حديث: إني أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء من علامات ليلة القدر
وزاد الزيادي: «كأنّ فيها قمرًا يفضح كواكبها. وقالا: لا يخرج شيطانُها حتى يضيء فجرها».
حسن: رواه ابن خزيمة (٢١٩٠) وعنه ابن حبان (٣٦٨٨) عن محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي، ومحمد بن موسى الحرشي، قالا: حدّثنا الفضيل بن سليمان، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.
الحديث بلفظه الكامل:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ:
«إني كنتُ أُريتُ ليلة القدر، ثم نسيتُها، وهي في العشر الأواخر من ليلتها، وهي ليلة طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة».
وزاد الزيادي: «كأنّ فيها قمرًا يفضح كواكبها. وقالا: لا يخرج شيطانُها حتى يضيء فجرها».
1. شرح المفردات:
● أُريتُ: أُظهرت لي وأُعلمت بها بوحي أو منام.
● ليلة القدر: الليلة المباركة التي نزل فيها القرآن، والتي هي خير من ألف شهر.
● نسيتُها: أُنسيتها؛ لحكمة إلهية، أو نسيتها بنسيان بشري.
● العشر الأواخر: آخر عشرة أيام من رمضان.
● طلقة: مشرقة منيرة، واسعة حسنة المنظر.
● بلجة: مضيئة نقية، ليس فيها ظلمة ولا غيم.
● لا حارة ولا باردة: معتدلة الطقس، لا حر شديد ولا برد قارس.
● كأن فيها قمرًا: نورها شديد كالقمر.
● يفضح كواكبها: يغلب ضوءها ضوء الكواكب فتبهت وتضعف.
● لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها: لا يستطيع الشيطان أن يؤذي أو يفسد فيها حتى طلوع الفجر.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي ﷺ، وفيه بيان لبعض علامات ليلة القدر التي أخبر عنها الرسول ﷺ.
- قوله: «إني كنت أريت ليلة القدر ثم نسيتها»:
هذا يدل على أن النبي ﷺ عُلم بها أولاً، ثم أُنسيها؛ لحكمة عظيمة، وهي حث الأمة على الاجتهاد في العبادة والبحث عنها في العشر الأواخر، وعدم الاتكال على معرفة وقتها بالتحديد.
- قوله: «وهي في العشر الأواخر من ليلتها»:
هذا تأكيد على أن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من رمضان، كما جاء في أحاديث أخرى أنها في الوتر منها (أي الليالي الفردية).
- قوله: «وهي ليلة طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة»:
هذه من العلامات الحسية التي تساعد المؤمن على تمييزها؛ فهي ليلة منيرة، جميلة، معتدلة الجو، ليس فيها مشقة من حر أو برد.
- الزيادة عن الزيادي: «كأن فيها قمرًا يفضح كواكبها»:
أي أن نورها قوي جدًا كالقمر، حتى إنه يغلب نور الكواكب ويجعلها باهتة.
- قوله: «لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها»:
هذه من أعظم فضائلها؛ فالشيطان لا يستطيع أن يعمل فيها شرًا أو إفسادًا حتى يطلع الفجر، مما يسهل على العباد الطاعة والعبادة بخشوع وسكينة.
3. الدروس المستفادة:
1- الحكمة من إخفاء ليلة القدر:
ليَجتهد المسلمون في العبادة في جميع ليالي العشر، طمعًا في إدراكها، مما يزيد الأجر والثواب.
2- الاجتهاد في العبادة:
الحث على قيام الليل، والذكر، والدعاء، والصدقة، وغيرها من الطاعات في العشر الأواخر.
3- العلامات الإيمانية:
تذكير بأن ليلة القدر لها علامات حسية ومعنوية، مما يبعث على الأمل والتفاؤل في إدراكها.
4- الطمأنينة والسكينة:
من فضائل هذه الليلة أن الشيطان لا يستطيع إيذاء المؤمنين فيها، مما يجعلها فرصة للتقرب إلى الله بعيدًا عن الوساوس.
5- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب:
رغم أن لا نعلم точно أي ليلة هي، لكننا نأخذ بالعلامات ونجتهد في الطاعة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● ليلة القدر أفضل ليالي السنة:
كما قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
● يستحب الدعاء فيها:
ومن أفضل الأدعية: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (رواه الترمذي).
● اجتهاد النبي ﷺ في العشر:
كان النبي ﷺ إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر، وأحيا الليل، وأيقظ أهله (متفق عليه).
أسأل الله تعالى أن يبلغنا ليلة القدر، ويجعلنا من عتقائه من النار، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل الفضيل بن سليمان وهو النميري فقد تكلم فيه أكثر أهل العلم إلا أنه يكتب حديثه كما قال أبو حاتم. يعني للاعتبار في الشواهد، وهذا منه، وقد انتقى البخاري ﵀ من حديثه مما توبع عليه.
وفي الباب ما رُوي عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله ﷺ عن ليلة القدر، فقال رسول الله ﷺ: «في رمضان، فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتر: في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو في آخر الليلة. فمن قامها ابتغاءها إيمانا واحتسابًا، ثم وقّفتْ له، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر» إلا أنه ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٢٢٧١٣) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، قال: حدّثنا سعيد بن سلمة -يعني ابن أبي الحسام-، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عبادة بن الصامت، فذكره.
وعمر بن عبد الرحمن، ذكره ابن حبان في «الثقات» ولم يوثقه غيره وله ترجمة في «التاريخ
الكبير»، و«الجرح والتعديل». ولكن لم يذكر فيه البخاري ولا ابن أبي حاتم شيئًا لا جرحًا ولا
تعديلًا فهو في عداد المجهولين. ولم يرو عنه غير عبد الله بن محمد بن عقيل.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢٢٧٦٥) عن حيوة بن شريح، حدّثنا بقية، حدثني بحير بن سعد،
عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت، أنّ رسول الله ﷺ قال: «ليلة القدر في العشر البواقي،
من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر: تسع، أو سبع،
أو خامسة، أو ثالثة، أو آخر ليلة».
وقال رسول الله ﷺ: «إنّ أمارة ليلة القدر أنها صافية بَلْجة، كأنّ فيها قمرًا ساطعًا ساكنة
ساجية، لا برد فيها ولا حرَّ، ولا يحل لكوكب أن يُرمي به فيها حتى يصبح، وإنّ أمارتها أن
الشمس صبيحتها تخرج مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، لا يحل للشيطان أن يخرج
معها يومئذ».
وبقية هو ابن الوليد، وقد صرَّح بالتحديث في أول الإسناد وهو يكفي على رأي الجمهور. وفيه
خالد بن معدان لم يسمع من عبادة بن الصامت، قال أبو حاتم كما في المراسيل (١٨٣) وقال أبو
نعيم: لم يلق عبادة بن الصّامت. كما في «تهذيب الكمال».
وله إسناد آخر وهو ما رواه يعقوب بن سفيان (١/ ٣٨٦)، والبيهقي في «الشعب» (٣٤٢٠) من
طريق إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت معاوية بن يحيى، عن الزهريّ، عن محمد بن
عبادة، عن عبادة بن الصامت به.
قال البيهقي: «في هذا الإسناد ضعف».
قال الأعظمي: لعله يقصد به معاوية بن يحيى وهو الصدفي أبو روح الدمشقي. فإنه ضعيف جدًّا. قال
يحيى: هالك ليس بشيء. وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث. وقال أبو زرعة: ليس بقوي،
أحاديثه كلها منكرة ما حدّث بالرّيِّ، والذي حدّث بالشام أحسن حالًا. وضعّفه أيضًا عدد من أهل
العلم.
وفي الباب أيضًا عن ابن عباس. رواه ابن خزيمة (٢١٩٢) بلفظ: «ليلة طلقة لا حارة ولا
باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة».
رواه من طريق زمعة، عن سلمة -وهو ابن وهرام-، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
ومن طريقه رواه أيضًا البزار -كشف الأستار (١٠٣٤) - إلا أنه لم يذكر فيه: «تصبح الشمس
يومها ...».
قال البزار: سلمة بن وهرام لا نعلم حدث عنه غير ابنه عبيد الله وزمعة، وهو من أهل اليمن لا
بأس به، وأحاديثه عن ابن عباس غرائب. ولا نعلم هذا بهذا اللفظ إلّا من حديثه.
قال الأعظمي: وزمعة هو ابن صالح الجنديّ -بفتح الجيم والنون- ضعيف عند جمهور أهل العلم،
وحديثه عند مسلم مقرون.
وشيخه سلمة بن وهرام مختلف فيه فوثقه أبو زرعة، وضعّفه أبو داود، وهو حسن الحديث إذا لم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 369 من أصل 428 حديثاً له شرح
- 344 إنّي صائم
- 345 رسول الله ﷺ يسوّك وهو صائم
- 346 تقووا لعدوّكم
- 347 أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع
- 348 من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من...
- 349 صيام رمضان إيمانا واحتسابا يغفر الذنوب الماضية
- 350 كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة
- 351 غفران الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا
- 352 صلاة التراويح خشية أن تفرض عليكم
- 353 صلاة رسول الله ﷺ بالليل في رمضان تخوفًا من أن...
- 354 صلاة مع الإمام حتى ينصرف حُسب له قيام ليلة
- 355 قمنا مع رسول الله ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن...
- 356 صلاة النبي بالليل في رمضان يخفف من أجلهم
- 357 صلاة التراويح في رمضان جماعة مع أبي بن كعب
- 358 صلاة رسول الله في رمضان إحدى عشرة ركعة
- 359 صلاة رسول الله ﷺ بالليل ثلاث عشرة ركعة
- 360 أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن...
- 361 صلاة مع الإمام حتى ينصرف تعدل قيام ليلة
- 362 من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من...
- 363 كان النبي إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله
- 364 يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره
- 365 إذا كان العشر الأواخر من رمضان شمر المئزر واعتزل النساء
- 366 كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان
- 367 مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر
- 368 ليلة القدر تطلع ولا شعاع لها
- 369 إني أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر
- 370 اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
- 371 التمسوا ليلة القدر في العشر الغوابر
- 372 من كان متحريها فليتحرها من العشر الأواخر
- 373 من كان منكم ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر
- 374 اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر
- 375 التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر
- 376 ليلة القدر في العشر الأواخر أو الخامسة أو الثالثة
- 377 تحري ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان
- 378 من اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر
- 379 اطلبوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
- 380 التمسوها في تسع بقين أو سبع أو خمس أو ثلاث
- 381 اطلبوا ليلة القدر في سبع يبقين أو ثلاث يبقين
- 382 التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان
- 383 اجاوروا العشر الأواخر من رمضان وابتغوا ليلة القدر.
- 384 أراني صبحها أسجد في ماء وطين
- 385 ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين
- 386 ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة...
- 387 التمسوا ليلة القدر في السبع والتسع والخمس
- 388 التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة
- 389 ليلة القدر: التمسوها في التاسعة، والسابعة والخامسة
- 390 طلب ليلة القدر في السبع او الثلاث الاواخر
- 391 من كان متحرّيها فليتحرّها في السّبع الأواخر
- 392 إنها في السبع في العشر الأواخر
- 393 تحري ليلة القدر في السبع البواقي من رمضان
معلومات عن حديث: إني أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر
📜 حديث: إني أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إني أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إني أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إني أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








