اعتكفوا العشر الأواخر فإنها ليلة القدر

حديث: اعتكفوا العشر الأواخر فإنها ليلة القدر

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: إنّ رسول الله ﷺ اعتكف العشر الأوّل من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبّة تُركيّة على سُدَّتها حصير. قال: فأخذ الحصير بيده فنحّاها في ناحية القبّة. ثم أطلع رأسه فكلّم الناس فدنوا منه، فقال: «إنّي أعتكفُ العَشْر الأوّل، ألتمسُ هذه الليلة. ثم اعتكفتُ العشر الأوسط، ثم أُتيتُ فقيل لي: إنّها في العشر الأواخر. فمن أحبَّ منكم أن يعتكف فليعتكف».
فاعتكف الناسُ معه. قال: «وإنّي أُريتُها ليلَة وتر، وأنّي أسجدُ صبيحتَها في طين وماء» فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصُّبح، فمطرت السماء. فوكف المسجد، فأبصرتُ الطّين والماء. فخرج حين فرغ من صلاة الصبح، وجبينه وروثهُ أنفه فيهما الطين والماء. وإذا هي ليلُه إحدى وعشرين من العشر الأواخر.

صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٧: ٢١٥) عن محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر،
حدثنا عُمارة بن غزية الأنصاري، قال: سمعتُ محمد بن إبراهيم يحدّث عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تبين حرص النبي ﷺ على طلب ليلة القدر وبيان فضلها، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:

● اعتكف: لزم المسجد بنية التقرب إلى الله تعالى بالإقامة فيه والانقطاع للعبادة.
● العشر الأول والأوسط والأواخر: يقصد بها أيام شهر رمضان المبارك، حيث يقسم إلى ثلاثة أجزاء: الأول من 1 إلى 10، والأوسط من 11 إلى 20، والأواخر من 21 إلى 30.
● قبّة تُركيّة: خيمة صغيرة منصوبة في المسجد، وصفها بالتركية ربما لصناعتها أو شكلها.
● سُدَّتها: بابها أو مدخلها.
● حصير: سجادة منسوجة من الخوص أو القصب.
● نحّاها: أزالها وأبعدها.
● ألتمس هذه الليلة: أطلب ليلة القدر.
● أُتيتُ: جاءني الوحي أو أُخبرت.
● أُريتُها: رأيتها في المنام أو أوحي إلي بها.
● ليلة وتر: ليلة فردية (21، 23، 25، 27، 29).
● أسجد صبيحتها في طين وماء: أي أسجد في صلاة الصبح في اليوم التالي لها وفي الأرض طين وماء من المطر.
● وكف المسجد: سال سقف المسجد بالماء.
● جبينه وروث أنفه: جبينه وأعلى أنفه.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ بدأ باعتكاف العشر الأول من رمضان طلبًا لليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط في خيمة صغيرة في المسجد، وكان على بابها حصير، فأخذه النبي بيده وأبعده ليكلم الناس. ثم أخبرهم أنه كان يعتكف العشر الأول يطلب ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط، فأُخبر أنها في العشر الأواخر، فدعا من أراد الاعتاك أن يعتكف معه. ثم بين أنه رأى في المنام أنها ليلة فردية، وأنه سيسجد في صبيحتها في طين وماء. وفي صبيحة ليلة 21، بعد صلاة الصبح، رأى أبو سعيد الطين والماء في المسجد بسبب المطر، ورأى أثر الطين على جبين النبي وأنفه، فتحقق أن تلك الليلة كانت ليلة 21.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- فضل الاعتكاف في رمضان: خصوصا في العشر الأواخر طلبًا لليلة القدر.
2- اجتهاد النبي ﷺ في العبادة: حيث كان يبحث عن ليلة القدر ويجتهد في العبادة فيها.
3- ليلة القدر في العشر الأواخر: وهي مؤكدة في الأحاديث الصحيحة، وتكون في الليالي الوترية.
4- مشروعية الاعتكاف الجماعي: حيث اعتكف الصحابة مع النبي ﷺ عندما دعاهم.
5- علامات ليلة القدر: منها أن صبيحتها تظهر بها آثار المطر والطين، كما في هذه الرواية.
6- التواضع والاهتمام بالعبادة: حيث ظهر أثر الطين على وجه النبي ﷺ من السجود.

رابعًا. معلومات إضافية:

- الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بليلة القدر.
- يستحب الإكثار من الدعاء في هذه الليلة، خاصة بقول: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في العشر الأواخر بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن.
أسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيام (١١٦٧: ٢١٥) عن محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر،
حدثنا عُمارة بن غزية الأنصاري، قال: سمعتُ محمد بن إبراهيم يحدّث عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
قوله: «في قبة تركية» منسوبة إلى الترك وهم الجيل المعروف، وهي قبّة صغيرة.
وقوله: «على سُدَّتِها» الشدّة قيل: هي ظلة على الباب لتقيه من المطر، وقيل: هي الباب نفسه، وقيل: هي الساحة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 407 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اعتكفوا العشر الأواخر فإنها ليلة القدر

📜 حديث: اعتكفوا العشر الأواخر فإنها ليلة القدر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اعتكفوا العشر الأواخر فإنها ليلة القدر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اعتكفوا العشر الأواخر فإنها ليلة القدر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اعتكفوا العشر الأواخر فإنها ليلة القدر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية