هي في كل رمضان

حديث: هي في كل رمضان

رُوي عن ابن عمر، قال: سئل النبيّ ﷺ وأنا أسمع عن ليلة القدر، فقال: «هي في كلّ رمضان».

صحيح: رواه أبو داود (١٣٨٧) عن حميد بن زنجويه النسائي، أخبرنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا جعفر بن أبي كثير، أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عمر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

رُوي عن ابن عمر، قال: سئل النبيّ ﷺ وأنا أسمع عن ليلة القدر، فقال: «هي في كلّ رمضان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وعبد الرزاق في مصنفه، والبيهقي في شعب الإيمان، وغيرهم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: سُئل النبي ﷺ وأنا أسمع عن ليلة القدر، فقال: «هي في كل رمضان».

أولاً. شرح المفردات:

● ليلة القدر: هي الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن، والتي قال الله تعالى عنها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
● في كل رمضان: أي في شهر رمضان من كل عام.

ثانياً. شرح الحديث:

هذا الحديث يشير إلى أن ليلة القدر تقع في شهر رمضان كل عام، وهو ما دل عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]، وقوله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [الدخان: 3].
ولكن يجب أن ننتبه إلى أن هذا الحديث لا يعني أن ليلة القدر تكون في كل ليلة من رمضان، بل هي ليلة واحدة في رمضان، كما هو مُجمع عليه بين العلماء. وقد جاءت أحاديث أخرى تُحدد أنها في العشر الأواخر من رمضان، وفي الأوتار منها خاصة، كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» (رواه البخاري).
فالحديث الذي ذكر يؤكد أن ليلة القدر تكون في رمضان كل عام، لكنه لا يُعيّن لنا ليلة معينة، بل جاءت الأحاديث الأخرى لتدلنا على أنها في العشر الأواخر، وفي الليالي الوترية منها خاصة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- عظم فضل شهر رمضان: حيث اختصه الله بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
2- الحث على الاجتهاد في العبادة في جميع ليالي رمضان: لأن ليلة القدر تكون في إحدى لياليه، ولا يُعلم بالضبط أي ليلة هي.
3- أهمية البحث عن ليلة القدر: فينبغي للمسلم أن يجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان خاصة، طمعاً في إدراك هذه الليلة المباركة.
4- التوفيق بين الأحاديث: فجميع الأحاديث التي وردت في ليلة القدر صحيحة ومتكاملة، وليست متناقضة، فبعضها يبين أنها في رمضان، وبعضها يبين أنها في العشر الأواخر، وبعضها يرجح أنها في الليالي الوترية.

رابعاً. معلومات إضافية:

- اختلف العلماء في تعيين ليلة القدر على أكثر من أربعين قولاً، ولكن أرجح الأقوال أنها في الوتر من العشر الأواخر، وأنها تنتقل من سنة إلى أخرى، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين.
- من علامات ليلة القدر أنها ليلة مضيئة، لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها.
- يستحب الإكثار من الدعاء في ليلة القدر، خاصة الدعاء الذي علمه النبي ﷺ لعائشة رضي الله عنها: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (رواه الترمذي وصححه).
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، وأن يتقبل منا الصيام والقيام، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٣٨٧) عن حميد بن زنجويه النسائي، أخبرنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا جعفر بن أبي كثير، أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفًا على ابن عمر، ولم يرفعاه إلى النبيّ ﷺ.
قال الأعظمي: هذا ترجيح من أبي داود، فإن سفيان وشعبة من كبار أصحاب أبي إسحاق وهو السبيعي وقد اختلط، وسماع سفيان وشعبة كان قبل الاختلاط، بخلاف رواية موسى بن عقبة المرفوعة فإنه لا يعرف هل سمع منه قبل الاختلاط أو بعده. فالظاهر أن الخطأ من أبي إسحاق، فإنه رواه مرفوعًا، سمع منه موسى بن عقبة.
ورواه موقوفًا، وذلك قبل اختلاطه وسمع منه سفيان وشعبة. وروايتهما أرجح من رواية موسي ابن عقبة.
فقه الحديث:
يستفاد من أحاديث الأبواب السابقة أن ليلة القدر تنتقل من ليلة إلى ليلة، وأكثر الروايات عن النبيّ ﷺ أنها ليالي أوتار العشر الأخير، وهي: إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين.
قال الشافعي -كما ذكره الترمذي (٣/ ١٥٠) -: «كان هذا عندي -والله أعلم- أن النبي ﷺ كان يجيب على نحو ما يسأل عنه. يقال له: نلتمسها في ليلة كذا؟ فيقول: التمسوها في ليلة كذا.
وروي عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر» انتهى.
وقد تكون فيه من الحكمة الإلهية أنها تختلف من بلد إلى آخر، ومن سنة إلى سنة حتى يجتهد الناس العشر الأواخر كلّها، كما كان النبيّ ﷺ يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها.
وأما ما ذكره الحافظ في «الفتح» (٤/ ٢٦٢) بقوله: «واختلف العلماء في ليلة القدر اختلافًا كثيرًا، وتحصّل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولًا». ثم ذكر هذه الأقوال، فإن أكثرها أقوال الناس لا تستند إلى حديث صحيح، والذي ذكرته عمدته الأحاديث الصحيحة. وبالله التوفيق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 403 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هي في كل رمضان

📜 حديث: هي في كل رمضان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: هي في كل رمضان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: هي في كل رمضان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: هي في كل رمضان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية