حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلًا وحافيًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في انصراف الإمام أحيانًا عن اليمين وأحيانًا عن الشمال

عن عائشة قالت: رأيتُ رسول الله ﷺ يشربُ قائمًا وقاعدًا، ويُصَلِّي منتعلًا وحافيًا، وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره.

حسن: رواه الطبراني في «الأوسط» (١٢٣٥) عن أحمد، قال: حدثنا يحيى بن حكيم المقوِّم، قال: حدثنا مُخلد بن يزيد الحراني، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عطاء، عن عائشة .

عن عائشة قالت: رأيتُ رسول الله ﷺ يشربُ قائمًا وقاعدًا، ويُصَلِّي منتعلًا وحافيًا، وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم، وهو من الأحاديث التي تُظهر سماحة الإسلام ويسره، ورفعه للحرج عن الأمة.

شرح المفردات:


● يشرب قائمًا وقاعدًا: أي يشرب الماء أو الشراب وهو واقف على قدميه، أو وهو جالس.
● يُصَلِّي منتعلًا وحافيًا: يصلي وهو لابسٌ لنعليه، أو وهو حافٍ لا نعل عليه.
● ينصرف عن يمينه وعن يساره: أي يخرج من الصلاة ويتوجه بعد التسليم إلى الجهة اليمنى تارة، وإلى الجهة اليسرى تارة أخرى.

المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا هذا الحديث العظيم عن سيدة عائشة رضي الله عنها أنها شاهدت النبي ﷺ يفعل هذه الأفعال المختلفة، مما يدل على أن كلها سننٌ جائزةٌ ومباحة. فلم يكن النبي ﷺ يلتزم هيئة واحدة في هذه الأمور، بل كان يفعلهما جميعًا ليبين للأمة أن الأمر فيه سعة، وليس من الأمور التوقيفية التي يجب فيها التقيد بشكل واحد.

الدروس المستفادة منه:


1- سماحة الإسلام ويسره: يظهر الحديث بوضوح أن الإسلام لم يأتِ ليكلف الناس بما يشق عليهم، أو ليحجر عليهم في أمور حياتهم العادية. فالشرب قائمًا أو قاعدًا، والصلاة منتعلاً أو حافيًا، كل ذلك من السعة التي جاء بها الدين.
2- رفع الحرج عن الأمة: فعل النبي ﷺ لهذه الأمور على وجوه مختلفة بيانٌ أن هذه المسائل من области العادات والوسائل، وليست من العبادات المحضة التي يجب فيها الاتباع دون اجتهاد. فالمقصود هو حصول المقصود (الشرب، الصلاة) بأي صفة مشروعة.
3- التيسير وعدم التشديد: كان من هديه ﷺ التيسير على أمته، وعدم تضييق ما وسعه الله. فمن شرب قائمًا فلا حرج عليه، ومن شرب قاعدًا فله ذلك، والأمر سواء.
4- تعليم الأمة بالقدوة العملية: لم يقتصر النبي ﷺ على القول فقط، بل كان يعلم أصحابه بفعله وحاله، ليريهم أن هذه الأمور جائزة، فلا ينكر أحد على أحدٍ في مثل هذه المسائل.
5- عدم الإنكار في مسائل الخلاف السائغ: مما يستفاد من الحديث أنه لا ينبغي الإنكار على من فعل أيًا من هذه الأمور، لأنها كلها من السنن التي فعلها النبي ﷺ. فالمسلم واسع الأفق، يعذر أخاه في مسائل الاجتهاد والسعة.
6- مراعاة الظروف والحالات: قد يكون الشرب قائمًا أحيانًا لحاجة أو لعذر، وكذا الصلاة منتعلاً أو حافيًا، فالنبي ﷺ بين أن كل ذلك جائز، مما يرفع الحرج في حال تغير الظروف.

معلومات إضافية مفيدة:


- ذهب جمهور العلماء إلى أن الشرب قائمًا جائزٌ لكن الأفضل أن يكون قاعدًا، لورود أحاديث أخرى تبين أنه ﷺ أمر من شرب قائمًا أن يستقيء، ولكن الجميع agreed أن هذا النهي للتنزيه وليس للتحريم، ولهذا جمع العلماء بين الأحاديث بأن النهي عن الشرب قائمًا للكراهة التنزيهية، وفعله ﷺ للبيان الجواز.
- أما الصلاة منتعلاً أو حافيًا، فكلاهما سنة. فمن صلى حافيًا فقد فعل السنة، ومن صلى منتعلاً فقد فعل السنة أيضًا. وكان النبي ﷺ أحيانًا يصلي بنعليه وأحيانًا يخلعهما.
● الانصراف من الصلاة عن اليمين أو الشمال جائز، والأفضل أن ينصرف المسلم حيثما تيسر له، أو حيث تكون حاجته، كأن يكون الإمام يحتاج إلى الانصراف لجهة معينة لئلا يزاحم المصلين.
فالحمد لله الذي جعل في ديننا سعة ويسرًا، ورفع عنا الحرج والمشقة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في «الأوسط» (١٢٣٥) عن أحمد، قال: حدثنا يحيى بن حكيم المقوِّم، قال: حدثنا مُخلد بن يزيد الحراني، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عطاء، عن عائشة ... فذكرت الحديث.
ورجاله ثقات غير مُخلد بن يزيد فهو تُكلم من قبل حفظه غير أنه حسن الحديث، وهو من رجال الشيخين، قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٥٥): «رواه الطبراني في: الأوسط«ورجاله ثقات»، وهذا من أجود الأسانيد روي به هذا الحديث.
ورواه النسائي (١٣٦١) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا الزبيدي، أن مكحولًا حدَّثه، أن مسروق بن الأجدع حدَّثه، عن عائشة قالت: «رأيتُ رسول الله ﷺ يشرب قائمًا وقاعدًا، ويُصَلِّي حافيًا ومنتعلًا، وينصرف عن يمينه وعن شماله.
ورواه أيضًا أحمد (٢٤٥٦٧) عن عصام بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عمن سمع مكحولًا، بحدث عن مسروق به مثله.
وفي الإسناد علل منها:
١ - الانقطاع بين مكحول ومسروق. فقد أنكر أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه» (ص ٣٢٩) أن يكون مكحول - وهو الشامي - قد سمع من مسروق الأجدع.
٢ - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه فضعَّفه الإمام أحمد وقال: أحاديثه مناكير، ولكن وثَّقه غيره والخلاصة فيه أنه: «صالح الحديث».
٣ - الراوي المبهم في إسناد الإمام أحمد.
٤ - الاضطراب في إسناد هذا الحديث كما قال به بعض أهل العلم.
وخلاصة القول فيه: الحديث حسن بإسناد الطبراني، ولا يُعَلُّ بالأسانيد الأخرى، كما تقرر في أصول الحديث إذا صحَّ الحديث بإسناد فلا يُعَلُّ بالأسانيد الضّعيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 471 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلًا وحافيًا

  • 📜 حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلًا وحافيًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلًا وحافيًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلًا وحافيًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلًا وحافيًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب