حديث: التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تسليمتين

عن ابن مسعود قال: ثلاث خلال كان رسول الله ﷺ يفعلهن، تركهن الناس، إحداهن التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة.

حسن: رواه الطبراني في الكبير» (١٠/ ١٠٠) من طريق موسى بن أعين، عن خالد بن يزيد أبي عبد الرحمن، عن زيد بن أبي أنيسة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود، ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا البيهقي (٤/ ٤٣) واللفظ له.

عن ابن مسعود قال: ثلاث خلال كان رسول الله ﷺ يفعلهن، تركهن الناس، إحداهن التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
الحديث:
عن ابن مسعود قال: "ثلاث خلال كان رسول الله ﷺ يفعلهن، تركهن الناس، إحداهن التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة."


1. شرح المفردات:


● خلال: جمع خُلَّة، وهي الخصلة أو الصفة الحميدة، والمقصود هنا: السنن والأعمال التي كان النبي ﷺ يداوم عليها.
● تركهن الناس: أي أهملها كثير من الناس وتركوا العمل بها.
● التسليم على الجنازة: المقصود هنا التسليم عند الانتهاء من الصلاة على الجنازة.
● مثل التسليم في الصلاة: أي أن كيفية التسليم في صلاة الجنازة هي مثل التسليم في الصلوات المفروضة (التسليمة اليمنى ثم اليسرى).


2. شرح الحديث:


يشير عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلى أن النبي ﷺ كان يداوم على ثلاث سنن، ولكن الناس تركوا العمل بها، ومنها: التسليم في صلاة الجنازة بنفس طريقة التسليم في الصلوات العادية، أي بتسليمة واحدة إلى اليمين فقط، أو بتسليمتين (يمينًا ويسارًا) على خلاف بين العلماء في ذلك.
المسألة الفقهية:
- ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن صلاة الجنازة تسليم فيها تسليمة واحدة (إلى اليمين فقط).
- وذهب الحنابلة إلى أنها تسليمتان (يمينًا ويسارًا) كالصلوات المفروضة.
- والحديث يدل على أن السنة هي التسليم في الجنازة كما يُسَلَّم في الصلاة، لكن اختلف الفقهاء في تحديد كيفية التسليم في الصلاة نفسها (هل هي تسليمة واحدة أم اثنتان؟).
سبب الترك:
ترك الناس هذه السنة ربما لغلبة العمل بغيرها، أو لعدم وصول السنة إليهم، أو لظنهم أن الأمر ليس بسنة مؤكدة.


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب اتباع السنة النبوية: ينبغي للمسلم أن يحرص على اتباع سنة النبي ﷺ في جميع أموره، وخاصة في العبادات.
2- تحذير من ترك السنن: يحذر الحديث من إهمال السنن وتركها، مما يؤدي إلى ضياعها ونسيانها.
3- التنبيه على سنن مهجورة: ينبه الصحابة رضوان الله عليهم على السنن التي يتركها الناس ليعودوا إليها.
4- الحرص على إحياء السنة: يجب على العلماء والدعاة أن يبينوا السنن المهجورة ويحيوها بين الناس.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحسنه بعض العلماء، وضعفه آخرون، ولكن معناه صحيح بما ثبت في سنن النبي ﷺ.
- ينبغي للمصلي على الجنازة أن يحرص على متابعة السنة في التسليم، سواء كان يرى التسليمة الواحدة أو التسليمتين، حسب ما ترجح له من الدليل.
- من السنن الأخرى التي قد تكون من الخلال المتروكة التي أشار إليها ابن مسعود: (التخفيف في الصلاة، أو التسوك، أو غير ذلك)، لكن الحديث لم يذكرها بالتفصيل.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه محمد ﷺ في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير» (١٠/ ١٠٠) من طريق موسى بن أعين، عن خالد بن يزيد أبي عبد الرحمن، عن زيد بن أبي أنيسة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود، ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا البيهقي (٤/ ٤٣) واللفظ له.
قال الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٣٤): «رجاله ثقات».
وقال النووي في «المجموع» (٥/ ٢٣٩): «إسناده جيد» وقال في «الخلاصة» (٣٥٠٧): «رواه البيهقي بإسناد جيد».
قال الأعظمي: في إسناده حماد بن أبي سليمان وثقه ابن معين والنسائي والعجلي، وتكلم فيه غيرهم، غير أنه حسن الحديث.
وقوله: مثل التسليم في الصلاة -أي الصلوات المفروضات وقد ثبت عن عبد الله بن مسعود وغيره أن النبي ﷺ كان يسلم تسليمتين في الصلاة.
وروي عن عبد الله بن أبي أوفي أنه كبَّر أربعًا، فمكث ساعة حتى ظننا أنه سيكبر خمسًا، ثم سلَّم عن يمينه، وعن شماله، فلما انصرف قلنا له: ما هذا؟ قال: إني لا أزيدكم على ما رأيت رسول الله ﷺ يصنع.
رواه الحاكم (١/ ٣٥٩ - ٣٦٠)، والبيهقي (٤/ ٤٣) كلاهما من حديث إبراهيم الهجري، عن عبد الله بن أبي أوفي فذكر الحديث.
قال الحاكم: «صحيح وإبراهيم بن مسلم الهَجري لم ينقم عليه بحجة».
ورده الذهبي فقال: «ضعَّفوا إبراهيم».
قال الأعظمي: وهو كما قال.
وإلى التسليمتين ذهب أبو حنيفة والشافعي، ورواية عن الإمام أحمد بأنه تُجزئ عنه تسليمتان، كما تجزئُ تسليمة واحدة، والمستحبة واحدة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 356 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة

  • 📜 حديث: التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب