قراءة الفاتحة على الجنازة سنة

حديث: قراءة الفاتحة على الجنازة سنة

عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: صليتُ خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، وقال: ليعلموا أنها سنة.

صحيح: رواه البخاري في الجنائز (١٣٣٥) عن محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن سعد، عن طلحة فذكره.

عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: صليتُ خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، وقال: ليعلموا أنها سنة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه مسألة فقهية مهمة تتعلق بصلاة الجنازة.

شرح الحديث:

الراوي: طلحة بن عبد الله بن عوف، وهو من التابعين الثقات.
الموقف: صلى خلف الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على جنازة.
الفعل: قرأ ابن عباس سورة الفاتحة في صلاة الجنازة.
القول: وقال بعدها: "لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ" أي ليعلم الحاضرون أن قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة هي من السنة النبوية.

1. شرح المفردات:

* صليت خلف ابن عباس: أي أن طلحة كان مأمومًا وابن عباس هو الإمام.
* على جنازة: أي في صلاة الجنازة.
* فاتحة الكتاب: هي السورة الأولى في القرآن الكريم، وهي ركن في الصلاة.
* سنة: هنا بمعنى الطريقة والمنهج الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وليست بمعنى المستحب فقط، بل فيها معنى التأكيد على مشروعية هذا الفعل.

2. شرح الحديث:

يؤكد هذا الحديث مشروعية القراءة في صلاة الجنازة، وأخصها سورة الفاتحة.
* الخلاف الفقهي: اختلف العلماء في حكم القراءة في صلاة الجنازة:
* قول الجمهور (الحنفية والمالكية والحنابلة): ذهبوا إلى أن القراءة في صلاة الجنازة مستحبة وليست واجبة، واستدلوا ببعض الآثار.
* قول الشافعية وبعض العلماء: ذهبوا إلى أن القراءة واجبة فيها كغيرها من الصلوات، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
* موقف ابن عباس: فعل ابن عباس رضي الله عنهما هذا الفعل وقوله المصاحب له يدل على أمور:
1- بيان السنة: أنه أراد تعليم الناس أن هذا الفعل هو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ردًا على من قد ينكر ذلك أو يجهله.
2- التأكيد على المشروعية: أنه لم يقرأ سرًا، بل جهر بالقراءة ليكون فعلًا تعليميًا يثبت السنة وينشرها.
3- مكانة الفاتحة: فيه إشارة إلى عظم شأن سورة الفاتحة، فهي أم القرآن ولا تصح الصلاة إلا بها.

3. الدروس المستفادة منه:

1- إحياء السنة وتعليم الناس: على العالم والداعية أن يبين السنة للناس ويعلمهم إياها، خاصة إذا كانت غير معروفة أو منسية، وهذا من باب الأمر بالمعروف.
2- الاستدلال بفعل الصحابة: فعل الصحابي وقوله "هي سنة" من أقوى الأدلة على ثبوت السنة، لأنهم أعلم الناس بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
3- أهمية النية في العمل: لم يفعل ابن عباس هذا ليرائي الناس، بل ليعلمهم السنة، فجمع بين العمل الصحيح والنية الصالحة.
4- مرونة في أساليب التعليم: استخدم ابن عباس أسلوبًا عمليًا (التطبيق) مع شرح السبب (القول) ليكون أوقع في النفس وأبلغ في التعليم.
5- مشروعية الجهر بالقراءة في صلاة الجنازة لأجل التعليم: إذا كان في الجهر مصلحة تعليمية، فهو جائز.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* كيفية صلاة الجنازة: هي أربع تكبيرات، يُسَن بعد التكبيرة الأولى قراءة الفاتحة، وبعد الثانية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (كالصلاة الإبراهيمية في التشهد)، وبعد الثالثة الدعاء للميت، ثم التسليم بعد الرابعة.
* حكمة القراءة: صلاة الجنازة هي صلاة، والقراءة ركن في أغلب الصلوات، وفيها دعاء وتضرع إلى الله بالقرآن الكريم ليشمل الميت الرحمة والمغفرة.
* الخلاصة في المسألة: الذي ينبغي للمسلم أن يحرص عليه هو قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة اقتداءً بفعل ابن عباس الذي أخبر أنها سنة، وهذا هو الأحوط والأقوى دليلاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٣٥) عن محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن سعد، عن طلحة فذكره. وأما محل قراءة الفاتحة فهو بعد التكبيرة الأولى.
قال الترمذي (١٠٢٧) بعد أن أخرج حديث ابن عباس من طريق سفيان، عن سعد بن إبراهيم: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم يختارون أن يُقْرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم: لا يقرأ في الصلاة على الجنازة، إنما هو ثناء على الله، والصلاة على النبي ﷺ والدعاء للميت وهو قول الثوري وغيره من أهل الكوفة»، انتهى. انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (٣/ ٥٧).
وأما ما رواه النسائي (١٩٨٧) عن الهيثم بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن طلحة وفيه: «فقرأ بفاتحة الكتاب وسورةٍ، وجهر حتى أسمعنا، فلما فرغ أخذتُ بيده فسألته فقال: «سنة وحق«، فزاد فيه: سورة أخرى مع الفاتحة -كما جهر في قراءته وإسناده صحيح.
وثبت أيضا ذكر قراءة سورة أخرى عند ابن الجارود (٥٣٧) من وجهين آخرين عن إبراهيم بن سعد. وقد صحح إسناده النووي في: المجموع (٥/ ٢٣٤) فلعله فعل مرة أو مرتين لبيان جواز ذلك لا أنه سنة مستمرة، وإلا فقد قال البيهقي (٤/ ٣٨): اذكر السورة غير محفوظ».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 346 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قراءة الفاتحة على الجنازة سنة

📜 حديث: قراءة الفاتحة على الجنازة سنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قراءة الفاتحة على الجنازة سنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قراءة الفاتحة على الجنازة سنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قراءة الفاتحة على الجنازة سنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية