حديث: التماس ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان

عن عبد الله بن عباس، قال: كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد ﷺ، فيقول لي: لا تكلم حتى يتكلموا. قال: فدعاهم، فسألهم عن ليلة القدر، فقال: أرأيتم قول رسول الله ﷺ: «التمسوها في العشر الأواخر». أي ليلة ترونها؟ فقال بعضهم: ليلة إحدى، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال آخر: خمس، وأنا ساكت. قال: فقال: ما لك لا تتكلّم؟ قال: قلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين! تكلّمت؟ قال: فقال: ما أرسلتُ إليك إلا لتتكلّم. قال: فقلت: أحدّثكم برأيي؟ قال: عن ذلك نسألك. قال: فقلت: السبع. رأيتُ الله عز وجل ذكر سبع سماوات، ومن الأرض سبعًا، وخلق الإنسان من سبع، ونبت الأرض سبع. قال: فقال: هذا أخبرتني ما أعلم، أرأيت مالا أعلم ما هو قولك: نبت الأرض من سبع؟ قال: فقلت: إن الله يقول: ﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ [سورة عبس: ٢٦ - ٣١]. والأب: نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس. قال: فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه بعد، إني والله! ما أرى القول إلا كما قلت. وقال: قد كنتُ أمرتُك أن لا تكلم حتى يتكلموا، وإني آمرك أن تتكلم معهم.

حسن: رواه الإمام أحمد (٨٥)، والبزار (٢١٠)، وأبو يعلى (١٦٥)، وصححه ابن خزيمة (٢١٧٢)، والحاكم (١/ ٤٣٧ - ٤٣٨) كلهم من حديث عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس، قال: كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد ﷺ، فيقول لي: لا تكلم حتى يتكلموا. قال: فدعاهم، فسألهم عن ليلة القدر، فقال: أرأيتم قول رسول الله ﷺ: «التمسوها في العشر الأواخر». أي ليلة ترونها؟ فقال بعضهم: ليلة إحدى، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال آخر: خمس، وأنا ساكت. قال: فقال: ما لك لا تتكلّم؟ قال: قلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين! تكلّمت؟ قال: فقال: ما أرسلتُ إليك إلا لتتكلّم. قال: فقلت: أحدّثكم برأيي؟ قال: عن ذلك نسألك. قال: فقلت: السبع. رأيتُ الله ﷿ ذكر سبع سماوات، ومن الأرض سبعًا، وخلق الإنسان من سبع، ونبت الأرض سبع. قال: فقال: هذا أخبرتني ما أعلم، أرأيت مالا أعلم ما هو قولك: نبت الأرض من سبع؟ قال: فقلت: إن الله يقول: ﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ [سورة عبس: ٢٦ - ٣١]. والأب: نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس. قال: فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه بعد، إني والله! ما أرى القول إلا كما قلت. وقال: قد كنتُ أمرتُك أن لا تكلم حتى يتكلموا، وإني آمرك أن تتكلم معهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفيه دروس وعبر جليلة.

شرح المفردات:


● يدعوني: يطلب مني الحضور.
● أصحاب محمد ﷺ: كبار الصحابة من أهل بدر والمشورة.
● لا تكلم حتى يتكلموا: لا تتحدث قبل أن يتحدث كبار الصحابة.
● التمسوها في العشر الأواخر: اطلبوها في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان.
● شؤون رأسه: شعره، كناية عن صغر سنه.
● الأبّ: النبات الذي ترعاه الدواب.

شرح الحديث:


كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعو عبد الله بن عباس مع كبار الصحابة للمشورة، مع أنه كان صغير السن، ولكنه كان يمنعه من الكلام قبلهم تأدبًا واحترامًا لكبار الصحابة. وفي هذه المرة سألهم عن ليلة القدر التي أمر النبي ﷺ بتحريها في العشر الأواخر من رمضان، فاختلف كبار الصحابة في تعيينها، فسأل عمر ابن عباس فقال: إن أذنت لي تكلمت؟ فأذن له، فأجاب بأنها ليلة سبع وعشرين، واستدل على ذلك بعدة أدلة من القرآن الكريم، منها:
1. ذكر الله سبع سماوات.
2. وذكر سبع أرضين.
3. وخلق الإنسان من سبع (أي من مراحل).
4. وأنبت الأرض من سبع، واستشهد بقوله تعالى: ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾.
فأقره عمر على ذلك، واعترف بعلمه وفقهه، وأمره بعد ذلك أن يتكلم مع كبار الصحابة.

الدروس المستفادة:


1- احترام الكبار وتقديرهم: حيث كان عمر يمنع ابن عباس من الكلام قبل كبار الصحابة أدبًا معهم.
2- الحكمة في التعامل مع الصغار: حيث كان عمر يدعو ابن عباس مع كبار الصحابة ليتعلم ويربيه على المشورة.
3- الاستدلال بالقرآن في الأمور الشرعية: حيث استدل ابن عباس بالقرآن على ترجيح ليلة سبع وعشرين.
4- الاعتراف بالفضل لأهله: حيث اعترف عمر بفضل ابن عباس وعلمه رغم صغر سنه.
5- التواضع في طلب العلم: حيث سأل عمر الصحابة ولم يستنكف من استشارة الصغير.
6- فضل ليلة القدر وخصوصًا ليلة سبع وعشرين: حيث رجحها ابن عباس واستدل عليها.

معلومات إضافية:


- ليالي القدر في العشر الأواخر من رمضان، وأوتارها آكد، وخاصة ليلة سبع وعشرين.
- استدل جماعة من العلماء بحديث ابن عباس هذا على فضل ليلة سبع وعشرين.
- قصة ابن عباس مع عمر show أن الفقه والعلم ليسا محصورين في الكبار، بل قد يكون الصغير أفقه من الكبير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٨٥)، والبزار (٢١٠)، وأبو يعلى (١٦٥)، وصححه ابن خزيمة (٢١٧٢)، والحاكم (١/ ٤٣٧ - ٤٣٨) كلهم من حديث عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره. والسياق لابن خزيمة.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
وإسناده حسن من أجل عاصم بن كليب، فإنه حسن الحديث.
وذكره الإمام أحمد مختصرًا عن عاصم بن كليب، قال: أبي فحدثتُ به ابن عباس، قال: وما أعجبك من ذلك؟ كان عمر إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد ﷺ دعاني معهم، فقال: لا تكلم حتى يتكلموا. قال: فدعانا ذات يوم أو ذات ليلة، فقال: إنّ رسول الله ﷺ قال في ليلة القدر ما قد علمتم: «فالتمسوها في العشر الأواخر وترًا» ففي أي الوتر ترونها؟».
ورواه البيهقي (٤/ ٣١٣) من طريق عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة وعاصم أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عباس: دعا عمر أصحاب النبيّ ﷺ فسألهم عن ليلة القدر، فأجمعوا أنها في العشر الأواخر. فقلت لعمر: إني لأعلم، وإني لأظن أي ليلة هي؟ قال: وأيّ ليلة هي؟ قلت: سابعة تمضي، أو سابعة تبقى من العشر الأواخر. قال: ومن أين تعلم؟ قلت: خلق الله سبع سماوات، وسبع أرضين، وسبعة أيام، وإنّ الدهر يدور في سبع، وخلق الإنسان فيأكل ويسجد على سبعة أعضاء، والطواف سبع، والجبال سبع. فقال عمر: لقد فطنتَ لأمر ما فطنا له».
قال البيهقي في «فضائل الأوقات» (ص ٢٤٤) نقلًا عن شيخه الحليمي: «وكلّ هذا استدلال، وليس بيقين، وقد كان رسول الله ﷺ يعلمها في الابتداء غير أنه لم يكن مأذونا له في الإخبار بها لئلا يتكلوا على علمها فيحيوها دون سائر الليالي ...».
وفي الباب عن ابن مسعود، قال: إنّ رجلًا أتى النبيَّ ﷺ، فقال: متى ليلة القدر؟ قال: «ومن يذكر منكم ليلة الصهباوات؟». قال عبد الله: أنا بأبي أنت وأمي، وإنّ في يدي لتمرات أتسحّر بهن مستترًا بمؤخرة رحْلي من الفجر، وذلك حين طلع الفجر».
رواه الإمام أحمد (٣٥٦٥، ٣٧٦٤)، وأبو يعلي (٥٣٩٣)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١٥٢)، والطحاوي في شرحه (٤٥٤٨) كلهم من طريق المسعودي، عن سعيد بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.
وفيه انقطاع فإنّ أبا عبيدة وهو ابن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه.
والمسعوديّ هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة اختلط بآخره إلا أن في بعض طرقه من سمع منه قبل الاختلاط منهم شيخ الإمام أحمد عمرو بن الهيثم أبو قطن، قال: حدثنا المسعودي. فانحصرت العلة في الانقطاع.
وقوله: «ليلة الصهباوات«فسّروها بليلة سبع وعشرين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 401 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التماس ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان

  • 📜 حديث: التماس ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التماس ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التماس ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التماس ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب