حديث: إذا اعتكف طرح له فراشه وسريره إلى أسطوانة التوبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

اعتكاف النبيّ ﷺ عند أسطوانة التوبة

عن ابن عمر، أنّ رسول الله ﷺ كان إذا اعتكف طُرح له فراشُه وسريره إلى أسطوانة التوبة مما يلي القبلة، ثم يستند إليها.

حسن: رواه ابن خزيمة (٢٢٣٦)، والطبراني في «الكبير» (١٢/ ٣٨٥)، و«الأوسط» (٨٠٧١)، والفاكهي في «فوائده» (٩٧) ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (٥/ ٢٤٧) كلّهم من طريق عبد العزيز بن محمد (هو الدراوردي)، عن عيسي بن عمر بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر.

عن ابن عمر، أنّ رسول الله ﷺ كان إذا اعتكف طُرح له فراشُه وسريره إلى أسطوانة التوبة مما يلي القبلة، ثم يستند إليها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" وغيره عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو يصف لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في اعتكافه في المسجد، خاصة في العشر الأواخر من رمضان.

أولاً. شرح المفردات:


● اعتَكَفَ: الاعتكاف هو لزوم المسجد بنية التقرب إلى الله تعالى، وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان.
● طُرحَ له فَراشُهُ وسَريرُهُ: أي وُضع له فراشه وسريره (وهو شيء يُنام عليه، وقد يكون من جلد أو غيره) في مكان معين في المسجد.
● أسطوانة التوبة: الأسطوانة هي العمود، والمقصود هنا أحد أعمدة المسجد النبوي الشريف. وقد سُميت "أسطوانة التوبة" لأنها كانت مكاناً يجلس عنده رجل تاب الله عليه (وهو أبو لبابة الأنصاري رضي الله عنه)، وقيل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس عندها للعبادة والذكر.
● مما يلي القبلة: أي في الجهة المواجهة للكعبة المشرفة.
● يستند إليها: أي يتكئ على هذا العمود للراحة أو للتعبد.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل في الاعتكاف، وُضع له فراشه وسريره بجوار "أسطوانة التوبة" في المسجد النبوي، وكان هذا المكان قريباً من القبلة، ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يستند إلى هذا العمود أثناء اعتكافه.
وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختار أفضل الأماكن في المسجد للاعتكاف، وهي الأماكن القريبة من القبلة، والتي لها فضل وذكرى طيبة، كما في حالة "أسطوانة التوبة".

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- استحباب الاعتكاف في المسجد: خاصة في العشر الأواخر من رمضان، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
2- اختيار أفضل الأماكن في المسجد للعبادة: كالقرب من القبلة أو الأماكن المباركة التي لها فضل، مثل أسطوانة التوبة في المسجد النبوي.
3- التيسير في العبادة: حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستند إلى العمود للراحة، مما يدل على أن العبادة لا تعني المشقة الزائدة، بل يمكن للإنسان أن يرتاح ويعود إلى عبادته بنشاط.
4- التعلق بذكرى الصالحين: فاختيار أسطوانة التوبة يدل على أهمية التذكر والاعتبار بقصص التائبين والصالحين.
5- الاهتمام بالنية والقربة إلى الله: حتى في اختيار مكان الجلوس في المسجد، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على ما يقربه إلى الله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الاعتكاف سنة مؤكدة، وله فضل عظيم، خاصة في رمضان، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر طلباً لليلة القدر.
- يجوز للمعتكف أن يتكئ على شيء في المسجد للراحة، ولا بأس بذلك ما دام لا يخرج من المسجد إلا لحاجة ضرورية.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه في العبادة، حتى في التفاصيل الصغيرة، مثل اختيار المكان المناسب في المسجد.
أسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من المتأسين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في كل شيء.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٢٢٣٦)، والطبراني في «الكبير» (١٢/ ٣٨٥)، و«الأوسط» (٨٠٧١)، والفاكهي في «فوائده» (٩٧) ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (٥/ ٢٤٧) كلّهم من طريق عبد العزيز بن محمد (هو الدراوردي)، عن عيسي بن عمر بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر.
وفي إسناده عيسي بن عمر بن موسي بن عبيد الله بن معمر القرشي التيمي حجازي، ذكره ابن حبان في «الثقات» (٨/ ٤٨٩) وقال: «يروي المقاطيع». وقال الدارقطني: «معروف يعتبر به» كما في سؤالات البرقاني (٣٨٨). وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب»: «مقبول» يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث، ولكنه لم يتابع عليه، بل تفرّد به.
وأما الدراوردي فلم يتفرّد به، بل تابعه عبد الله بن المبارك.
رواه ابن ماجه (١٧٧٤) من طريق نعيم بن حماد، حدثنا ابن المبارك، عن عيسي بن عمر بن موسي، به، فذكره، بمثل لفظ ابن خزيمة، وليس عندهما قوله: «مما يلي القبلة، ثم يستند إليها».
وفي إسناده نعيم بن حماد المروزي، صدوق يخطئ كثيرًا، كما في التقريب.
والحاصل أن مداره على عيسى بن عمر، لم يوثقه من يُعتبر بتوثيقه لكنه معروف كما قاله الدارقطني، وقد روى عنه جمعُ من الثقات، فحديثه يحتمل التحسين، والله أعلم.
وأما قول البوصيري في «مصباح الزجاجة» (٢/ ٤٣): «هذا إسناد صحيح رجاله موثقون» ففيه تساهل كما لا يخفي.
.
وأسطوانة التوبة: هي التي شدّ أبو لبابة بن عبد المنذر عليها، وهي على غير القبلة. كما قاله ابن خزيمة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 405 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا اعتكف طرح له فراشه وسريره إلى أسطوانة التوبة

  • 📜 حديث: إذا اعتكف طرح له فراشه وسريره إلى أسطوانة التوبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا اعتكف طرح له فراشه وسريره إلى أسطوانة التوبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا اعتكف طرح له فراشه وسريره إلى أسطوانة التوبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا اعتكف طرح له فراشه وسريره إلى أسطوانة التوبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب