا أنه كان يخاف عذاب ربه ويدعوه أن يقيه منه، فما بالنا نحن المقصرين!
5- عظمة يوم القيامة وأهواله: هذا الدعاء يذكرنا بشدة هول يوم البعث، حتى أن النبي ﷺ كان يستعيذ بالله من عذابه، مما يجب أن يزيد في قلوبنا الخوف والاستعداد لهذا اليوم.
6- حسن اختيار الدعاء: ينبغي للمسلم أن يختار من الأدعية الجامعة التي تضمن الخير في الدنيا والآخرة، وهذا الدعاء من أجمع الأدعية لطلب النجاة من أعظم الشدائد.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الدعاء مأثور بعد الصلاة، فيستحب للإنسان أن يقوله بعد انتهائه من الصلاة، اقتداءً بالنبي ﷺ.
- الحديث يدل على أن محبة النبي ﷺ من أصول الإيمان، وهي ليست مجرد كلمات تقال، بل تظهر في السلوك والتقدير والتوقير.
- ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في خوفه من الله ورجائه له، فهما جناحا العبادة.
أسأل الله تعالى أن يقينا عذابه يوم تبعث عباده، وأن يوفقنا لمحبته ومحبة نبيه ﷺ واتباع سنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٠٩) عن أبي كُريب، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن مِسْعَر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، عن البراء ... فذكر مثله.
ورواه وكيع عن مسعر بهذا الإسناد ولم يذكر: «يُقْبل علينا بوجهه»، ومن هذا الوجه رواه ابن خزيمة (١٥٦٣) فقال: حدثنا محمد بن بشار، نا أبو أحمد، نا مسعر، عن ثابت، عن البراء بن عازب فذكر الحديث مثله ولم يذكر «يقبل علينا بوجهه» كما لم يذكر الواسطة بين ثابت بن عبيد والبراء بن عازب.
اختلف في ابن البراء من هو؟ فسماه أبو داود (٦١٥) «عبيد» مع أنه رواه من طريق أبي أحمد الزبيري، عن مِسْعَر به.
وعند أحمد (١٨٥٥٣) في رواية وكيع، وابن خزيمة (١٥٦٤) في رواية سفيان كلاهما عن مَسْعَر اسمه «يزيد بن البراء».
ثم رواه ابن خزيمة (١٥٦٣) من طرق عن وكيع، عن مِسْعَر، عن ثابت بن عبيد، عن البراء بن عازب بدون واسطة. كما سبق ذكره.
وسماه البغوي: ربيع بن البراء، بعد أن رواه من طريق أبي زائدة، عن مسعر، عن ثابت بن عبيد،
عن ابن البراء، عن البراء، قال ابن البراء: هو: ربيع بن البراء بن عازب، شرح السنة (٣/ ٢١٣).
وعبيد بن البراء «مقبول»، ويزيد بن البراء «صدوق»، وربيع بن البراء «ثقة» وثقه العجلي وابن حبان وغيرهما، ولعل إبهام ابن البراء أولى من ذكره لأجل متابعة بعضه بعضًا، كما أن الإسناد ثابت بدون واسطة. وبهذا انتهى إشكال بعض أهل العلم من هذا الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 464 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

📜 حديث: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية