حديث: اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الأدعية على الجنازة

عن يزيد بن ركانة قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال: «اللهم! عبدُك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، إن كان
محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عنه».

حسن: رواه الحاكم (١/ ٣٥٩) عن أبي محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن الخلال بمكة، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق الكاتب، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن ركانة فذكر الحديث.

عن يزيد بن ركانة قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال: «اللهم! عبدُك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، إن كان
محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث الشريف الذي رواه يزيد بن ركانة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ يعد من جوامع الكلم في الدعاء للميت، وفيه من المعاني العظيمة والفوائد الجليلة ما ينبغي الوقوف عنده.

أولاً. شرح المفردات:


● عبدُك وابن أمتك: تأكيد على عبودية الميت لله تعالى وافتقاره إليه.
● احتاج إلى رحمتك: إقرار بحاجة الميت الماسة إلى رحمة الله ومغفرته.
● وأنت غني عن عذابه: إثبات لغناه تعالى وكماله، فلا يحتاج إلى عذاب عبده.
● محسنًا: أي مطيعًا لله، مؤديًا للفرائض، مجتنبًا للمحرمات.
● مسيئًا: مقصرًا في الطاعات، واقعًا في المعاصي.

ثانيًا. شرح الحديث:


يعلّمنا النبي ﷺ في هذا الدعاء العظيم كيفية التوجه إلى الله بالدعاء للميت، حيث يجمع بين:
1- التذلل والافتقار: بالاعتراف بأن الميت عبد لله، وهو وأمه من مخلوقاته.
2- التوسل برحمة الله: لأن الرحمة هي أوسع أبواب الله تعالى.
3- التعظيم لله: بالإقرار بغناه تعالى عن عذاب عبده.
4- العدل والرحمة: في الدعاء للمحسن بالزيادة، وللمسيء بالتجاوز.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- التوحيد والعبودية: تذكير العبد بحقيقة نفسه وأنه مفتقر إلى ربه في كل حال.
2- سعة رحمة الله: التي وسعت كل شيء، وتجاوزت عن ذنوب التائبين.
3- العدل الإلهي: حيث يعامل الله كل عبد بما يستحق من إحسان أو تقصير.
4- أدب الدعاء: كيف يخاطب العبد ربه بلغة التذلل والافتقار مع الثقة بالرحمة.
5- التراحم بين المسلمين: في الدعاء لإخوانهم الأموات بالمغفرة والرحمة.

رابعًا. فوائد إضافية:


- يستحب للإمام والمأمومين أن يخلصوا الدعاء للميت ويتضرعوا إلى الله له.
- هذا الدعاء يشمل جميع الأموات، برهم وفاجرهم، مع اختلاف الأحوال.
- فيه بيان لعظمة الصلاة على الجنازة وأهمية الدعاء للميت فيها.
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، واغفر لهم وتجاوز عن سيئاتهم، وأدخلهم جنات النعيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٣٥٩) عن أبي محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن الخلال بمكة، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق الكاتب، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن ركانة فذكر الحديث.
قال الحاكم: «هذا إسناد صحيح، ويزيد بن ركانة وأبوه ركانة بن عبد يزيد صحابيان من بني المطلب بن عبد مناف ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: يزيد بن ركانة وأبوه صحابيان كما قال الحاكم، وكذا أكد أيضًا ابن عبد البر في الاستيعاب.
وأخرج ابن قانع والطبراني من طريق حسين بن زيد بن علي، عن ابن عمه جعفر بن محمد الحديث المذكور. أورده الحافظ في «الإصابة» (٣/ ٦٥٥).
قال الأعظمي: وأما الطبراني فرواه في «المعجم الكبير» (٢٢/ ٢٤٩) من وجه آخر عن يعقوب بن حميد ابن كاسب، ثنا حسين بن زيد بن علي بإسناده مثله، «وفيه كبَّر على الميت أربعًا» وزاد في آخر الحديث: «ثم يدعو بما شاء الله أن يدعو».
وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب المدني نزيل مكة، وقد ينسب إلى جده، تكلم فيه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، إليه أشار الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٣٤) بقوله: «رواه الطبراني في: الكبير«، وفيه يعقوب بن حميد وفيه كلام».
قال الأعظمي: ولا يضر الكلام فيه لأنه تابعه إبراهيم بن المنذر الحزامي في إسناد الحاكم، وهو حسن الحديث، وثَّقه الدارقطني وقال أبو حاتم: «صدوق»، وقال النسائي: «ليس به بأس»، وجعله الحافظ في درجة «صدوق» وقال: «تكلم فيه أحمد لأجل القرآن وهو من رجال البخاري دون مسلم».
وأما ما روي عن ابن عباس مرفوعًا: أنه ﷺ إذا صلى على ميت قال: «اللهم! اغفر لحينا وميتنا، ولذَكرنا ولأنثانا، ولصغيرنا ولكبيرنا، من أحيته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم! عفوك، عفوك» فإسناده ضعيف والحديث صحيح.
رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط» «مجمع البحرين» (١٢٨٦) عن أحمد، ثنا عبيد، ثنا عطاء بن مسلم الخفاف، عن العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس فذكره.
وعطاء بن مسلم الخفاف قال فيه البخاري: «لا أعرفه» وقال أبو داود: «ضعيف» وقال الإمام أحمد: «مضطرب الحديث» وقال ابن حبان: «كان شيخا صالحًا، دفن كتبه، ثم جعل يحدث، فكان يأتي بالشيء على التوهم فيخطئ، فكثر المناكير في أخباره، وبطل الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات». «المجروحين» (٧٢٤) وذكره أيضًا ابن الجوزي في «الضعفاء».
ولكن كان ابن معين حسن الراي فيه لصلاحه فوثَّقه، وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٣٣):
«وإسناده حسن»، وذلك بناء على ذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٢٥٥) وهذا مما تناقض فيه ابن حبان، والله المستعان.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة مرفوعًا: «اللهم! اغفر له، وصلِّ عليه، وبارك فيه، وأورده حوض رسولك».
رواه الطبراني في «الأوسط» «مجمع البحرين» (١٢٨٧) وأبو يعلى «المقصد العلي» (٤٦٤) كلاهما من حديث زكريا بن يحيى الرقاشي الخزاز، ثنا عاصم بن هلال، ثنا أيوب السختياني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. واللفظ للطبراني، ولم يذكر أبو يعلى «وبارك فيه» وإسناده ضعيف من أجل عاصم بن هلال، وهو البارقي ضعَّفه ابن معين، وقال النسائي: «ليس بالقوي»، وقال ابن حبان: «كان ممن يقلب الأسانيد توهما»، وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات». وقال فيه ابن حجر: «فيه لين» ومشاه الآخرون فقال أبو حاتم: «صالح شيخ محله الصدق»، وقال أبو داود: «ليس به بأس».
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٣٣) وقال: «وفيه عاصم بن هلال وثَّقه أبو حاتم وضعَّفه غيره».
وفي الباب أيضًا عن الحارث مرفوعًا ولفظه: «اللهم! اغفر لأحيائنا، ولأمواتنا، وأصلح ذات بيننا، وألِّف بين قلوبنا، اللَّهم! هذا عبدك فلان بن فلان، لا نعلم إلا خيرًا، وأنت أعلم به، فاغفر لنا وله». فقلت له: وأنا أصغر القوم، فإن لم أعلم خيرًا؟ فلا تقل إلا ما تعلم.
رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط» «مجمع البحرين» (١٢٨٨) وفيه ليث بن أبي سُليم مختلط، وبه علَّله الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٣٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 353 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك

  • 📜 حديث: اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب