حديث: اعتكف رسول الله عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اعتكاف النبيّ ﷺ شهر رمضان كاملًا طلبًا لليلة القدر

عن أبي سلمة قال: انطلقتُ إلى أبي سعيد الخدري، فقلت: ألا تخرجُ بنا إلى النّخل نتحدَّث؟ فخرج، فقال: قلتُ حدِّثني ما سمعتَ من النبيِّ ﷺ في ليلة القدر؟ قال: اعتكف رسولُ الله ﷺ عشر الأوّل من رمضان، واعتكفنا معه، فأتاه جبريل، فقال: إنّ الذي تطلبُ أمامَك، فاعتكف العشر الأوسط، فاعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إنّ الذي تطلبُ أمامَك. قام النبيُّ ﷺ خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان، فقال: «من اعتكف مع النبيّ ﷺ فليرْجِع، فإنّي أُريتُ ليلة القدر وإنّي نسيهُا، وإنّها في العشْر الأواخر في وتر، وإني رأيتُ كأنّي أسجُد في طين وماء». وكان سقفُ المسجد جريد النّخل، وما نرى في السماء شيئًا، فجاءت قزعةٌ فأُمطرنا، فصلَّي بنا النبيُّ ﷺ حتى رأيتُ أثرَ الطِّين والماء على جبهة رسول الله ﷺ وأَرْنبتِه، تصديقَ رؤياه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٨١٣) عن موسى، قال: حدثنا همام، عن يحيى، عن أبي سلمة، قال (فذكره).

عن أبي سلمة قال: انطلقتُ إلى أبي سعيد الخدري، فقلت: ألا تخرجُ بنا إلى النّخل نتحدَّث؟ فخرج، فقال: قلتُ حدِّثني ما سمعتَ من النبيِّ ﷺ في ليلة القدر؟ قال: اعتكف رسولُ الله ﷺ عشر الأوّل من رمضان، واعتكفنا معه، فأتاه جبريل، فقال: إنّ الذي تطلبُ أمامَك، فاعتكف العشر الأوسط، فاعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إنّ الذي تطلبُ أمامَك. قام النبيُّ ﷺ خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان، فقال: «من اعتكف مع النبيّ ﷺ فليرْجِع، فإنّي أُريتُ ليلة القدر وإنّي نسيهُا، وإنّها في العشْر الأواخر في وتر، وإني رأيتُ كأنّي أسجُد في طين وماء». وكان سقفُ المسجد جريد النّخل، وما نرى في السماء شيئًا، فجاءت قزعةٌ فأُمطرنا، فصلَّي بنا النبيُّ ﷺ حتى رأيتُ أثرَ الطِّين والماء على جبهة رسول الله ﷺ وأَرْنبتِه، تصديقَ رؤياه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يدرك ليلة القدر ويغتنم فضلها. هذا حديث عظيم من صحيح البخاري، فيه من الفوائد والعبر ما ينبغي للمسلم أن يتأمله. وإليك الشرح المفصل له على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● انطلقتُ إلى أبي سعيد الخدري: ذهبتُ إليه لأتلقى منه العلم.
● إلى النخل: إلى بستان النخيل؛ مكان هادئ بعيد عن ضوضاء الناس للحديث والتعلّم.
● اعتكف: لزم المسجد لعبادة الله تعالى، وهو سنّة مؤكدة في رمضان وخاصة العشر الأواخر.
● عشر الأوّل، العشر الأوسط، العشر الأواخر: يقصد بها الأيام العشرة الأولى، ثم الوسطى، ثم الأخيرة من شهر رمضان.
● جبريل: هو جبريل عليه السلام، المَلَك الموكل بالوحي.
● إن الذي تطلب أمامك: أي أن ليلة القدر لم تأت بعد، وهي قادمة في الأيام التالية.
● قام النبي ﷺ خطيبًا: أي ألقى خطبة على الناس.
● فليرجع: أي فليعد إلى الاعتكاف مرة أخرى.
● أريتُ: أُظهرت لي وأُعلِمت بها.
● نسيتها: نَسيت تعيينها وتحديد ليلة معينة.
● في وتر: في الليالي الفردية؛ مثل الحادية والعشرين، الثالثة والعشرين، الخامسة والعشرين، السابعة والعشرين، التاسعة والعشرين.
● كأني أسجد في طين وماء: هذه رؤيا منامية رآها النبي ﷺ.
● سقف المسجد جريد النخل: السقف كان من سَعف النخل (أغصانه وجريده).
● قزعة: سحابة ممطرة.
● أرنبته: طرف أنفه.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سلمة أنه ذهب إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما وطلب منه الخروج إلى مكان هادئ ليحدثه بما سمعه من النبي ﷺ عن ليلة القدر.
فذكر أبو سعيد أن النبي ﷺ اعتكف العشر الأول من رمضان يطلب ليلة القدر، فاعتكف الصحابة معه، ثم جاءه جبريل عليه السلام وأخبره أن ليلة القدر لم تأت بعد وأنها في الأيام التالية. فاعتكف العشر الأوسط، فجاءه جبريل again وأخبره بأنها لم تأت بعد.
ثم قام النبي ﷺ صبيحة يوم العشرين (أي بعد انتهاء العشر الأوسط) يخطب في الناس، فأخبر من كان يعتكف معه أن يعودوا إلى الاعتكاف مرة أخرى لأن ليلة القدر في العشر الأواخر، وأنه قد أُريها (أي رآها وعرفها) ولكنّه نسي تعيينها، وأنها في الليالي الوترية (الفردية).
ثم ذكر النبي ﷺ أنه رأى في منامه أنه يسجد في طين وماء. وكان سقف المسجد النبوي من جريد النخل، أي أنه ليس مسقوفًا بالسقف المحكم، فإذا نزل المطر وصل إلى المصلين. وفعلاً جاءت سحابة ممطرة، فصلى النبي ﷺ بالناس، وتحقق ما رآه في منامه، حيث سجد في الطين والماء، وظهر أثر ذلك على جبهته وأنفه.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- اجتهاد النبي ﷺ في العبادة وطلبه ليلة القدر: فقد اعتكف العشر الأول والوسطى طلبًا لهذه الليلة المباركة، مما يدل على عظم شأنها وفضلها.
2- مشروعية الاعتكاف في رمضان: وخاصة في العشر الأواخر، اقتداءً بالنبي ﷺ وصحابته الكرام.
3- التدرج في بيان الأحكام: حيث أخبر جبريل النبيَّ ﷺ بأن ليلة القدر لم تأت في العشر الأول ولا الأوسط، ثم بين النبي ﷺ في الخطبة أنها في العشر الأواخر.
4- أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان: خاصة في الليالي الوترية (الفردية) منها، كما هو مقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة.
5- أن تعيين ليلة القدر غير ثابت: فقد أخبر النبي ﷺ أنه أُريها ثم نسيها، لحكمة عظيمة؛ وهي أن يجتهد المسلمون في جميع ليالي العشر الأواخر طلبًا للأجر، ولا يتكلوا على ليلة واحدة.
6- صدق رؤيا الأنبياء: فما يرونه في منامهم حقٌ يتحقق، كما تحققت رؤيا النبي ﷺ بالسجود في الطين والماء.
7- التواضع الجمّ للنبي ﷺ: حيث صلى وسجد في الطين والماء أمام الناس، ولم يتحرج من ذلك.
8- الاهتمام بتلقي العلم والسؤال عنه: كما فعل أبو سلمة عندما ذهب إلى أبي سعيد ليسأله عن هذا الحديث.
9- أن علامات ليلة القدر قد تكون حسية: كأن تكون ليلة طيبة، مضيئة، أو كما في هذا الحديث، تكون ممطرة. ولكن أهم علاماتها الإيمانية هي الطمأنينة والقوة في العبادة، وأنها صافية بلجة.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● الاعتكاف: هو لزوم المسجد لطاعة الله، وهو سنّة مؤكدة، ويكون بالبقاء في المسجد مع الصوم.
● لماذا أخفى الله تعالى ليلة القدر؟ حتى يجتهد العباد في الطاعة في جميع ليالي العشر، ولا يقتصروا على ليلة واحدة.
● الدعاء في ليلة القدر: من أفضل الأدعية التي يُشرع الإكثار منها: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
أسأل الله
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصلاة (٨١٣) عن موسى، قال: حدثنا همام، عن يحيى، عن أبي سلمة، قال (فذكره).
ورواه مسلم في الصيام (٢١٦: ١١٦٧) من وجه آخر عن يحيي، به إلا أنه لم يذكر فيه العشر الأول.
قوله: «أُريتُ ليلة القدر» فيه إشارة إلى الرؤية المنامية.
وقد تحققت الرؤية في تلك السنة في ليلة الإحدي والعشرين كما ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 406 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اعتكف رسول الله عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه

  • 📜 حديث: اعتكف رسول الله عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اعتكف رسول الله عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اعتكف رسول الله عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اعتكف رسول الله عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب