حديث: القرآن أنزل جملة في ليلة أربع وعشرين من رمضان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا

عن ابن عباس، قال: «أنزل القرآن جملة من الذّكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان، فجُعل في بيت العزّة».

صحيح: رواه النّسائيّ في الكبرى (٧٩٩١)، والطّبرانيّ في الكبير (١٢٣٨١)، والحاكم (٢/ ٢٢٣)، وابن جرير الطّبريّ في تفسيره (٣/ ١٨٩) من طرق عن الأعمش، عن حسان بن أبي الأشرس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

عن ابن عباس، قال: «أنزل القرآن جملة من الذّكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان، فجُعل في بيت العزّة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
النص: عن ابن عباس، قال: «أنزل القرآن جملة من الذّكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان، فجُعل في بيت العزّة».


1. شرح المفردات:


● أنزل القرآن جملة: أي دفعة واحدة، كاملة، من اللوح المحفوظ.
● من الذّكر: الذكر هنا هو اللوح المحفوظ، وهو الكتاب الذي كتب الله فيه مقادير الخلائق كلها.
● في ليلة أربع وعشرين: أي الليلة الرابعة والعشرين من شهر رمضان المبارك.
● بيت العزّة: هو مكان في السماء الدنيا، عظيم الشرف والمكانة، وهو محل تنزّل الملائكة بالوحي.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن هذا الحديث الكيفية التي ابتدأ بها نزول القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فلم ينزل مفرقًا من اللوح المحفوظ إلى الأرض مباشرة، بل كان هناك نزولان:
1- النزول الأول (الجملة): نزل القرآن كله دفعة واحدة في ليلة مباركة هي ليلة القدر (والراجح أنها في العشر الأواخر من رمضان، وابن عباس يحددها هنا بالليلة الرابعة والعشرين) من اللوح المحفوظ إلى "بيت العزة" في السماء الدنيا.
2- النزول الثاني (التفصيل): ثم بعد ذلك، نزل من بيت العزة إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم *مفرقًا* على مدى ثلاث وعشرين سنة، منجَّمًا (مقسّمًا) حسب الأحداث والوقائع والحِكَم التي تقتضيها حكمة الله تعالى.
فالحديث يتحدث عن النزول الأول الجملي، وهو أصل نزول القرآن وابتداؤه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة القرآن الكريم: تكريم الله لكتابه بأن جعل لنزوله مرحلتين، مما يدل على عظم شأنه ومكانته.
2- شرف ليلة القدر: الحديث يدل على أن ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن جملة، مما يزيدها شرفًا على سائر الليالي، وهي الليلة التي قال الله تعالى فيها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].
3- حكمة التنزيل المفرق: في النزول الثاني المفرق حكم عظيمة، منها تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، والتدرج في التشريع، وتيسير حفظ القرآن وفهمه على الصحابة، ومناسبة النزول للأحداث.
4- إثبات علو الله تعالى: نزول القرآن من عند الله في العلو إلى السماء الدنيا دليل على علو الله سبحانه واستوائه على عرشه، كما يليق بجلاله.
5- بيان دور الملائكة: بيت العزة هو محل تنزل الملائكة، فهم الوسيلة بين الله ورسله في إنزال الوحي، كما قال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} [النحل: 2].


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا القول (نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا ثم نزوله مفرقًا) هو قول جمهور العلماء، واستدلوا بهذه الآية: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]، وآية سورة القدر، وهذا الحديث.
- اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر على أكثر من أربعين قولاً، وقول ابن عباس رضي الله عنهما (ليلة 24) هو أحد هذه الأقوال، والأرجح أنها في الوتر من العشر الأواخر (ليلة 21، 23، 25، 27، 29) وتُتحرّى فيها.
- المقصود بـ "بيت العزة" هو مكان في السماء الدنيا، وسمي بذلك لعزته وشرفه، وهو غير "البيت المعمور" الذي في السماء السابعة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النّسائيّ في الكبرى (٧٩٩١)، والطّبرانيّ في الكبير (١٢٣٨١)، والحاكم (٢/ ٢٢٣)، وابن جرير الطّبريّ في تفسيره (٣/ ١٨٩) من طرق عن الأعمش، عن حسان بن أبي الأشرس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد». ووافقه الذّهبيّ.
وفي رواية: «فجعل جبريل ينزل على النبيّ ﷺ ويرتّله ترتيلًا».
وفي رواية زيادة: بجواب كلام العباد وأعمالهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 632 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: القرآن أنزل جملة في ليلة أربع وعشرين من رمضان

  • 📜 حديث: القرآن أنزل جملة في ليلة أربع وعشرين من رمضان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: القرآن أنزل جملة في ليلة أربع وعشرين من رمضان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: القرآن أنزل جملة في ليلة أربع وعشرين من رمضان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: القرآن أنزل جملة في ليلة أربع وعشرين من رمضان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب