حديث: صلاة رسول الله ﷺ كما صلى أبو مالك الأشعري

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في السلام للتحليل من الصلاة

عن أبي مالك الأشعري إنه قال لقومه: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله ﷺ، فذكر الصلاة، وسلَّم عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هكذا كانت صلاة رسول الله ﷺ.

حسن: رواه الطحاوي في شرحه (١/ ٢٦٩) عن ابن أبي داود، قال: ثنا عياش الرقام، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا قرة، قال: ثنا بُديل، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: قال أبو مالك الأشعري .

عن أبي مالك الأشعري إنه قال لقومه: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله ﷺ، فذكر الصلاة، وسلَّم عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هكذا كانت صلاة رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أنه قال لقومه: "ألا أصلي بكم صلاة رسول الله ﷺ؟"، فذكر الصلاة، وسلَّم عن يمينه وعن شماله، ثم قال: "هكذا كانت صلاة رسول الله ﷺ".
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مسلم في صحيحه، والنسائي، وأبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● أَلاَ: أداة استفتاح للكلام، تفيد التنبيه والاهتمام، كأن يقول: انتبهوا واسمعوا.
● أُصَلِّيَ بِكُمْ: أي أؤمكم في الصلاة وأصلي أمامكم لتروا كيفيتها.
● صلاة رسول الله ﷺ: أي الصفة الكاملة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم من قول وفعل.
● فَذَكَرَ الصَّلاةَ: أي وصف هيئتها وعدد ركعاتها وأذكارها وأفعالها.
● وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: أي أدار رأسه بالتسليم يمينًا ويسارًا حتى يُرى بياض خده من الجانبين.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو مالك الأشعري -رضي الله عنه- قومه من أهل اليمن أنه سيعلمهم الصلاة كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصليها بنفسه. فقام وصلى بهم، وأظهر لهم جميع هيئات الصلاة من تكبير وركوع وسجود وقيام وقعود، ثم بين لهم في نهاية الصلاة سنة التسليم، حيث سلم تسليمتين: واحدة عن يمينه والأخرى عن شماله، ثم أكد لهم أن هذه الهيئة بعينها هي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● وجوب متابعة النبي في الصلاة: الحديث دليل على أن الواجب على المسلم أن يصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" (رواه البخاري).
● بيان صفة التسليم في الصلاة: الحديث صريح في أن التسليم من الصلاة يكون مرتين: عن اليمين وعن الشمال. وهذا هو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو الراجح. وأقلها تسليمة واحدة، لكن الأكمل والأفضل هي التسليمتان.
● التسليمتين سنة وليسا بواجب: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن التسليمتين سنة وليسا بركن، فلو سلم تسليمة واحدة فقط صحت صلاته، لكنه خالف الأفضل.
● مشروعية التعليم العملي: من الحكمة في الدعوة والتعليم أن يعلم الداعية الناسَ بالعمل والتطبيق العملي، كما فعل أبو مالك الأشعري، حيث لم يكتف بالكلام بل صلى بهم ليروا الصلاة بعيونهم.
● حرص الصحابة على تعليم السنة: يظهر من الحديث حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- على نقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم بدقة وأمانة، وتعليمها للناس.
● صيغة التأكيد على متابعة النبي: قوله في النهاية: "هكذا كانت صلاة رسول الله ﷺ" تأكيد على أن كل ما فعله موافق لسنة النبي، وتحذير من الابتداع في الصلاة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم التسليمتين: الأفضل للمصلي أن يسلم تسليمتين، يقول في الأولى: "السلام عليكم ورحمة الله" ويوجهها إلى يمينه، وفي الثانية: "السلام عليكم ورحمة الله" ويوجهها إلى يساره.
● حكمة التسليمتين: فيها إتمام للصلاة من الجانبين، وإعلام للملائكة والإنس والجن بانتهاء الصلاة، وتحية للمصلين والملائكة الحاضرين.
● أبو مالك الأشعري: هو الحارث بن الحارث الأشعري، صحابي جليل، من أهل اليمن، نزل الشام بعد الفتح، وكان فقيهًا عالمًا.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطحاوي في شرحه (١/ ٢٦٩) عن ابن أبي داود، قال: ثنا عياش الرقام، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا قرة، قال: ثنا بُديل، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: قال أبو مالك الأشعري ... فذكره.
وإسناده حسن لأجل شهر بن حوشب، وسبق تخريج الحديث في باب مقام الصبيان في الصف من رواية أبي داود (٦٧٧) عن عيسى بن شاذان، ثنا عياش الرقام به فذكر صلاة رسول الله ﷺ مختصرًا ولم يذكر فيه السلام.
وعياش الرقَّام هو: عياش بن الوليد البصري، ثقة من رجال البخاري.
وبُديل: هو ابن ميسرة البصري ثقة من رجال مسلم.
فقه الباب:
أحاديث الباب تدل على وجوب التسليم، فإنه تحليل للصلاة، كما أن التكبير تحريم لها. وبه قال جمهور أهل العلم: مالك والشافعي وأحمد وغيرهم.
وقال أبو حنيفة: لا يتعين السلام للخروج من الصلاة، بل إذا خرج بما ينافي الصلاة من عمل، أو حدث، أو غير ذلك جاز، إلا أن السلام عنده مسنون، وليس بواجب، والصواب ما قاله الجمهور، لأدلة صحيحة قاطعة.
كما أن أحاديث الباب تدل على التسليمتين، وهو ثابت عن جماعة من الصحابة منهم: أبو بكر
وعلي وعمار وابن مسعود وغيرهم، ومن جماعة من التابعين ومن بعدهم، وبه قال الإمام الشافعي، وأحمد، وأبو حنيفة، وأصحاب مالك، بل قال أهل الظاهر: إنهما واجبتان.
وذهب مالك إلى أنه يُسلم تسليمةً واحدة، واستدل المالكية على كفاية التسليمة الواحدة بعمل أهل المدينة، وهو عمل توارثوه كابرًا عن كابر.
قال ابن عبد البر: «والقول عندي في التسليمة الواحدة، وفي التسليمتين أن ذلك كله صحيح بنقل من لا يجوز عليهم السهر، ولا الغلط في مثل ذلك، معمول به عملًا مستفيضًا بالحجاز التسليمة الواحدة. وبالعراق التسليمتان، وهذا مما يصح به الاحتجاج بالعمل لتواتر النقل كافة عن كافة في ذلك. ومثله لا ينسى، ولا مدخل فيه للوهم، لأنه مما يتكرر به العمل في كل يوم مرات، فصحَّ أن ذلك من المباح والسعة والتخيير» «التمهيد» (١٦/ ١٩٠).
قال الأعظمي: وقد تقرر في الأصول بأن عمل أهل المدينة ليس بحجة، ولذا قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى: «وهذه طريقة قد خالفهم فيها سائر الفقهاء، والصواب معهم، والسنن الثابتة عن رسول الله ﷺ لا تدفع ولا ترد بعمل أهل بلد كائنًا من كان» «زاد المعاد» (١/ ٢٦١).
وذكر كثير من أهل العلم أن الأحاديث الواردة في التسليمة الواحدة غير ثابتة، ولكن الصواب أن الأحاديث الواردة في التسليمتين أرجح من التسليمة الواحدة، ولذا جعله البيهقي من الاختلاف المباح (٢/ ٢٥٥).
ورأى بعض أهل العلم أن التسليمة الواحدة كانت في صلاة الليل.
وأما الواجب فهو تسليمة واحدة، والثانية مستحبة. قال ابن المنذر: أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم أن صلاة من اقتصر على تسليمة واحدة جائزة.
وقال بعض الحنابلة: الثانية أيضًا واجبة، ولكن لم يرد نصٌّ عن الإمام أحمد بوجوب التسليمتين، وإنما قال: التسليمتان أصحّ عن رسول الله ﷺ.
قال ابن قدامة: وهذا الخلاف في الصّلاة المفروضة، وأما صلاة الجنازة والنافلة وسجود التلاوة فلا خلاف في أنه يخرج منها بتسليمة واحدة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 457 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة رسول الله ﷺ كما صلى أبو مالك الأشعري

  • 📜 حديث: صلاة رسول الله ﷺ كما صلى أبو مالك الأشعري

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة رسول الله ﷺ كما صلى أبو مالك الأشعري

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة رسول الله ﷺ كما صلى أبو مالك الأشعري

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة رسول الله ﷺ كما صلى أبو مالك الأشعري

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب