حديث: من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ بنة فلا شيء عليه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ضالة الإبل والغنم
قال: وسئل عن اللقطة، فقال: «ما كان منها في طريق الميناء أو القرية الجامعة فعرفها سنة، فإن جاء طالبها فادفعها إليه، وإن لم يأت فهي لك، وما كان في الخراب يعني ففيها وفي الركاز الخمس».
حسن: رواه أبو داود (١٧١٠)، والترمذي (١٢٨٨)، والنسائي (٤٩٥٨)، وابن ماجه (٢٥٩٦) كلهم عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد اللَّه بن عمرو بن العاص فذكر الحديث، إلا ابن ماجه فرواه من وجه آخر عن الوليد بن كثير، عن عمرو بن شعيب، واللفظ لأبي داود، وعند الآخرين مختصرا.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين عدد من الأحكام الشرعية المهمة المتعلقة بالممتلكات والأموال، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
أولاً. شرح المفردات:
● الثمر المعلق: هو الثمر الذي لا يزال على الشجر ولم يُجْذَث (لم يُقطف بعد).
● بفيه: أي بفمه، أي يأكله مباشرة دون حمله.
● ذي حاجة: الشخص المحتاج، كالمسافر أو الجائع الذي ليس معه طعام.
● غير متخذ بنة: "بِنَّة" هي الوعاء أو الجراب. أي أنه لا يتخذ هذا الأكل وسيلة لجمع الثمر وحمله.
● يؤويه الجرين: "الجرين" هو مكان تجميع التمر بعد جنيه وتجفيفه (البيدر). "يؤويه" أي يُجمع ويُحفظ فيه.
● ثمن المجن: "المجن" هو الترس الذي يقي المقاتل في الحرب. و"ثمن المجن" هو مقدار معين من المال (خمسة دراهم في إحدى الروايات)، وهو النصاب الذي يجب عنده قطع يد السارق.
● طريق الميناء: الطريق المأهول والمعروف.
● القرية الجامعة: القرية الكبيرة التي يأتيها الناس من كل مكان.
● الخراب: الأماكن المهجورة والبراري التي لا يسكنها الناس.
● الركاز: الكنوز المدفونة من عصر الجاهلية.
ثانياً. شرح الحديث:
ينقسم الحديث إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
# القسم الأول:
حكم أخذ الثمر من الشجر (قبل جنيه وجمعه)قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصَابَ بِفِيهِ مِنْ ذِي حَاجَةٍ غَيْرَ مُتَّخِذٍ بِنَّةٍ فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ»
● الشرح: هذا الحديث يشرح رخصة من رخص الشريعة السمحة. فإذا كان الإنسان مسافراً أو محتاجاً وجائعاً، ولم يجد ما يأكله، فله أن يأكل من ثمار الأشجار التي يمر بها مباشرة بفمه، بشرط ألا يكون قصده الادخار أو الجمع (ألا يتخذ وعاءً ليحمل فيه). هذا الفعل جائز ولا إثم عليه فيه، ولا يلزمه ضمان ما أكله، لأنه فعل مضطر ضمن الضوابط الشرعية. هذا من رحمة الإسلام وتيسيره على الناس.
# القسم الثاني:
حكم من خرج بشيء من الثمر (حمله دون حق)قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ خَرَجَ بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ وَالعُقُوبَةُ»
● الشرح: إذا تجاوز الشخص حاجة الأكل المباشر، وأخذ ثمراً وحمله معه (ولو كان قليلاً)، فإن هذا الفعل يعتبر تعدياً. فيترتب عليه أمران:
1- الغرامة: يغرم (يُعوِّض) ضعف ما أخذه (مثليه). والعلة في مضاعفة القيمة هي الزجر والردع عن هذا التعدي.
2- العقوبة: يعاقب تعزيراً بحسب ما يراه الحاكم أو ولي الأمر، لارتكابه معصية.
# القسم الثالث:
حكم سرقة الثمر بعد جمعه وتخزينهقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ سَرَقَ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدَ أَنْ يُؤْوِيَهُ الجَرِينُ، فَبَلَغَ ثَمَنَ المُجَنِّ فَعَلَيْهِ القَطْعُ»
● الشرح: عندما يجنى الثمر ويجمع في "الجرين" (مكان حرزه وحفظه)، يصبح مالاً محرزاً ومملوكاً ملكاً تاماً لصاحبه. هنا تختلف الأحكام:
- إذا سرق شخص منه شيئاً وبلغت قيمته نصاب السرقة (وهو ما يعادل ثمن المجن، أي ربع دينار ذهبي أو ثلاثة دراهم فضية كما في معظم أقوال العلماء، وهو ما يساوي تقريباً 5 دراهم)، فإن حد السرقة (قطع اليد) يُطَبَّق عليه، لأنه سرق مالاً محرزاً بلغ النصاب الشرعي.
- هذا التفريق بين حالتي الثمر (على الشجر / في الجرين) من محاسن الشريعة، حيث راعت حال المحتاج وحرمة مال المسلم المحرز.
# القسم الرابع:
حكم اللقطة (المال الضائع)قال النبي صلى الله عليه وسلم عن اللقطة: «مَا كَانَ مِنْهَا فِي طَرِيقِ المِينَاءِ أَوِ القَرْيَةِ الجَامِعَةِ فَعَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَأْتِ فَهِيَ لَكَ، وَمَا كَانَ فِي الخَرَابِ فَفِيهَا وَفِي الرِّكَازِ الخُمُسُ»
● الشرح: هنا يبين النبي صلى الله عليه وسلم حكم المال الضائع، ويقسمه إلى نوعين:
1- لقطة العمران: وهي ما يُوجد في الطرق المأهولة أو القرى. حكمها:
● التعريف: على من وجدها أن يعرفها لمدة سنة كاملة، يسأل عن صاحبها في المجالس والأماكن العامة.
- إذا جاء صاحبها ووصفها accurately، يجب ردها إليه.
- إذا لم يأت صاحبها طوال السنة، فتص
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 عرفها حولا فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها
- 2 علي يجد ديناراً ويأخذ به دقيقاً ولحماً لأهل البيت
- 3 اعرف عقاصها ووكاءها ثم عرفها سنة
- 4 اعرف وكاءها وعفاصها ثم عرفها سنة
- 5 خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب
- 6 من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ بنة فلا...
- 7 الضالة من الإبل معها حذاؤها وسقاؤها تأكل الشجر وترد الماء
- 8 ضالة الغنم لك أو لأخيك أو للذئب
- 9 ضالة الإبل المكتومة غرامتها ومثلها معها
- 10 ساقطتها لا تحل إلا لمنشد
- 11 لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا...
- 12 نهى رسول الله ﷺ عن لقطة الحاج
- 13 لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها
- 14 أجد التمرة ساقطة فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة
- 15 من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها
- 16 لا يحلبن أحد ماشية امرئ بغير إذنه
- 17 ضالة المسلم حرق النار
- 18 ضالة المسلم حرق النار فلا تقربنها
- 19 تُعرف اللقطة ولا تُغيب ولا تكتم
- 20 من وجد لقطة فليشهد ذا عدل أو ذوي عدل
- 21 اذهب فهو حر ولك ولاؤه وعلينا نفقته
معلومات عن حديث: من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ بنة فلا شيء عليه
📜 حديث: من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ بنة فلا شيء عليه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ بنة فلا شيء عليه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ بنة فلا شيء عليه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ بنة فلا شيء عليه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








