حديث: علي يجد ديناراً ويأخذ به دقيقاً ولحماً لأهل البيت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز الأكل قبل التعريف للحاجة

عن سهل بن سعد أخبره أن علي بن أبي طالب دخل على فاطمة، وحسن وحين يبكيان، فقال: ما يبكيهما؟ قالت: الجوع. فخرج علي، فوجد دينارا بالسوق، فجاء إلى فاطمة، فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي، فخذ لنا دقيقا، فجاء اليهودي، فاشترى به دقيقا، فقال اليهودي: أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول اللَّه؟ قال: نعم. قال: فخذ دينارك، ولك الدقيق. فخرج علي حتى جاء به فاطمة، فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان الجزار، فخذ بدرهم لحما، فذهب، فرهن الدينار بدرهم لحم، فجاء به، فعجنت، ونصبت، وخبزت، وأرسلت إلى أبيها، فجاءهم، فقالت: يا رسول اللَّه، أذكر لك، فإن رأيته لنا حلالا أكلناه وأكلت، من شأنه كذا وكذا. فقال: «كلوا باسم اللَّه». فأكلوا منه، فبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد اللَّه والإسلام الدينار، فأمر رسول اللَّه ﷺ، فدعي له، فسأله،
فقال: سقط مني في السوق. فقال النبي ﷺ: «يا علي، اذهب إلى الجزار، فقل له: إن رسول اللَّه ﷺ يقول لك: أرسل إلي بالدينار، ودرهمك علي». فأرسل به، فدفعه رسول اللَّه ﷺ إليه.

حسن: رواه أبو داود (١٧١٦) عن جعفر بن مسافر التنيسي، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أخبره فذكره.

عن سهل بن سعد أخبره أن علي بن أبي طالب دخل على فاطمة، وحسن وحين يبكيان، فقال: ما يبكيهما؟ قالت: الجوع. فخرج علي، فوجد دينارا بالسوق، فجاء إلى فاطمة، فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي، فخذ لنا دقيقا، فجاء اليهودي، فاشترى به دقيقا، فقال اليهودي: أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول اللَّه؟ قال: نعم. قال: فخذ دينارك، ولك الدقيق. فخرج علي حتى جاء به فاطمة، فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان الجزار، فخذ بدرهم لحما، فذهب، فرهن الدينار بدرهم لحم، فجاء به، فعجنت، ونصبت، وخبزت، وأرسلت إلى أبيها، فجاءهم، فقالت: يا رسول اللَّه، أذكر لك، فإن رأيته لنا حلالا أكلناه وأكلت، من شأنه كذا وكذا. فقال: «كلوا باسم اللَّه». فأكلوا منه، فبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد اللَّه والإسلام الدينار، فأمر رسول اللَّه ﷺ، فدعي له، فسأله،
فقال: سقط مني في السوق. فقال النبي ﷺ: «يا علي، اذهب إلى الجزار، فقل له: إن رسول اللَّه ﷺ يقول لك: أرسل إلي بالدينار، ودرهمك علي». فأرسل به، فدفعه رسول اللَّه ﷺ إليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه سهل بن سعد رضي الله عنه:

الحديث:


عن سهل بن سعد أخبره أن علي بن أبي طالب دخل على فاطمة، وحسن وحسين يبكيان، فقال: ما يبكيهما؟ قالت: الجوع. فخرج علي، فوجد دينارا بالسوق، فجاء إلى فاطمة، فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي، فخذ لنا دقيقا، فجاء اليهودي، فاشترى به دقيقا، فقال اليهودي: أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول اللَّه؟ قال: نعم. قال: فخذ دينارك، ولك الدقيق. فخرج علي حتى جاء به فاطمة، فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان الجزار، فخذ بدرهم لحما، فذهب، فرهن الدينار بدرهم لحم، فجاء به، فعجنت، ونصبت، وخبزت، وأرسلت إلى أبيها، فجاءهم، فقالت: يا رسول اللَّه، أذكر لك، فإن رأيته لنا حلالا أكلناه وأكلت، من شأنه كذا وكذا. فقال: «كلوا باسم اللَّه». فأكلوا منه، فبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد اللَّه والإسلام الدينار، فأمر رسول اللَّه ﷺ، فدعي له، فسأله، فقال: سقط مني في السوق. فقال النبي ﷺ: «يا علي، اذهب إلى الجزار، فقل له: إن رسول اللَّه ﷺ يقول لك: أرسل إلي بالدينار، ودرهمك علي». فأرسل به، فدفعه رسول اللَّه ﷺ إليه.


1. شرح المفردات:


● يُبكيان: يصرخان ويبكيان من شدة الجوع.
● الدينار: عملة ذهبية كانت متداولة في ذلك الزمن.
● الختن: الصهر، أي زوج البنت، والمقصود هنا أن عليًا هو زوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● رهن الدينار: جعله ضمانًا عند الجزار مقابل اللحم.
● ينشد الله والإسلام: ينادي ويطلب بالله وبالإسلام أن يعينه في العثور على ديناره.
● درهمك علي: أي سأرد لك الدرهم لاحقًا.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بحالة الفقر الشديد التي عاشها علي وفاطمة رضي الله عنهما، حيث كان الحسن والحسين يبكيان من الجوع. خرج علي رضي الله عنه إلى السوق فوجد دينارًا على الأرض، فأخبر فاطمة بذلك، فأمرته أن يشتري به دقيقًا من يهودي.
عندما ذهب إلى اليهودي، سأله اليهودي: "أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول الله؟" فأجابه علي بنعم، فوهب له اليهودي الدقيق مجانًا وأعاده الدينار تكريمًا لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم طلبت فاطمة من علي أن يشتري لحمًا من الجزار، فذهب ورهن الدينار عند الجزار وأخذ لحماً بقيمة درهم.
عندما طبخت فاطمة الطعام وأكلوا، جاء غلام يبحث عن ديناره الضائع، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإرجاع الدينار إليه بعد أن تحقق من أنه هو صاحبه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الصبر على الفقر والجوع: فقد تحمل علي وفاطمة رضي الله عنهما الفقر بصبر عظيم، وهما من أهل بيت النبوة.
2- التكريم الإلهي لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: حيث أكرم الله عليًا وفاطمة بتكريم اليهودي لهما، وهذا من بركة قرابتهما من رسول الله.
3- الحرص على الحلال: على الرغم من حاجتهم الشديدة، لم يأكلوا حتى استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم وتحققوا من حلالية المال.
4- الأمانة والصدق: رغم أن الدينار وجده علي على الأرض، إلا أنهم لم يطيبوا لأنفسهم الأكل من مال مشكوك فيه حتى يتأكدوا من حله.
5- رد الحقوق إلى أصحابها: عندما عرفوا صاحب الدينار، سارعوا إلى إرجاعه إليه.
6- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل بحثوا عن الطعام، ولكن مع التوكل على الله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على شدة فقر علي وفاطمة رضي الله عنهما، ومع ذلك كانا من أكثر الناس قناعةً وصبرًا.
- فيه دليل على أن اليهود كانوا يعيشون في المدينة ويتعاملون مع المسلمين، وأن بعضهم كان يكن الاحترام للنبي صلى الله عليه وسلم وأهله.
- الحديث يظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تطبيق العدل ورد المال إلى صاحبه حتى لو كان من غير المسلمين.
- يستفاد منه أن الرهن جائز في الإسلام عند الحاجة.
- فيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث أكل من طعام ابنته ولم يستنكف من ذلك.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧١٦) عن جعفر بن مسافر التنيسي، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أخبره فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في موسى بن يعقوب، فضعفه ابن المديني والنسائي، ووثّقه ابن معين، وقال أبو داود: «صالح الحديث». وقال ابن عدي: «لا بأس به عندي». فمثله يحسن حديثه إذا لم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
وقد رويت هذه القصة من أوجه كثيرة، بعضها لا تصح. انظر مجمع الزوائد (٣/ ١٦٩ - ١٧٠)، ولكن مجموعها تدل على أن له أصلا، أورد بعضها عبد الرزاق (١٠/ ١٤٠ - ١٤٢).
وقد اعترض على هذا الحديث بأنه أنفقه قبل التعريف.
فأجيب لعل ذلك لوقوع الاضطرار إليه، كما تدل عليه القصة، على أن صاحبه إن جاء يرد إليه، وهذا الذي حصل.
وقيل: إنه لم يشترط مضي سنة في قليل اللقطة.
وروي في هذه القصة عن عطاء بن يسار، عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ أمره أن يعرفه، فلم يعرف. وهو بعيد.
ذكر بعض هذه الوجوه البيهقي في السنن الكبرى (٦/ ١٩٤)، ثم قال: «والأحاديث التي وردت في اشتراط التعريف سنة في جواز الأكل أصح وأكثر، فهي أولى».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: علي يجد ديناراً ويأخذ به دقيقاً ولحماً لأهل البيت

  • 📜 حديث: علي يجد ديناراً ويأخذ به دقيقاً ولحماً لأهل البيت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: علي يجد ديناراً ويأخذ به دقيقاً ولحماً لأهل البيت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: علي يجد ديناراً ويأخذ به دقيقاً ولحماً لأهل البيت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: علي يجد ديناراً ويأخذ به دقيقاً ولحماً لأهل البيت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب