حديث: اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الأدعية على الجنازة

عن أبي هريرة قال: صلى رسول الله ﷺ على جنازة فقال: «اللَّهم! اغفر لحيِّنا ومَيِّتِنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللَّهم! من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيتَه منا فتوفه على الإسلام، اللَّهم! لا تحرمنا
أجره، ولا تضلنا بعده».

صحيح: رواه أبو داود (٣٢٠١)، والترمذي (١٠٢٤)، وابن ماجه (١٤٩٨) من طرق عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكره، إلا ابن ماجه فإنه أخرجه من وجه آخر عن أبي سلمة بإسناده مثله.

عن أبي هريرة قال: صلى رسول الله ﷺ على جنازة فقال: «اللَّهم! اغفر لحيِّنا ومَيِّتِنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللَّهم! من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيتَه منا فتوفه على الإسلام، اللَّهم! لا تحرمنا
أجره، ولا تضلنا بعده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم، وصححه الألباني. وهو من جوامع كلم النبي ﷺ، التي جمعت معاني عظيمة في ألفاظ موجزة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● اغفر: اسْتَرْ ذُنُوبَنا وعُيُوبَنا، واصْفَحْ عنَّا.
● حَيِّنا: المُسلمون الأحياء.
● مَيِّتِنا: المُسلمون الذين ماتوا.
● شاهدنا: الحاضرون بيننا.
● غائبنا: المُسلمون الغائبون عنّا في البلدان الأخرى.
● أَحْيَيْتَهُ: أمَتَّهُ وقَبَضْتَ رُوحَهُ.
● لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ: لا تَمْنَعْنَا ثَوابَ الصَّبْرِ على فَقْدِهِ وَالثَّوَابَ الَّذِي يُنَالُ بِدُعَائِهِ.
● لا تُضِلَّنا بَعْدَهُ: لا تَجْعَلْنَا نَضِلُّ عن طريق الحق بعد موته، بأن نصبر ونحتسب ولا نيأس.

ثانياً. شرح الحديث:


في هذا الدعاء النبوي العظيم، علَّمنا رسول الله ﷺ كيف ندعو لأمواتنا وأحيائنا، وكيف نربط مصيرنا بالإيمان في الحياة وبالإسلام عند الممات.
1- "اللَّهم! اغفر لحيِّنا ومَيِّتِنا": هذا شمول للدعاء بالمغفرة لجميع أفراد الأمة الإسلامية، الأحياء منهم والأموات، فالمغفرة تشمل ستر الذنوب والتجاوز عنها.
2- "وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا": التأكيد على أن الرحمة الإلهية والمغفرة تشمل الجميع دون تمييز بسبب السن أو الجنس، فكلهم عباد الله.
3- "وشاهدنا وغائبنا": الدعاء يشمل الحاضرين في المجتمع والغائبين المسافرين أو المقيمين في بلاد أخرى، مما يعزز وحدة الأمة.
4- "اللَّهم! من أحييته منا فأحيه على الإيمان": هنا يسأل النبي ﷺ ربه أن يثبت الأحياء على الإيمان، وأن تكون حياتهم قائمة على التوحيد والطاعة.
5- "ومن توفيتَه منا فتوفه على الإسلام": هذا دعاء عظيم بأن يختم الله للمسلم بخير، بأن يموت على التوحيد وعدم الشرك، وهي من أجلِّ النعم.
6- "اللَّهم! لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده": هنا دعاء للحيّ بأن لا يحرم من أجر الصبر على المصيبة والاحتساب، وأن لا يزيغ عن الدين بعد فقد الميت، بل يزداد إيماناً ويقيناً.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- شمولية الدعاء للمسلمين: يتضمن الحديث دعاءً عاماً لجميع فئات المسلمين، مما يعلمنا سعة الأفق وحب الخير للجميع.
2- أهمية الخاتمة الحسنة: يسأل المسلم ربه أن يختم له بالإسلام، وهي من أهم ما ينبغي أن يدعو به المسلم لنفسه ولإخوانه.
3- الترابط بين الأحياء والأموات: الدعاء للأموات من حقهم على الأحياء، وهو من صلة الرحمة والبر.
4- الصبر على المصائب: الدعاء بعدم الحرمان من أجر المصيبة يذكرنا بالصبر والاحتساب عند فقد الأحبة.
5- الخوف من الفتنة بعد المصيبة: طلب الهداية والثبات بعد موت الأحبة، لئلا يضل الإنسان بسبب الحزن أو اليأس.

رابعاً. فوائد إضافية:


● يستحب الدعاء بهذا الدعاء في صلاة الجنازة، كما فعل النبي ﷺ.
● يمكن الدعاء به في غير الصلاة، كالدعاء للمسلمين الأحياء والأموات عامة.
● الحديث يدل على عظمة رحمة النبي ﷺ بأمته، حيث شمل الدعاء جميع فئاتها.
● فيه تذكير بأن الموت مصير الجميع، صغيرهم وكبيرهم، ذكورهم وإناثهم.
أسأل الله تعالى أن يغفر لحيينا وميتنا، وأن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا بالإسلام، وأن يجعلنا من الذين إذا أصيبوا قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٢٠١)، والترمذي (١٠٢٤)، وابن ماجه (١٤٩٨) من طرق عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكره، إلا ابن ماجه فإنه أخرجه من وجه آخر عن أبي سلمة بإسناده مثله.
ويحيى بن أبي كثير مدلس، إلا أنه توبع عند ابن ماجه فرواه من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، كما أنه صرَّح بالتحديث في رواية الحاكم (١/ ٣٥٨) وصحَّحه على شرط الشيخين، وصحَّحه أيضًا ابن حبان (٣٠٧٠).
وليحيى بن كثير طرق أخرى، منها: ما رواه الأوزاعي عنه، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه قال: كان رسول الله ﷺ إذا صلى على جنازة قال: «اللَّهم! اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا»، رواه الترمذي (١٠٢٤)، والنسائي (١٩٨٦)، وقال الترمذي: «حديث والد أبي إبراهيم حسن صحيح»، وقال: سمعتُ محمدًا -يعني البخاري- يقول: «أصح الروايات في هذا، حديث يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأَشهلي، عن أبيه، وسألتُه عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه»، انتهى.
وقال أبو حاتم عن أبي إبراهيم الأشهلي: «لا يُدري من هو؟» «الجرح والتعديل» (٩/ ٣٣٢).
وجعله الحافظ في درجة «مقبول» أي حيث يتابع، وقد توبع.
ومنها ما رواه هشام الدستوائي وعلي بن المبارك هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير، عن سلمة ابن عبد الرحمن، عن النبي ﷺ مرسلًا.
ورواه الحاكم (١/ ٣٥٨) من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: سألت عائشة أم المؤمنين كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ على الميت فقالت: كان يقول: «اللَّهم! اغفر لحينا وميتنا، وذَكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، اللَّهم! من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان».
جعله الحاكم شاهدًا صحيحًا على شرط مسلم لحديث أبي هريرة.
ولكن قال الترمذي: حديث عكرمة بن عمار غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيي».
قال الأعظمي: وهو كما قال، والجمهور على أنه مضطرب الحديث وخاصة في روايته عن يحيى بن أبي كثير، لأنه لم يكن عنده كتاب ولعلّ هذا منه، لأن المعروف أن هذا الحديث رواه الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة.
وليحيى بن أبي كثير طرق أخرى منها ما رواه عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أنه شهد النبي ﷺ صلى على ميت، فسمعه يقول: «اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا،
وذَكرنا وأُنثانا».
قال: وحدثني أبو سلمة بهؤلاء الثمان كلمات، وزاد كلمتين: «من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان».
رواه الإمام أحمد (١٧٥٤٦، ٢٢٥٥٤) من طريقين عن همام، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه فذكره، وقد صرَّح ابن أبي كثير في إحدى روايته بالتحديث. وهذا الطريق ذكره الذهبي في المختصر السنن الكبرى» (٣/ ١٣٨٥) وسكت عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 350 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام

  • 📜 حديث: اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب