حديث: يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في انصراف الإمام أحيانًا عن اليمين وأحيانًا عن الشمال

عن أبي هريرة قال: رأيتُ النبي ﷺ يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا، وقائمًا وقاعدًا، ويَنْفَتِلُ عن يمينه وعن يساره.

حسن: رواه الإمام أحمد (٧٣٨٤)، والحميدي (٩٩٧) عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعتُ رجلًا يقول: سمعتُ أبا هريرة .

عن أبي هريرة قال: رأيتُ النبي ﷺ يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا، وقائمًا وقاعدًا، ويَنْفَتِلُ عن يمينه وعن يساره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا من الأحاديث التي تُظهر سماحة الإسلام ويسره، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والنسائي في سننهما، وغيرهم.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث:

1. شرح المفردات:


* حافيًا: أي بدون نعل، ليس في رجليه حذاء.
* ناعلًا: أي منتعلًا، لابسًا للنعل (الحذاء).
* ينفتل: يتحول وينصرف من صلاته، أي يسلم.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنه شاهد النبي صلى الله عليه وسلم في حالات صلاة مختلفة، فكان تارة يصلي حافيًا (بدون حذاء) وتارة أخرى يصلي منتعلاً (بلابس الحذاء). وكان يصلي تارة قائمًا (وهو الأصل في الصلاة المفروضة) وتارة أخرى قاعدًا (لعارض كمرض أو تعب). وعندما ينهي صلاته ويسلم، كان تارة ينصرف ويلتفت إلى يمينه، وتارة إلى يساره.

3. الدروس المستفادة منه:


يحتوي هذا الحديث العظيم على جملة من الفوائد والعبر العظيمة:
* جواز الصلاة حافيًا ومنتعلًا: وهذا من سماحة الإسلام، فالأمر فيه سعة. فالصلاة صحيحة في الحالين، ولكن يستحب للمصلي أن يتخير الأحسن من الهيئتين؛ فإن كانت النعلان نظيفتين لا قذر عليهما فالصلاة فيهما أفضل اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحواله، وإن كان الحفاء أنقى للقدمين فالحفاء أفضل. والأمر واسع والحمد لله.
* بيان هيئة انصراف النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة (الانفتال): كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهي صلاته بالتسليم مرة عن يمينه ومرة عن يساره. وهذا يدل على مشروعية كلتا الهيئتين، وأن السلام مرة واحدة إلى الجانب الأيمن فقط ليس بشرط، بل الأمر فيه سعة. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقول في تسليمه: "السلام عليكم ورحمة الله" يلتفت إلى يمينه، ثم "السلام عليكم ورحمة الله" يلتفت إلى يساره.
* التيسير ورفع الحرج في العبادة: الحديث دليل على يسر الشريعة الإسلامية ومرونتها، ورفعها للحرج والمشقة عن المكلفين. فلم تُلزم الناس هيئة واحدة لا يمكن التخلف عنها، بل تركت لهم مساحة من الاختيار والتيسير بما يناسب أحوالهم.
* جواز الصلاة قاعدًا مع القدرة على القيام: يفهم من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قاعدًا من غير عذر، وهذا يدل على جواز ذلك في النوافل، أما في الفريضة فلا يجوز القعود مع القدرة على القيام إلا بعذر شرعي كمرض أو تعب شديد. فصلاة النبي صلى الله عليه وسلم القاعدية هنا محمولة على أنها كانت في نافلة وليس في فريضة، لثبوت الأمر بالقيام في الفرائض في نصوص أخرى.
* حرص الصحابة على ملاحظة كل أفعال النبي صلى الله عليه وسلم: يدل على حرص أبي هريرة رضي الله عنه وغيره من الصحابة على نقل كل ما يرونه من النبي صلى الله عليه وسلم، كبيرًا كان أم صغيرًا، ليتأسى بهم من بعدهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من الأدلة التي يستدل بها الفقهاء على سنية الصلاة في النعلين إذا كانتا طاهرتين، وخشية أن يكون فيهما أذى أو قذر.
* يفهم من مجموع الأحاديث أن السلام في الصلاة يكون تسليمتين: واحدة على اليمين والأخرى على اليسار، ولكن لو سلم واحدة فقط صحت صلاته.
* يعلمنا هذا الحديث أدب التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، والاقتداء به في كل شيء، فهو الأسوة الحسنة.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٧٣٨٤)، والحميدي (٩٩٧) عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعتُ رجلًا يقول: سمعتُ أبا هريرة ... فذكره كذا عند الحميدي، وفي المسند: عن أبي الأوبر، عن أبي هريرة ... فذكره، ولكن لم يذكر قوله: «وينفتل عن يمينه وعن يساره» وإنما رواه الإمام بإسناد آخر (٧٣٨٥) عن حسين بن محمد، ثنا سفيان وزاد فيه: «وينفتل عن يمينه وعن يساره».
ورواه البيهقي (٢/ ٢٩٥) من طريق سعدان بن نصر، ثنا سفيان به وجمع بين الحديثين. ورجاله ثقات غير أبي الأوبر، المشهور بكنيته، وسماه النسائي والدولابي وأبو أحمد الحاكم وغيرهم: زيادًا، ووثَّقه ابن معين وابن حبان، وصحَّح حديثه، انظر: «تعجيل المنفعة» (٣٤٣).
قال الأعظمي: أخرج حديثه ابن حبان (٣٦١٠) في كتاب الصوم «لا تصوموا يوم الجمعة فإنه يوم عيد إلا أن تَصِلُوه بأيام».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 470 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا

  • 📜 حديث: يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب