حديث: ضالة الغنم لك أو لأخيك أو للذئب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ضالة الإبل والغنم

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ، وسئل عن ضالة الغنم، فقال: «هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». وسئل عن ضالة الإبل، فقال: «ما لك ولها؟ ومعها سقاؤها، أو سقاؤه وحذاؤه، دعه حتى يجد ربه».

حسن: رواه البزار -كشف الأستار (١٣٦٤) - عن محمد بن مسكين، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ، وسئل عن ضالة الغنم، فقال: «هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». وسئل عن ضالة الإبل، فقال: «ما لك ولها؟ ومعها سقاؤها، أو سقاؤه وحذاؤه، دعه حتى يجد ربه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله أهمية كبيرة في بيان أحكام الضوال في الشريعة الإسلامية. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● ضالة الغنم: الشاة أو المعز التي تضل عن صاحبها وتضيع.
● ضالة الإبل: الإبل التي تضل عن صاحبها.
● سقاؤها: يعني الإناء الذي يحمل فيه الماء لسقيا الإبل، وهو كناية عن قدرتها على تحمل العطش والسير لمسافات طويلة.
● حذاؤه: يعني أخفافها التي تمشي بها، وهي كناية عن قوتها وقدرتها على المشي والبحث عن الماء والكلأ.

ثانيًا. شرح الحديث:


سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم ضالة الغنم التي يجدها الإنسان، فقال: «هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». وهذا يعني أن الشاة الضالة معرضة للهلاك أو للأكل من قبل الذئاب، ولذلك أبيح للواجد أن يأخذها ويحفظها ثم يبحث عن صاحبها ليعيدها إليه، أو أن يأكلها إذا يئس من العثور على صاحبها بعد البحث والانتظار، لأن تركها يعني إضاعتها وهلاكها.
أما الإبل الضالة فقال صلى الله عليه وسلم: «ما لك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها، دعه حتى يجد ربه». وهذا يعني أن الإبل قوية وقادرة على الاعتماد على نفسها في البقاء، فهي تستطيع السير لمسافات بعيدة للبحث عن الماء والمرعى، وتستطيع الدفاع عن نفسها من الحيوانات المفترسة. لذلك لا يجوز للواجد أن يأخذها، بل يتركها حتى يجدها صاحبها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحكمة التشريعية: يظهر في هذا الحديث حكمة الشريعة الإسلامية في مراعاة طبيعة الحيوانات وقدرتها على البقاء، فما كان ضعيفًا معرضًا للهلاك أبيح أخذه حفظًا له، وما كان قويًا قادرًا على البقاء منع أخذه حفظًا لحق المالك.
2- احترام الملكية الخاصة: الحديث يؤكد على ضرورة احترام ملكية الآخرين، وعدم الاستيلاء على ما ليس لنا بحق.
3- التفريق بين أنواع الضوال: ليس كل ضالة حكمها واحدًا، بل يختلف الحكم باختلاف نوعها وقدرتها على البقاء.
4- التيسير ورفع الحرج: الشريعة جاءت بالتيسير ورفع الحرج عن الناس، فلو كانت الضالة معرضة للهلاك أبيح أخذها حفظًا لها.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في باب اللقطة والضوال، وقد ذكره الفقهاء في كتبهم عند الحديث عن أحكام اللقطة.
- الضالة التي يأخذها الإنسان يجب عليه أن يعرفها ويشهد عليها، ثم يبحث عن صاحبها، فإن وجده دفعها إليه، وإلا فهي كاللقطة يحفظها حتى يأتي صاحبها.
- الإبل الضالة لا تؤخذ، ولكن إذا خشي عليها من الهلاك أو السرقة، فإنه يمكن إرشادها إلى مكان آمن أو إبلاغ السلطات المختصة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرد ضوال المسلمين إلى أهلها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار -كشف الأستار (١٣٦٤) - عن محمد بن مسكين، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
قال البزار: «لا نعلمه عن القعقاع، عن أبي صالح إلا من حديث يحيى».
وقال الهيثمي في المجمع (٤/ ١٦٧): «رواه البزار والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلا أن يحيى بن أيوب -وهو الغافقي- وإن كان من رجال الصحيح إلا أنه لا يرتقي إلى درجة ثقة، ولكنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: ضالة الغنم لك أو لأخيك أو للذئب

  • 📜 حديث: ضالة الغنم لك أو لأخيك أو للذئب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ضالة الغنم لك أو لأخيك أو للذئب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ضالة الغنم لك أو لأخيك أو للذئب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ضالة الغنم لك أو لأخيك أو للذئب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب