حديث: جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنّ القرآن نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين وبلسان قريش

عن أنس بن مالك، قال: «إنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إِرْمِينِيَة وأَذْرِبِيجَان مع أهل العراق، فأفزعَ حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفةُ لعثمان يا أمير المؤمنين: أَدْركْ هذه الأُمّة قَبْل أَنْ يَختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصاري، فأرسل عثمان إلى حفصةَ: أَنْ أرسلي إلينا بالصُّحُف ننسخها في المصاحف، ثم نَردّها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث ابن هشام فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان: للرهط القُرشِييِّن الثّلاثة: إذا اختلفتُم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانِهم ففعلوا، حتى إذا نَسخُوا الصُّحف في المصاحف ردَّ عثمان الصُّحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلِّ أُفُقٍ بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحْرق».

صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨٧) عن موسى، حدّثنا إبراهيم، حدّثنا ابنُ شهاب، أنّ أنس بن مالك، قال (فذكره).

عن أنس بن مالك، قال: «إنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إِرْمِينِيَة وأَذْرِبِيجَان مع أهل العراق، فأفزعَ حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفةُ لعثمان يا أمير المؤمنين: أَدْركْ هذه الأُمّة قَبْل أَنْ يَختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصاري، فأرسل عثمان إلى حفصةَ: أَنْ أرسلي إلينا بالصُّحُف ننسخها في المصاحف، ثم نَردّها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث ابن هشام فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان: للرهط القُرشِييِّن الثّلاثة: إذا اختلفتُم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانِهم ففعلوا، حتى إذا نَسخُوا الصُّحف في المصاحف ردَّ عثمان الصُّحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلِّ أُفُقٍ بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحْرق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الوارد عن أنس بن مالمك رضي الله عنه، والذي يروي قصة جمع القرآن في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه:

أولًا:

شرح المفردات:
● يَغازي: يُقاتل في سبيل الله.
● إِرْمِينِيَة وأَذْرِبِيجَان: مناطق كانت تُحارب في فتوحات المسلمين آنذاك.
● أفزعَ: أخافَ وأقلق.
● اختلافُهم في القراءة: تباين قراءات القرآن بسبب اختلاف اللهجات ووجود بعض الأحرف السبعة.
● الصُّحُف: الصحائف التي كُتب عليها القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
● الرَّهط القُرشِيِّين: الجماعة من قريش وهم: عبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
● بِلِسَان قُرَيْش: بلغة قريش وهي اللغة العربية الفصحى التي نزل بها القرآن.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يذكر أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لما عاد من غزوة في أرمينية وأذربيجان، لاحظ اختلاف المسلمين في قراءة القرآن بسبب تعدد اللهجات واختلاف الأحرف التي نزل بها القرآن، فخاف أن يحدث بين المسلمين ما حدث بين اليهود والنصارى من اختلاف وتباين في الكتاب المقدس. فذهب إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ونصحه بأن يجمع المسلمين على مصحف واحد. فاستجاب عثمان رضي الله لهذه النصيحة، فطلب من حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن ترسل له الصحف التي جُمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم كلف لجنة من الصحابة بنسخها في مصاحف موحدة، مع التأكيد على كتابة القرآن بلغة قريش الفصيحة. بعد ذلك، أرسل عثمان نسخًا من هذه المصاحف إلى الأمصار الإسلامية، وأمر بإحراق أي نسخ أخرى مخالفة لتوحيد القراءة ومنع الاختلاف.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- حرص الصحابة على سلامة الدين: يظهر الحديث حرص الصحابة رضوان الله عليهم على حفظ القرآن من التحريف والاختلاف، وتوحيد الأمة على نص واحد.
2- الحكمة في معالجة المشكلات: تصرف عثمان رضي الله عنه بحكمة وبعد نظر؛ حيث استشعر الخطر مبكرًا واتخذ إجراءً حاسمًا لحماية القرآن من الاختلاف.
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: موقف حذيفة رضي الله عنه يعد مثالًا رائعًا للنصيحة في الدين، حيث لم يتردد في إبلاغ المسؤول عن المشكلة.
4- مكانة لغة قريش: التأكيد على أن القرآن نزل بلغة قريش، مما يدل على أهمية الاعتماد على اللغة العربية الفصحى في فهم القرآن وتفسيره.
5- وحدة الأمة: كان الهدف من جمع المصاحف هو توحيد صفوف المسلمين ومنع التفرق في الدين.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الحادثة تُعرف في التاريخ الإسلامي بـ "جمع عثمان للمصاحف"، وتمت في حوالي العام 25 هجري.
- اللجنة التي شكلها عثمان ضمت زيد بن ثابت الأنصاري (وكان كاتب الوحي) وثلاثة من قريش لضمان الدقة والالتزام بلغة القرآن الأصلية.
- المصاحف العثمانية هي التي اعتمدتها الأمة الإسلامية عبر العصور، وهي أساس المخطوطات القرآنية الموجودة اليوم.
- كان عمل عثمان رضي الله عنه بإجماع الصحابة، مما يدل على مشروعيته وأهميته في حفظ القرآن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨٧) عن موسى، حدّثنا إبراهيم، حدّثنا ابنُ شهاب، أنّ أنس بن مالك، قال (فذكره).
ورواه الترمذيّ (٣١٠٤) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، بإسناده وزاد فيه: «قال الزّهريّ: فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه، فقال القرشيّون: التابوت. وقال زيد: التابوه. فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه: التابوت، فإنّه نزل بلسان قريش»، وصحّحه ابن حبان (٤٥٠٦) ورواه من طريق أبي الوليد، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، بإسناده، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 642 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه

  • 📜 حديث: جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب