حديث: يرفع يديه في أول تكبيرة على الجنازة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع اليدين في التكبيرات على الجنازة

أجمع أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أنه يرفع يديه في أول تكبيرة، واختلفوا في سائرها.
ورد في الباب حديثان:
أحدهما: حديث أبي هريرة قال: «إن رسول الله ﷺ كبَّر على جنازة فرفع يديه في أول تكبيرة، ووضع اليمني على اليسرى».

ضعيف: رواه الترمذي (١٠٧٧) عن القاسم بن دينار الكوفي، حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق، عن يحيى بن يعلى، عن أبي فروة يزيد بن سنان، عن زيد (وهو ابن أبي أُنيسة) عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.

أجمع أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أنه يرفع يديه في أول تكبيرة، واختلفوا في سائرها.
ورد في الباب حديثان:
أحدهما: حديث أبي هريرة قال: «إن رسول الله ﷺ كبَّر على جنازة فرفع يديه في أول تكبيرة، ووضع اليمني على اليسرى».

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر يتعلق بمسألة فقهية مهمة، وهي رفع اليدين في تكبيرات الصلاة على الجنازة. سأشرحه لك شرحاً وافياً بحسب ما ورد في كتب أهل السنة والجماعة، معتمداً على كبار الشُرَّاح.
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث الذي ذكر رواه الإمام الشافعي في "مسنده"، والإمام البيهقي في "سننه"، والإمام الدارقطني في "سننه" عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي أُولَى تَكْبِيرَةٍ، وَوَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى).
ومعنى "كبر على جنازة" أي: صلى الصلاة على الميت.
### ثانياً. شرح المفردات
* كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ: شرع في أداء صلاة الجنازة، التي تبدأ بقول "الله أكبر".
* فَرَفَعَ يَدَيْهِ: أي رفع يديه مع قول التكبيرة، كما يفعل في تكبيرة الإحرام للصلاة المفروضة.
* فِي أُولَى تَكْبِيرَةٍ: في التكبيرة الأولى فقط (تكبيرة الإحرام).
* وَوَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى: أي بعد الرفع، وضع كفه الأيمن على ظهر كفه الأيسر على صدره، كما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة العادية.
### ثالثاً. شرح الحديث والمعنى الإجمالي
يبيّن لنا هذا الحديث هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة، وتحديداً في التكبيرة الأولى منها:
1. أنه يرفع يديه مع قول "الله أكبر" في أول تكبيرة فقط.
2. أنه بعد هذا الرفع، يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره، وهو ما يُعرف بـ "القبض" أو "التكتف".
وهذا الرفع لليدين في التكبيرة الأولى سُنَّة وليس فرضاً، فمن تركه فصلاته صحيحة، ولكنّه فَوَّت على نفسه فضيلة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في المسألة
1- مشروعية رفع اليدين في أول تكبيرة فقط: هذا هو مذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية، وهو الراجح. واستدلوا بهذا الحديث الصحيح، وأن صلاة الجنازة صلاة واحدة قائمة مقام الركعات، فاكتُفِيَ برفع اليدين في أولها كما في الصلوات الأخرى.
2- مشروعية وضع اليد اليمنى على اليسرى (القبض): دلّ الحديث على أن هذا الفعل مشروع في صلاة الجنازة، وهو قول جمهور العلماء أيضاً. وهو من هديه صلى الله عليه وسلم في كل صلاة قائمة.
3- الخلاف في رفع اليدين في باقي التكبيرات: كما ذكرت في سؤالك، اختلف العلماء في رفع اليدين في التكبيرات الثلاث الباقية (الثانية والثالثة والرابعة):
* القول الأول (قول الجمهور: الحنفية، المالكية، الشافعية): لا يُرفع اليدين إلا في التكبيرة الأولى فقط. وهذا هو القول الراجح لقوة دليله.
* القول الثاني (قول الإمام أحمد بن حنبل في رواية عنه): يُرفع اليدين مع كل تكبيرة. واستدلوا ببعض الآثار عن بعض الصحابة كابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم، ولكنها لا تقوى معارضة الحديث الصريح عن أبي هريرة رضي الله عنه الذي فيه تفصيل وبيان.
4- اتباع السنة وترك الابتداع: الحديث يعلّمنا أهمية التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، حتى في هيئة الصلاة وحركاتها. والاقتصار في الرفع على التكبيرة الأولى هو المتَّبَع، وزيادة الرفع في كل تكبيرة يعتبر خلاف السنة عند الجمهور.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
* حكم صلاة الجنازة: فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين.
* عدد التكبيرات: أربع تكبيرات،这是 هو المشهور، ويُسَنُّ بعدها الدعاء للميت.
* أهمية النية: كغيرها من العبادات، يشترط فيها النية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ).
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٠٧٧) عن القاسم بن دينار الكوفي، حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق، عن يحيى بن يعلى، عن أبي فروة يزيد بن سنان، عن زيد (وهو ابن أبي أُنيسة) عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
قال الأعظمي: هذا إسناد ضعيف فإن فيه يزيد بن سنان أبا فروة ضعَّفه الدارقطني وأورده النووي في «الخلاصة» (٣٥١٤) في الفصل الضعيف.
والحديث الثاني: حديث ابن عباس قال: «إن رسول الله ﷺ كان يرفع يديه على الجنازة في أول تكبيرة، ثم لا يعود».
رواه الدارقطني (٢/ ٧٥) من طريق الفضل بن السكن، حدثني هشام بن يوسف، ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
قال الذهبي في «الميزان» (٣/ ٣٥٢): الفضل بن السكن الكوفي عن هشام بن يوسف، لا يعرف، وضعَّفه الدارقطني».
وهذا الحديث ذكره أيضًا النووي في الفصل الضعيف، ونقل تضعيفه عن الدارقطني.
وقال الحافظ في: التلخيص (٢/ ١٤٧): «ضعيف لا يصح فيه شيء».
والحديثان ذكرهما ابن التركماني في: الجوهر النقي (٤/ ٤٤) وسكت عليهما.
وقال الترمذي عقب حديث أبي هريرة: «اختلف أهل العلم في هذا، فرأى أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم، أن يرفع الرجل يديه في كل تكبيرة على الجنازة، وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم: لا يرفع يديه إلا في أول مرة، وهو قول الثوري وأهل الكوفة، وذُكر عن ابن المبارك أنه قال: لا يقبض يمينه على شماله، ورأى بعض أهل العلم أن يقبض بيمينه على شماله كما يفعل في الصلاة. قال الترمذي: هذا أحب إليّ». انتهى.
قال الأعظمي: لعل الجمهور ذهبوا إلى رفع اليدين في كل تكبيرة قياسًا على الصلاة، لأن النبي ﷺ سماها صلاةٌ في أكثر من حديث كما ذكرها البخاري في صحيحه (٣/ ١٨٩).
ولعل من أدلتهم ما رواه البيهقي (٤/ ٤٤) وغيره بإسناد صحيح عن ابن عمر أنه كان يرفع يديه على كل تكبيرة من تكبيرة الجنازة، وإذا قام بين الركعتين يعني في المكتوبة، ويذكر عن أنس بن مالك أنه كان يرفع يديه كلما كبَّر على الجنازة.
ومن المعروف أن ابن عمر كان شديد التتبع لفعل النبي ﷺ فلا يبعد أن يكون قد أخذ هذا العمل من النبي ﷺ؛ ولم يصل إلينا بسند يعتمد عليه، وأما ما رُوي عنه مرفوعًا فهو ضعيف، رواه
الطبراني في «الأوسط» «مجمع البحرين» (١٢٨٢) عن موسى بن عيسى الجزري، ثنا صهيب بن محمد بن عباد بن صُهيب، ثنا عبَّاد بن صُهيب، ثنا عبد الله بن محرر، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ كان يرفع يديه عند التكبيرة في كل صلاة، وعلى الجنازة. قال الطبراني: لم يرو هذه اللفظة: «وعلى الجنائز» إلا ابن محرر، تفرد به عبَّاد.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن عبد الله بن محرر القاضي قال فيه أبو حاتم: «متروك الحديث».
وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله إلا أنه يكذب، والراوي عنه عباد بن صُهيب أحد المتروكين أيضًا كما في الميزان«و»اللسان».
وقد أشار الهيثمي في: المجمع (٣/ ٣٢) إلى تضعيفه فقال: «عبد الله بن محرر مجهول«وسكت عن عباد بن صُهيب. وضعَّفه أيضًا الحافظ في: الفتح (٣/ ١٩٠).
فالصحيح أن ما روي عن ابن عمر هو موقوف عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 345 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يرفع يديه في أول تكبيرة على الجنازة

  • 📜 حديث: يرفع يديه في أول تكبيرة على الجنازة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يرفع يديه في أول تكبيرة على الجنازة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يرفع يديه في أول تكبيرة على الجنازة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يرفع يديه في أول تكبيرة على الجنازة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب