حديث: لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تحل لقطة الحرم إلا لمنشد

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ يوم فتح مكة: «إن هذا البلد حرمه اللَّه، لا يعضد شوكهـ، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها».

متفق عليه: رواه البخاري في الحج (١٥٨٧) ومسلم في الحج (١٣٥٣) كلاهما من حديث جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ يوم فتح مكة: «إن هذا البلد حرمه اللَّه، لا يعضد شوكهـ، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو يتعلق ببيان حرمة مكة المكرمة وما يجب من تعظيمها وتوقيرها.

أولاً. شرح المفردات:


● البلد: المقصود به مكة المكرمة.
● حرمه الله: جعله الله حرماً آمناً، له حرمة خاصة ومكانة عظيمة.
● لا يعضد شوكه: لا يُقطع شجرها أو يُقلع نباتها.
● لا ينفر صيده: لا يُزجر الصيد فيها ولا يُخوَّف ليُطرد من مكانه.
● لا يلتقط لقطته: لا يُؤخذ الشيء الساقط أو الضائع فيها.
● إلا من عرفها: إلا من أراد أن يعرفها (أي يعرِّفها) وينشر خبر العثور عليها ليعودها إلى صاحبها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في الناس يوم فتح مكة، بعد أن دخلها منتصراً، ليؤكد على حرمة هذا البلد العظيم، رغم أن القوة أصبحت بيد المسلمين.
فبيَّن صلى الله عليه وسلم أن مكة لها حرمات ومحظورات خاصة، ordained by Allah, لا يجوز انتهاكها، ومنها:
1- حرمة نباتها: فلا يجوز قطع أشجارها أو شوكها أو أي نبات نابت فيها自发ياً (ما لم يكن للإصلاح أو لمصلحة عامة كما ذهب إليه بعض العلماء).
2- حرمة صيدها: فلا يجوز مطاردة صيدها أو إفزاعه أو اصطياده داخل حدود الحرم.
3- حرمة أموال الناس فيها: فلا يجوز لأحد أن يلتقط اللقطة (المال الضائع) ليملكه لنفسه، بل يجب عليه أن يعرِّفها (يعلن عنها) ليعودها إلى صاحبها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تعظيم حرمات الله: الحديث يؤكد على وجوب تعظيم ما عظَّم الله، ومكة من أعظم الحرمات. وهذا التعظيم ليس مرتبطاً بقوة الإنسان أو ضعفه، بل هو أمر ثابت.
2- الرحمة والرفق: النهي عن إفزاع الصيد وقطع الشجر يدل على التشريع الإسلامي الحريص على الرحمة بالحيوان والحفاظ على البيئة.
3- الأمانة وحفظ حقوق الآخرين: النهي عن أخذ اللقطة إلا لتعريفها درس عظيم في الأمانة والنزاهة، وحرص الإسلام على حفظ أموال الناس وحقوقهم، حتى في أصغر الأشياء.
4- الحكمة في القوة: النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا وهو في قمة قوته وانتصاره، ليعلمنا أن القوة الحقيقية هي في العدل والرحمة ومراعاة الحقوق، وليس في الظلم والاستغلال.
5- مكانة مكة: الحديث يذكرنا بالمكانة الفريدة التي تتمتع بها مكة المكرمة في الإسلام، فهي أم القرى، ومهبط الوحي، وموطن الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه المحرمات (قطع الشجر، اصطياد الصيد) خاصة بمن كان داخل حدود حرم مكة، وهي حدود معروفة ومحددة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- من التقط لقطة في الحرم، فإنه يختلف حكمها عن غيرها، ويجب عليه تعريفها مدة طويلة (سنة عند الكثير من العلماء) ولا يجوز له تملكها.
- هذا الحديث جزء من خطبة طويلة للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، والتي بين فيها العديد من الأحكام والتوجيهات المهمة.
نسأل الله أن يرزقنا تعظيم حرماته، وأن يوفقنا لطاعته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحج (١٥٨٧) ومسلم في الحج (١٣٥٣) كلاهما من حديث جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره. واللفظ للبخاري، وسياق مسلم أطول.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها

  • 📜 حديث: لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب