حديث: اعرف عقاصها ووكاءها ثم عرفها سنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ضالة الإبل والغنم

عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه ﷺ، فسأله عن اللقطة، فقال: «اعرف عقاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها، وإلا فشأنك بها». قال: فضالة الغنم يا رسول اللَّه؟ قال: هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». قال: فضالة الإبل؟ قال: ما لك، ولها؟ معها سقاؤُها وحذاؤُها، ترد الماء، وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها».

متفق عليه: رواه مالك في الأقضية (٤٨) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني فذكره.

عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه ﷺ، فسأله عن اللقطة، فقال: «اعرف عقاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها، وإلا فشأنك بها». قال: فضالة الغنم يا رسول اللَّه؟ قال: هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». قال: فضالة الإبل؟ قال: ما لك، ولها؟ معها سقاؤُها وحذاؤُها، ترد الماء، وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

الحديث:


عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه ﷺ، فسأله عن اللقطة، فقال: «اعرف عقاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها، وإلا فشأنك بها». قال: فضالة الغنم يا رسول اللَّه؟ قال: هي لك، أو لأخيك، أو للذئب». قال: فضالة الإبل؟ قال: ما لك، ولها؟ معها سقاؤُها وحذاؤُها، ترد الماء، وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها».


1. شرح المفردات:


● اللقطة: هي المال المفقود من صاحبه الذي يجده الإنسان.
● عقاصها: العُقاص هو الخيط أو الوعاء الذي تُربط به الأشياء، والمقصود هنا العلامات المميزة للشيء المفقود.
● وكاءها: الوكاء هو الرباط أو الغطاء الذي يُربط به الشيء، ويقصد به أيضًا العلامات الدالة على صاحبه.
● سقاؤها: المقصود أن الإبل تحمل في بطونها الماء فتكفيه فترة.
● حذاؤها: يعني أخفافها التي تمشي بها وتتحمل بها المشاق.


2. شرح الحديث:


يُبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أحكامًا مهمة تتعلق بالأموال الضائعة، وهي على النحو التالي:
● اللقطة (المال المفقود بشكل عام):
يأمر النبي ﷺ من وجد لقطة أن يتعرف على علاماتها المميزة (عقاصها ووكاءها) حتى يتمكن من تمييزها، ثم يعرّفها لمدة سنة كاملة، ينادي عليها في المجالس والأماكن العامة ليعلم الناس بها، فإن جاء صاحبها خلال هذه المدة دفعها إليه، وإلا أصبحت مملوكة للواجد يتصرف فيها كما يشاء.
● فضالة الغنم (الغنم الضائعة):
الغنم الضائعة لا تتحمل البقاء لوحدها، فهي معرضة للهلاك إما بأن يأخذها إنسان آخر، أو أن تفترسها الذئاب، ولذلك أباح النبي ﷺ لأي شخص找到ها أن يأخذها ويتملكها دون شرط التعريف لمدة سنة، لأن بقاءها بدون راعٍ يعني إضاعتها وهلاكها.
● فضالة الإبل (الإبل الضائعة):
الإبل تختلف عن الغنم؛ فهي قوية وتستطيع الاعتماد على نفسها، حيث تحمل الماء في أجوافها (سقاؤها) وتمشي بأخفافها (حذاؤها) وتأكل من الشجر، فلا خطر عليها في الغالب، ولذلك نهى النبي ﷺ عن أخذها، بل يجب تركها حتى يجدها صاحبها، لأن أخذها يعتبر تعديًا على مال الغير.


3. الدروس المستفادة:


● الحرص على حفظ أموال الناس: الإسلام يحرم الاعتداء على أموال الآخرين، حتى لو كانت ضائعة، إلا ضمن ضوابط شرعية تحفظ الحقوق.
● مراعاة الظروف والاختلاف بين أنواع المال: ليس كل مال ضائع يُعامل بنفس الطريقة، بل لكل حالة حكمها الخاص حسب طبيعتها وقدرتها على البقاء.
● التعريف باللقطة سنة كاملة: ضمان لحق صاحب المال، وإعطاؤه فرصة كافية للبحث عن ماله.
● الحكمة في تشريع الأحكام: النبي ﷺ يشرع الأحكام بناء على مصالح الناس ودرء المفاسد، فما كان ضعيفًا ومعرضًا للهلاك أبيح أخذه حفظًا له، وما كان قويًا وقادرًا على البقاء منع أخذه صونًا لحق مالكه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث المتعلقة بالمعاملات المالية.
- الفقهاء استنبطوا من الحديث أن اللقطة إذا كانت قليلة القيمة (دراهم أو نحوه) يعرفها حولاً كاملاً، وإذا كانت كثيرة (مثل جمل أو بقرة) فيمكن تعريفها مدة أطول.
- الحديث يدل على سماحة الإسلام ومراعاته للظروف المختلفة، مما يجعل التشريع الإسلامي متوافقًا مع حاجات الناس في كل زمان ومكان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الأقضية (٤٨) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني فذكره.
ورواه البخاري في المساقاة (٢٣٧٢)، ومسلم في اللقطة (١٧٢٢) كلاهما من طريق مالك.
ورواه مسلم من وجه آخر عن سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعمرو بن الحارث، وغيرهم
أن ربيعة بن أبي عبد الرحمن حدثهم بهذا الإسناد مثل حديث مالك غير أنه زاد: قال أتى رجل رسول اللَّه ﷺ وأنا معه، فسأله عن اللقطة. قال: وقال عمرو في الحديث: «فإذا لم يأت لها طالب فاستنفقها».
«والعِفاص» الوعاء الذي تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة أو غير ذلك، ولهذا يسمى الجلد الذي تلبسه رأس القارورة العِفاص.
«والوكاء» الخيط الذي يشد به العِفاص.
وقوله: «معها سقاؤها وحذاؤها» أراد بالسقاء أنها إذا وردت الماء شربت منه ما يكون فيه ريها لظمئها، وهي أطول البهائم ظمأ لكثرة ما تحمل من الماء.
وأراد بالحذاء أخفافها، وأنها تقوى بها على السير، وقطع البلاد الشاسعة، وورود المياه النائية. انظر شرح السنة (٨/ ٢١٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: اعرف عقاصها ووكاءها ثم عرفها سنة

  • 📜 حديث: اعرف عقاصها ووكاءها ثم عرفها سنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اعرف عقاصها ووكاءها ثم عرفها سنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اعرف عقاصها ووكاءها ثم عرفها سنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اعرف عقاصها ووكاءها ثم عرفها سنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب