حديث: تُعرف اللقطة ولا تُغيب ولا تكتم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من أخذ ضالة المسلم بدون التعريف

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ سئل عن اللقطة، فقال: «تُعرف، ولا تُغيب، ولا تكتم، فإن جاء صاحبها، وإلا فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء».

صحيح: رواه البزار -كشف الأستار (١٣٦٧) - عن محمد بن معمر، ثنا الحجاج، ثنا حماد (يعني ابن سلمة)، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ سئل عن اللقطة، فقال: «تُعرف، ولا تُغيب، ولا تكتم، فإن جاء صاحبها، وإلا فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في شأن اللقطة من الأحاديث المهمة التي تبين حكم المال الضائع وأخلاق التعامل معه، وسأشرحه لكم بفضل الله على النحو التالي:

الحديث:


عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ سئل عن اللقطة، فقال: «تُعرف، ولا تُغيب، ولا تكتم، فإن جاء صاحبها، وإلا فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء».

1. شرح المفردات:


● اللقطة: هي المال الذي يجده الإنسان من غيره ضائعًا.
● تُعرف: أي تُعرَّف وتُعلن لمدة معينة حتى يعرفها صاحبها.
● ولا تُغيب: أي لا تخفى أو تُخفى عن الأنظار بحيث لا يراها أحد.
● ولا تكتم: أي لا تُخفي خبرتها أو وجودها.
● فإن جاء صاحبها: أي إذا عاد صاحب المال وطلبها.
● فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء: أي يصبح ملكًا للواجد بعد انقضاء مدة التعريف.

2. شرح الحديث:


سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم اللقطة - وهي المال الضائع الذي يجده الإنسان - فأجاب بأن على الواجد أن يعرِّفها لمدة عام كامل، كما جاء في روايات أخرى، ولا يخفيها أو يكتمها، بل يعلن عنها ليعودها إلى صاحبها إذا جاء يطلبها. فإن مضت مدة التعريف ولم يأت صاحبها، جاز للواجد أن يتملكها، فهي أصبحت مالًا أحله الله له.

3. الدروس المستفادة:


● الأمانة والصدق: الحديث يؤكد على ضرورة الأمانة في التعامل مع أموال الآخرين.
● الرفق بالناس: البحث عن صاحب المال الضائع وتعيدته إليه من أعظم القربات.
● التعاون على البر: التعريف باللقطة يدل على تعاون المسلمين على البر والتقوى.
● حرمة المال: لا يجوز لأحد أن يأخذ مال غيره بغير حق، إلا بعد انقضاء المدة الشرعية.
● التوكل على الله: إذا ملكها الواجد بعد التعريف، فهي رزق من الله.

4. معلومات إضافية:


- مدة التعريف للقطة هي سنة كاملة كما جاء في رواية أخرى.
- يجب على الواجد أن ينوي بإعادتها إلى صاحبها الأجر من الله.
- إذا كانت اللقطة في مكان عام، فيُستحب تعريفها في المجالس والمساجد.
- إذا عرف صاحبها بعد التملك، فله أن يأخذها أو يتركها للواجد.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرد علينا أموالنا الضائعة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار -كشف الأستار (١٣٦٧) - عن محمد بن معمر، ثنا الحجاج، ثنا حماد (يعني ابن سلمة)، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن أبي هريرة فذكره.
قال البزار: «لا نعلم أسند مطرف عن أبي هريرة إلا هذا».
وأبو العلاء هو يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، ومطرف ثقة من رجال الجماعة.
قال الهيثمي في المجمع (٤/ ١٦٧): «رجاله رجال الصحيح».
وفي الباب ما روي عن المنذر بن جرير قال: كنت مع جرير (ابن عبد اللَّه) بالبوازيج، فجاءه الراعي بالبقرة، وفيها بقرة ليست منها، فقال له جرير: ما هذه؟ قال: لحقت بالبقر لا ندري لمن هي؟ . فقال جرير: أخرجوها؛ فقد سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا يأوي الضالة إلا ضال».
رواه أبو داود (١٧٢٠) عن عمرو بن عون، أخبرنا خالد بن عبد اللَّه، عن أبي حيان التيمي، عن المنذر ابن جرير فذكره.
واختلف على أبي حيان، وهو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، ثقة من رجال الجماعة. فرواه خالد بن عبد اللَّه الواسطي عنه هكذا.
ورواه يحيى بن سعيد عنه قال: حدثنا الضحاك خال المنذر بن جرير، عن المنذر بن جرير. ومن طريقه رواه ابن ماجه (٢٥٠٣).
وكذلك رواه يعلى بن عبيد الطنافسي عنه، عن الضحاك بن المنذر. وهو عند الطحاوي في مشكله (٤٧١٩)، والإمام أحمد (١٩١٨٤) عن يحيى بن زكريا (وهو أبي زائدة)، عن أبي حيان، عن الضحاك بن المنذر مختصرا.
والضحاك بن المنذر، ويقال: الضحاك بن جرير بن عبد اللَّه، لم يرو عنه غير أبي حيان. قال ابن المديني: «الضحاك لا يعرفونه».
ولكن تابعه أبو زرعة عمرو بن جرير، عن المنذر بن جرير. رواه النسائي في الكبرى (٥٧٩٩) من حديث إبراهيم بن عيينة، عن أبي حيان، عن أبي زرعة عمرو بن جرير.
ورواه شعبة، عن أبي حيان، عن رجل، عن المنذر بن جرير، عن جرير. وهو في السنن الكبرى للنسائي.
ورواه روح بن القاسم، عن أبي حيان، عن الضحاك بن المنذر، عن رجل، عن جرير. رواه الطبراني في الأوسط (١٤٠٣).
ذكره المزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة الضحاك بن المنذر بعض هذه الوجوه، وقال: «الاضطراب فيه من أبي حيان التيمي». انتهى
«والبوازيج» بلد قريب من دجلة.
وقوله: «لا يأوي» أي لا يخلطها بماله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: تُعرف اللقطة ولا تُغيب ولا تكتم

  • 📜 حديث: تُعرف اللقطة ولا تُغيب ولا تكتم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تُعرف اللقطة ولا تُغيب ولا تكتم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تُعرف اللقطة ولا تُغيب ولا تكتم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تُعرف اللقطة ولا تُغيب ولا تكتم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب