حديث: خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ضالة الإبل والغنم

عن زيد بن خالد الجهني أن رجلا سأل رسول اللَّه ﷺ عن اللقطة، فقال: «عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها وعناصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه». فقال: يا رسول اللَّه، فضالة الغنم؟ فقال: «خذها؛ فإنما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». قال: يا رسول اللَّه، فضالة الإبل؟ فغضب رسول اللَّه ﷺ حتى احمرت وجنتاه -أو احمر وجهه- وقال: «ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها حتى يأتيها ربها».

صحيح: رواه أبو داود (١٧٠٤)، والترمذي (١٣٧٣) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني فذكره.

عن زيد بن خالد الجهني أن رجلا سأل رسول اللَّه ﷺ عن اللقطة، فقال: «عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها وعناصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه». فقال: يا رسول اللَّه، فضالة الغنم؟ فقال: «خذها؛ فإنما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». قال: يا رسول اللَّه، فضالة الإبل؟ فغضب رسول اللَّه ﷺ حتى احمرت وجنتاه -أو احمر وجهه- وقال: «ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها حتى يأتيها ربها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:


عن زيد بن خالد الجهني أن رجلاً سأل رسول الله ﷺ عن اللقطة، فقال: «عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه». فقال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟ فقال: «خذها؛ فإنما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». قال: يا رسول الله، فضالة الإبل؟ فغضب رسول الله ﷺ حتى احمرت وجنتاه -أو احمر وجهه- وقال: «ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها حتى يأتيها ربها».

1. شرح المفردات:


● اللقطة: المال المفقود من صاحبه الذي يجده الإنسان.
● عرفها: أعلن عنها وابحث عن صاحبها.
● وكاءها: الخيط أو الرباط الذي تربط به.
● عفاصها: الوعاء الذي تكون فيه (كالكيس أو الجراب).
● استنفق بها: انفقها واحتفظ بها كمال لك.
● فضالة الغنم: الشاة الضالة التي لا يعرف صاحبها.
● حذاؤها: خفها الذي يقيم سيرها ويحميها من المشي.
● سقاؤها: ما تحمله من الماء في كرشها لشربها.

2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أحكام المفقودات المختلفة، حيث قسمها إلى ثلاثة أنواع:
أولاً: اللقطة (الأموال المفقودة):
أمر النبي ﷺ من يجد لقطة أن يعرفها (يعلن عنها) لمدة سنة كاملة، مع وصف دقيق لوعائها ورباطها لتمييزها، وبعد ذلك يجوز له الانتفاع بها. فإذا جاء صاحبها لاحقاً وجب ردها إليه.
ثانياً: فضالة الغنم (الضالة من الغنم):
أباح ﷺ أخذ الشاة الضالة لأنها لا تقوى على حماية نفسها من المخاطر كالذئاب، وهي معرضة للهلاك، فأمر بأخذها حفظاً لها، فهي "لك أو لأخيك أو للذئب" أي إما أن تأخذها أنت لحمايتها، أو يأخذها شخص آخر، أو تأكلها الذئاب.
ثالثاً: فضالة الإبل (الضالة من الإبل):
غضب النبي ﷺ عندما سُئل عن أخذ الإبل الضالة، لأن الإبل قوية وتستطيع الاعتماد على نفسها، حيث تحمل طعامها وماءها ("معها حذاؤها وسقاؤها")، فلا يجوز أخذها بل تترك حتى يجدها صاحبها.

3. الدروس المستفادة:


● الرحمة بالحيوان: التفريق في المعاملة بين الحيوانات حسب طبيعتها وقدرتها على البقاء.
● حرمة المال: تحريم أخذ مال الغير بغير حق، والإجراءات المشروعة للتعامل مع المفقودات.
● الحكمة التشريعية: مراعاة الظروف والاختلاف في الأحكام حسب طبيعة الأشياء.
● غضب النبي ﷺ لله: يدل على أن غضبه كان لله تعالى دفاعاً عن الحق ومنعاً للاعتداء على property الآخرين.

4. معلومات إضافية:


- الحديث متفق عليه (أخرجه البخاري ومسلم).
- يستدل به العلماء على تفصيل أحكام اللقطة والضوال في كتب الفقه.
- يظهر الحديث عدل الشريعة الإسلامية ومراعاتها لمصالح الخلق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٠٤)، والترمذي (١٣٧٣) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني فذكره.
قال أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد وربيعة بإسناد قتيبة ومعناه، وزاد فيه: «فإن جاء باغيها فعرف عقاصها وعددها فادفعها إليه». وقال حماد أيضًا: عن عبيد اللَّه بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ مثله.
قال أبو داود: وهذه الزيادة التي زاد حماد بن سلمة في حديث سلمة بن كهيل ويحيى بن سعيد وعبيد اللَّه وربيعة: «إن جاء صاحبها فعرف عفاصها وراءها فدفعها إليه». ليست بمحفوظة: «فعرف عفاصها ووكاءها».
كذا قال أبو داود ﵀ وهذه الزيادة ذكرها مسلم في صحيحه، كما مضى، وإن حماد ابن سلمة لم ينفرد بها، ولذا تعقبه المنذري، فقال:
«وهذه الزيادة قد أخرجها مسلم في صحيحه من حديث حماد بن سلمة، وقد أخرجه الترمذي والنسائي من حديث سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل بهذه الزيادة، كما قدمنا، وذكر مسلم في صحيحه أن سفيان الثوري وزيد بن أبي أنيسة وحماد بن سلمة ذكروا هذه الزيادة، فقد تبين أن حماد ابن سلمة لم ينفرد بهذه الزيادة، فقد تابعه عليها. من ذكرناه». انتهى كلام المنذري.
وفي قوله من رواية حماد: «فإن جاء صاحبها فعرف عددها ووكاءها فادفعها إليه». دليل على أن صاحب اللقطة إذا جاء وعرف عناصها وعددها ندفع إليه اللقطة، ولا يطلب منه البينة على ذلك، وبه قال مالك، وأحمد. وقال ابن عبد البر: «والحديث حجة لهم».
وقال الشافعي: «إذا عرف الرجل العفاص والوكاء والعدد والوزن، ووقع في نفسه أنه صادق، فله أن يعطيه، ولا أجيزه إلا ببينة تقوم عليها، كما تقوم على الحقوق». انظر تفصيله في الأم (٤/ ٤٦).
قال الخطابي: «ظاهر الحديث يوجب دفعها إليه إذا أصاب الصفة، وهي فائدة قوله: «عفاصها ووكاءها». فإن صحت هذه اللفظة في رواية حماد، وهي قوله: فعرف عددها فادفعها إليه، كان ذلك أمرا لا يجوز خلافه، وإن لم يصح فالاحتياط مع من لم ير الرد إلا ببينة لقوله: «البينة على المدعي».
قال الأعظمي: حديث حماد بن سلمة صحيح ثابت، كما تقدم، وأنه لم ينفرد بهذه الزيادة؛ فالأخذ بها واجب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب

  • 📜 حديث: خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب