حديث: التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في ليلة القدر أنها في إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين
صحيح: رواه مالك في الاعتكاف (١٣) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم يتعلق بليلة القدر، وهي أعظم ليالي السنة على الإطلاق. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:
نص الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي ﷺ خرج عليهم في رمضان فقال: «إني أُريتُ هذه الليلة (يعني ليلة القدر) حتى تلاحي رجلان، فَرُفِعَتْ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة».
(رواه الإمام البخاري في صحيحه)
1. شرح المفردات:
● أُريتُ: من الرؤيا، أي رأيتها في المنام. وكانت رؤيا الأنبياء حقاً ووحياً من الله تعالى.
● هذه الليلة: المقصود بها ليلة القدر.
● حتى تلاحي رجلان: "تلاحى" من الملاحاة، وهي المخاصمة والشدّة في المماراة والجدال. أي حتى كاد يقع خصام وشجار بين رجلين بسببها.
● فَرُفِعَتْ: أي أُلغيت معرفتها المعينة وارتفعت من علمي بها تفصيلاً.
● التمسوها: اطلبوها واجتهدوا في تحريها.
● في التاسعة والسابعة والخامسة: أي في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان، وهي الليلة الحادية والعشرون، والثالثة والعشرون، والخامسة والعشرون، والسابعة والعشرون، والتاسعة والعشرون. والمقصود هنا هو بيان أنها في الليالي الوترية، وليس حصراً لهذه الأرقام بالتحديد، بدليل قوله ﷺ في روايات أخرى: «التمسوها في العشر الأواخر، في الوتر».
2. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ خرج على أصحابه في رمضان ليخبرهم بخبر عظيم، وهو أنه قد أُري ليلة القدر في المنام (أي عُينت له رؤياً) حتى رأى علاماتها ومكانها وزمانها بشكل واضح جداً، لدرجة أنه لو رأى رجلين يختصمان أو يتجادلان لعرف أن سبب خصامهما هو التنازع على فضلها ومكانتها.
ثم إن هذه المعرفة التفصيلية رُفعت منه ﷺ، أي أُزيلت من ذهنه ونسيها، ولم يعد يعلم أي ليلة هي بالضبط. وهذا من حكمة الله تعالى؛ ليجتهد العباد في طلبها في جميع ليالي العشر الأواخر، فيكثرون من العبادة والطاعة، ويظفرون بأجر الاجتهاد والبحث، ولا تقتصر العبادة على ليلة واحدة بعينها.
ثم دلّهم ﷺ على أفضل الأوقات لتحريها، وهي الليالي الوترية من العشر الأواخر (أي الليالي الفردية: 21، 23، 25، 27، 29). وقوله: «في التاسعة والسابعة والخامسة» هو كناية عن الوتر، وليس حصراً، أي اطلبوها في الليالي الفردية.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- الحكمة من إخفاء ليلة القدر: من رحمة الله بعباده أن أخفى وقت ليلة القدر ليجتهدوا في العبادة في جميع ليالي العشر الأواخر طمعاً في إدراكها، فيزيد أجرهم ويتضاعف ثوابهم.
2- الاجتهاد في الطاعة: يحثنا الحديث على الاجتهاد في العبادة والذكر والدعاء في ليالي الوتر من العشر الأواخر، اقتداءً بهدي النبي ﷺ الذي كان يحيي هذه الليالي ويوقظ أهله للصلاة والعبادة.
3- التسليم لحكمة الله: حتى النبي ﷺ، وهو سيد الخلق، لم يُخبر بتعيين ليلة القدر بعد أن رفعت منه، فوجب علينا التسليم والانقياد لأمر الله وحكمته، والاجتهاد في الطاعة دون توقف على معرفة شيءٍ قد أخفاه الله.
4- الاستمرار في العبادة: لا ينبغي للمسلم إذا فاته قيام ليلة أن يتكاسل عن غيرها، بل يجتهد في كل ليلة؛ فلعلها تكون ليلة القدر.
5- الاعتماد على الأدلة الشرعية: دلالة النبي ﷺ على الوتر دليل على أن طلب العلم والهدي must be based on what is proven from the Quran and Sunnah.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● علامات ليلة القدر: وردت بعض العلامات التي تُعرف بها ليلة القدر، مثل:
- أن تطلع الشمس في صبيحتها لا شعاع لها (أي ليست حادة الأشعة).
- تكون ليلة مضيئة، ليست شديدة الحر ولا شديدة البرد.
- يشعر المسلم فيها بطمأنينة القلب وانشراح الصدر.
● أفضل دعاء في ليلة القدر: كما علمنا النبي ﷺ: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».
تخريج الحديث
ولم يخرج البخاري حديث مالك، وإنما أخرجه من طريق أخرى عن حميد، عن أنس، عن عبادة بن الصامت. فجعله من مسند عبادة.
فقول أنس: «خرج علينا في رمضان ...» هل كان أنس بن مالك ممن خرج عليه رسول الله ﷺ وسمع منه الحديث المذكور؟
قال ابن عبد البر: «هكذا روي مالك هذا الحديث لا خلاف عنه في إسناده ومتنه، وفيه عن أنس: خرج علينا رسول الله».
ثم قال: «وإنما الحديث لأنس عن عبادة بن الصامت» فذكره.
فالظاهر من كلامه أنه يجعل الحديث من مسند عبادة بن الصامت.
فلعلّ أنسًا كان يروي هذا الحديث على وجهين، فمرة عن عبادة بن الصامت، وأخرى بدون ذكره.
وهو أمر كان جائزًا عند صغار الصحابة مثل: أنس وابن عباس وغيرهما، وبهذا الجمع لا يلزم تخطئة مالك فإنه رواه كما سمع.
ولذلك كان يروي أحيانًا بدون أن يقول: «خرج علينا رسول الله ﷺ». رواه الإمام أحمد (١٣٤٥٢)، والبزار -كشف الأستار (١٠٢٩) - كلاهما من حديث عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سعيد أنه سئل عن ليلة القدر، فحدّثنا عن قتادة، عن أنس، عن النبيّ ﷺ: «التمسوها في العشر الأواخر في التاسعة والسابعة والخامسة».
وسعيد هو ابن أبي عروبة كان أثبت الناس في قتادة إلا أنه اختلط، وبقي في اختلاطه خمس
سنوات ولا يحتج إلا بما روى عنه القدماء مثل يزيد بن زريع وابن المبارك، ويعتبر برواية
المتأخرين عنه دون الاحتجاج بها.
وعبد الوهاب بن عطاء المعروف بالخفاف ممن سمع منه قبل الاختلاط، وهو القائل: إنّ سعيدًا خولط سنة (١٤٨)، وعاش بعدما خولط تسع سنين.
وعبد الوهاب حسن الحديث.
وقوله: «فرُفعت» أي رفع علم تلك الليلة بعد أن علم النبيّ ﷺ وأراد أن يخبر بها أصحابه، ولذلك قال: «فالتمسوها في كذا وكذا».
ولا يصح من قال: «رفعت ليلة القدر إلى الأبد ولا تعود».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 388 من أصل 428 حديثاً له شرح
- 363 كان النبي إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله
- 364 يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره
- 365 إذا كان العشر الأواخر من رمضان شمر المئزر واعتزل النساء
- 366 كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان
- 367 مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر
- 368 ليلة القدر تطلع ولا شعاع لها
- 369 إني أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر
- 370 اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
- 371 التمسوا ليلة القدر في العشر الغوابر
- 372 من كان متحريها فليتحرها من العشر الأواخر
- 373 من كان منكم ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر
- 374 اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر
- 375 التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر
- 376 ليلة القدر في العشر الأواخر أو الخامسة أو الثالثة
- 377 تحري ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان
- 378 من اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر
- 379 اطلبوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
- 380 التمسوها في تسع بقين أو سبع أو خمس أو ثلاث
- 381 اطلبوا ليلة القدر في سبع يبقين أو ثلاث يبقين
- 382 التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان
- 383 اجاوروا العشر الأواخر من رمضان وابتغوا ليلة القدر.
- 384 أراني صبحها أسجد في ماء وطين
- 385 ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين
- 386 ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة...
- 387 التمسوا ليلة القدر في السبع والتسع والخمس
- 388 التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة
- 389 ليلة القدر: التمسوها في التاسعة، والسابعة والخامسة
- 390 طلب ليلة القدر في السبع او الثلاث الاواخر
- 391 من كان متحرّيها فليتحرّها في السّبع الأواخر
- 392 إنها في السبع في العشر الأواخر
- 393 تحري ليلة القدر في السبع البواقي من رمضان
- 394 ليلة القدر ليلة سبع وعشرين تطلع لا شعاع لها
- 395 حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة
- 396 ليلة القدر سابعة أو تاسعة وعشرين والملائكة أكثر من الحصى
- 397 نظرت إلى القمر صبيحة ليلة القدر
- 398 ليلة القدر ليلة سبع وعشرين
- 399 تحروها ليلة سبع وعشرين
- 400 عليك بالسابعة من رمضان ليلة القدر.
- 401 التماس ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان
- 402 اطلبوها ليلة سبع عشر من رمضان وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين
- 403 هي في كل رمضان
- 404 لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة
- 405 إذا اعتكف طرح له فراشه وسريره إلى أسطوانة التوبة
- 406 اعتكف رسول الله عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه
- 407 اعتكفوا العشر الأواخر فإنها ليلة القدر
- 408 التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر وفي كل وتر
- 409 اجاور هذه العشر الأواخر فمن اعتكف معي فليثبت
- 410 رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان
- 411 اعتكاف النبي في العشر الأواخر من رمضان حتى وفاته
- 412 كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام
معلومات عن حديث: التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة
📜 حديث: التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








