حديث: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من علامات ليلة القدر

عن زرّ بن حبيش يقول: سألت أُبَيَّ بن كعب رضي الله عنه، فقلت: إنّ أخاك ابن مسعود يقول: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر؟ فقال: ﵀ أراد أن لا يتّكل الناس، أَمَا إنه قد علم أنها في رمضان، وأنّها في العشر الأواخر، وأنّها ليلة سبع وعشرين -ثم حلف لا يستثني- أنّها ليلة سبع وعشرين. فقلت: بأيِّ شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله ﷺ: «أنّها تطلُعُ يومئذ لا شعاع لها».

صحيح: رواه مسلم في الصيام (٧٦٢: ٢٢٠) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبدة وعاصم بن أبي النجود، سمعا زرّ بن حبيش يقول (فذكره).

عن زرّ بن حبيش يقول: سألت أُبَيَّ بن كعب ﵁، فقلت: إنّ أخاك ابن مسعود يقول: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر؟ فقال: ﵀ أراد أن لا يتّكل الناس، أَمَا إنه قد علم أنها في رمضان، وأنّها في العشر الأواخر، وأنّها ليلة سبع وعشرين -ثم حلف لا يستثني- أنّها ليلة سبع وعشرين. فقلت: بأيِّ شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله ﷺ: «أنّها تطلُعُ يومئذ لا شعاع لها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل زر بن حبيش عن الصحابي العظيم أُبي بن كعب رضي الله عنهما، يتعلق بليلة القدر ووقتها، وفيه حوار بين علمين من أعلام الصحابة.

أولاً. شرح المفردات:


● يَقُم الحول: أي يصم أو يقوم الليل سنة كاملة.
● يُصِب ليلة القدر: يدرك فضلها وثوابها.
● لا يتّكل الناس: أي لا يعتمدوا ويتكاسلوا عن طلبها في رمضان.
● حلف لا يستثني: أي أقسم يميناً مؤكداً دون أن يقول "إن شاء الله".
● بالعلامة أو بالآية: أي بالعلامة التي جعلها الله دليلاً على تلك الليلة.
● تطلع يومئذ لا شعاع لها: أي تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، كالقمر ليلة البدر.

ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن زر بن حبيش سأل أُبي بن كعب عن قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من يقم الحول يصب ليلة القدر"، فرد عليه أُبي موضحاً أن ابن مسعود لم يقصد أن ليلة القدر ليست في رمضان، بل قصد الحث على الاجتهاد في العبادة طوال العام حتى لا يتكاسل الناس عن الطاعة خارج رمضان، ويظنوا أن الخير كله محصور في رمضان فقط.
ثم أكد أُبي بن كعب أن ليلة القدر هي في رمضان قطعاً، وفي العشر الأواخر منه تحديداً، ثم حلف بدون استثناء (أي لم يقل إن شاء الله) أنها ليلة سبع وعشرين. وعندما سأله زر عن دليله على ذلك، أجاب بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بعلامة تدل على تلك الليلة، وهي أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، كأنها طست (أي مثل القمر في وضوحه وعدم إشراقه الشديد).

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- حرص الصحابة على معرفة الحق: وهذا يدل على حرصهم على العلم والفهم الصحيح للدين.
2- الأخذ باليقين والعلامات الشرعية: أُبي بن كعب اعتمد على العلامة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أهمية الأخذ بالأدلة الشرعية.
3- الحكمة في بيان الأحكام: ابن مسعود أراد أن يحفز الناس على الاجتهاد في العبادة طوال العام، وهذا من فقهه رضي الله عنه.
4- ليلة القدر في العشر الأواخر: الحديث يؤكد أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وليس في غيرها.
5- جواز الحلف على العلم اليقيني: إذا كان الإنسان متأكداً من أمرٍ شرعي، جاز له الحلف عليه.

رابعاً. معلومات إضافية:


● ليلة القدر: هي ليلة مباركة، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 1-3].
● الاجتهاد في العبادة: يستحب الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، حيث كان يحيي الليل ويوقظ أهله للصلاة والعبادة.
● علامات ليلة القدر: منها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها، وأنها ليلة طلقة بلجة (أي واضحة مضيئة)، لا حارة ولا باردة.
نسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيام (٧٦٢: ٢٢٠) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبدة وعاصم بن أبي النجود، سمعا زرّ بن حبيش يقول (فذكره). وعبدة هو ابن أبي لبابة.
وفي سنن أبي داود (١٣٧٨) وغيره: «تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطّست ليس لها شعاع حتى ترتفع».
والطّست أي مظلمة لا ضوء لها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 367 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر

  • 📜 حديث: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب