حديث: اجاور هذه العشر الأواخر فمن اعتكف معي فليثبت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الاعتكاف في العشر الوسط، ثم نقله في العشر الأواخر من أجل طلب ليلة القدر

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: كان رسول الله ﷺ يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمُسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: «كنتُ أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثْبت في معتكفه، وقد أُريتُ هذه الليلة، ثم أُنسيتها، فابتغوها في كلّ وتر،
وقد رأيْتُني أسجُد في ماء وطين».
فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرتْ، فوكف المسجدُ في مصلّى النبيّ ﷺ ليلة إحدى وعشرين. فبصرتْ عيني رسولَ الله ﷺ ونظرتُ إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينًا وماء.

متفق عليه: رواه البخاري في فضل ليلة القدر (٢٠١٨)، ومسلم في الصيام (١١٦٧: ٢١٤) كلاهما من حديث عبد العزيز الدراوردي (وقرنه البخاري بابن أبي حازم)، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: كان رسول الله ﷺ يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمُسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: «كنتُ أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثْبت في معتكفه، وقد أُريتُ هذه الليلة، ثم أُنسيتها، فابتغوها في كلّ وتر،
وقد رأيْتُني أسجُد في ماء وطين».
فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرتْ، فوكف المسجدُ في مصلّى النبيّ ﷺ ليلة إحدى وعشرين. فبصرتْ عيني رسولَ الله ﷺ ونظرتُ إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينًا وماء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● يجاور: أي يعتكف في المسجد للعبادة.
● العشر التي في وسط الشهر: أي الأيام من الحادي عشر إلى العشرين من رمضان.
● حين يمُسي: عندما يأتي المساء.
● رجع إلى مسكنه: عاد إلى بيته.
● استهلت السماء: أمطرت بكثافة.
● وكف المسجد: سال الماء من سقف المسجد.
● مصلّى النبي ﷺ: الموضع الذي كان يصلي فيه.
● بصرتْ عيني: رأت عيني.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يعتكف في العشر الأوسط من رمضان (من 11 إلى 20) طلبًا لليلة القدر، ثم يعود إلى بيته مع من كان يعتكف معه. وفي إحدى السنوات، بقي معتكفًا في العشر الأواخر (من 21 إلى 30) وأخبر الصحابة أنه قد بدا له -أي ظهر له واتضح- أن يعتكف العشر الأواخر بدلاً من الأوسط، فأمر من كان معه في الاعتكاف أن يثبتوا في معتكفهم.
ثم أخبرهم أنه رأى ليلة القدر في منامه، لكنه نسيها بعد أن استيقظ، فأمرهم بطلبها في الليالي الوترية من العشر الأواخر (ليالي 21، 23، 25، 27، 29). كما أخبرهم أنه رأى في منامه أنه يسجد في ماء وطين، وذلك إشارة إلى أن ليلة القدر ستكون في ليلة ممطرة.
وفعلاً، في تلك الليلة (ليلة 21) أمطرت السماء، وتساقط الماء من سقف المسجد، ورأى أبو سعيد الخدري رسول الله ﷺ بعد صلاة الصبح وعلى وجهه أثر الطين والماء من السجود.

3. الدروس المستفادة:


● مشروعية الاعتكاف: خاصة في العشر الأواخر من رمضان طلبًا لليلة القدر.
● اجتهاد النبي ﷺ في العبادة: حيث كان يزيد من اجتهاده في العشر الأواخر.
● الليالي الوترية أفضل لطلب ليلة القدر: كما أمر النبي ﷺ بذلك.
● التواضع في العبادة: حيث سجد النبي ﷺ في الماء والطين ولم يهتم لذلك.
● الاقتداء بالنبي ﷺ: في الاجتهاد في الطاعة في أوقات الفضل.

4. معلومات إضافية:


- الاعتكاف سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، ويكون باللبث في المسجد مع الصوم.
- ليلة القدر هي ليلة مباركة، قال الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في العشر الأواخر بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن.
أسأل الله أن يوفقنا لاغتنام أوقات الخير، وأن يبلغنا ليلة القدر، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضل ليلة القدر (٢٠١٨)، ومسلم في الصيام (١١٦٧: ٢١٤) كلاهما من حديث عبد العزيز الدراوردي (وقرنه البخاري بابن أبي حازم)، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. واللفظ للبخاري.
وأما مسلم فأحال على رواية بكر بن مضر، عن ابن الهاد، به. ولفظه متقارب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 409 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اجاور هذه العشر الأواخر فمن اعتكف معي فليثبت

  • 📜 حديث: اجاور هذه العشر الأواخر فمن اعتكف معي فليثبت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اجاور هذه العشر الأواخر فمن اعتكف معي فليثبت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اجاور هذه العشر الأواخر فمن اعتكف معي فليثبت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اجاور هذه العشر الأواخر فمن اعتكف معي فليثبت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب