حديث: إن كان محسنا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئا فاغفر له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الأدعية على الجنازة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «اللَّهم! عبدُك وابن عبدك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، إن كان محسنًا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئًا فاغفر له، ولا تَحرمنا أجره ولا تَفتِنَّا بعده».

صحيح: رواه أبو يعلى «المقصد العلي» (٤٦٥) عن وهب بن بقية، أنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق المديني، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة فذكر الحديث، وصحَّحه ابن حبان (٣٠٧٣) فأخرجه عن أبي يعلى وهو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي به مثله.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «اللَّهم! عبدُك وابن عبدك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، إن كان محسنًا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئًا فاغفر له، ولا تَحرمنا أجره ولا تَفتِنَّا بعده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم في بيان صفة الدعاء للميت، وهو من الأحاديث الصحيحة التي رواها الإمام أحمد في مسنده، وغيره.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● "عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ": تأكيد على عبودية المتوفى لله تعالى، وأنه خلق من خلق الله، وهو فقير إليه.
● "كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ": أي كان مؤمنًا موحدًا مقرًا بوحدانيتك.
● "وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ": إقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعبوديته لله.
● "وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ": إرجاع العلم بحقيقة حاله إلى الله تعالى.
● "إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْهُ فِي إِحْسَانِهِ": دعاء بأن يزيد الله المحسن من فضله وثوابه.
● "وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَاغْفِرْ لَهُ": طلب المغفرة إن كان مقصرًا.
● "وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ": طلب عدم حرمان الأحياء من أجر الدعاء له والصدقة عنه.
● "وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ": أي لا تصيبنا بمصيبة أو شك بعد موته فتضعف قلوبنا.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يعلمنا كيف ندعو للميت، وفيه توحيد وخضوع لله تعالى، حيث يبدأ الداعي بتذكير الله تعالى بعبودية المتوفى له، ويقر بوحدانية الله ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يترك علم حال الميت لله، ويدعو له بالمغفرة والزيادة في الإحسان، كما يدعو للأحياء بعدم الحرمان من الأجر وعدم الابتلاء بعده.
3. الدروس المستفادة:
- مشروعية الدعاء للميت بهذا الدعاء أو بما يشبهه.
- التواضع لله تعالى والاعتراف بقدرته وعلمه.
- الدعاء للمحسن بالزيادة وللمسيء بالمغفرة.
- الحرص على انتفاع الأحياء بدعائهم للموتى.
- الخوف من الفتنة بعد فقد الأحبة، فيدعى بالثبات.
4. معلومات إضافية:
- هذا الدعاء من جوامع الكلم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
- يستحب الدعاء للميت بعد دفنه، كما في هذا الحديث.
- فيه تنبيه على عدم اليأس من رحمة الله، حتى لو للمسيء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى «المقصد العلي» (٤٦٥) عن وهب بن بقية، أنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق المديني، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة فذكر الحديث، وصحَّحه ابن حبان (٣٠٧٣) فأخرجه عن أبي يعلى وهو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي به مثله.
وإسناده صحيح، قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٣٣): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكن رواه مالك في الجنائز (٣/ ٣٣)، وعنه عبد الرزاق في المصنف» (٦٤٢٥) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، أنه سأل أبا هريرة كيف تُصلي على الجنازة؟ فقال أبو هريرة: لعَمرُ الله أُخبِرُكَ أتَّبِعُها من أهلها، فإذا وُضِعت كبَّرتُ وحمدتُ الله، وصليتُ على النبي، ثم أقول: فذكر الدعاء ولم يرفعه إلى النبي ﷺ.
وليس فيه انقطاع كما قالوا: فإن سعيد بن أبي سعيد المقبري روي عن أبيه، عن أبي هريرة، وروي أيضًا عن أبي هريرة بدون واسطة أبيه.
وأما كون مالك أوقفه فلعله يَعُود إلى سعيد بن أبي سعيد المقبري فإنه اختلط عليه قبل موته، فلعله رواه مرة مرفوعًا، ثم شك فرواه موقوفًا فما كان من اليقين يُؤخذ، وما كان من الشك يترك.
وأما ما رُوي عن علي بن شماخ قال: شهدتُ مروان يسأل أبا هريرة: كيف سمعت رسول الله ﷺ يصلي على الجنازة؟ قال: أمع الذي قلت؟ قال: نعم، قال: كلام كان بينهما قبل ذلك، قال أبو هريرة: «اللَّهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئناك شُفَعَاء فاغفر له» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٣٢٠٠) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أبو الجُلاس عقبة بن سيار، حدثني علي بن شَمَّاخ قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة: كيف سمعت رسول الله ﷺ يصلي على الجنازة فذكر الحديث مثله.
ورواه الإمام أحمد (٧٤٧٧) عن يزيد، أخبرنا شعبة، عن الجُلاس، عن عثمان بن شمَّاس قال:
سمعت أبا هريرة ومرَّ عليه مروان فقال: بعضَ حديثه عن رسول الله ﷺ، أو حديثك عن رسول الله ﷺ ثم رجع، فقلنا: الآن يقع به، قال: كيف سمعت رسول الله ﷺ يصلي على الجنائز؟ فذكره.
قال أبو داود: أخطأ شعبةُ في اسم علي بن شَماَّخ، قال فيه عثمان بن شماس، وسمعت أحمد ابن إبراهيم الموصلي يحدث أحمد بن حنبل قال: ما أعلم أني جلست من حماد بن زيد مجلسًا إلا نهى فيه عن عبد الوارث وجعفر بن سليمان. انتهى.
ورُوي هذا الحديث بأسانيد كثيرة إذا جمعت تبين أن فيها اضطرابًا في الإسناد، وجهالةٌ في بعض الرواة، واختلافًا في الوقف والرفع، انظر هذه الأسانيد واختلافها في كتاب الدعاء للطبراني (١١٧٩، ١١٨٠، ١١٨٢، ١١٨٣، ١١٨٤، ١١٨٥)

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 351 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن كان محسنا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئا فاغفر له

  • 📜 حديث: إن كان محسنا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئا فاغفر له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن كان محسنا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئا فاغفر له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن كان محسنا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئا فاغفر له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن كان محسنا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئا فاغفر له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب