حديث: نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب مدّة نزول القرآن على النبيّ ﷺ-
صحيح: رواه النسائيّ في الكبري (٧٩٣٥)، والحاكم (٢/ ٢٢٢)، كلاهما من طريق داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
![عن ابن عباس قال: «أُنزل القرآن جملة واحدة إلى السّماء الدّنيا في ليلة القدر، أنزل بعد ذلك عشرين سنة. ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [سورة الفرقان: ٣٣]، ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ [سورة الإسراء: ١٠٦]». عن ابن عباس قال: «أُنزل القرآن جملة واحدة إلى السّماء الدّنيا في ليلة القدر، أنزل بعد ذلك عشرين سنة. ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [سورة الفرقان: ٣٣]، ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ [سورة الإسراء: ١٠٦]».](img/Hadith/hadith_660.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهمه وفضله.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يشرح لنا حكمة الله تعالى في كيفية إنزال القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
أولاً. شرح المفردات:
● جملة واحدة: أي دفعة واحدة، ككل متكامل.
● السّماء الدّنيا: هي أقرب السماوات إلى الأرض.
● ليلة القدر: الليلة المباركة التي في شهر رمضان، والتي هي خير من ألف شهر.
● عشرين سنة: هي مدة نزول القرآن بعد ذلك متفرقاً، حيث بدأ النزول في مكة واستمر في المدينة.
● على مُكْثٍ: على مهل وتؤدة، أي بشكل متدرج.
ثانياً. المعنى الإجمالي للأثر:
يبيّن ابن عباس رضي الله عنهما أن القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا -وهي بيت العزة- في ليلة القدر المباركة من شهر رمضان، نزولاً واحداً متكاملاً. ثم بعد هذه الحادثة العظيمة، بدأ ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقاً، منجماً، على مدار ثلاث وعشرين سنة (عشرين سنة تقريباً كما في الرواية)، حسب الأحداث والوقائع وما تقتضيه حكمة الله تعالى في تربية الأمة وهدايتها.
ويستشهد ابن عباس رضي الله عنهما بآيتين كريمتين تؤكدان هذا المعنى:
1. قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [الفرقان: 33]. فكلمة "تفسيراً" هنا تعني تفصيلاً وتبياناً، أي أن الله يجيبه على أسئلة المشركين وشبهاتهم بنصوص قرآنية مفصلة تنزل وقت الحاجة، وهذا معنى التنزيل التدريجي.
2. قوله تعالى: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ [الإسراء: 106]. أي أنزلناه مفرقاً، على مهل، شيئاً فشيئاً، ليناسب أحوال الناس ويسهل عليهم حفظه وفهمه والعمل به.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة القرآن الكريم: تكمن في كيفية نزوله، فقد نزل من عند الله تعالى بطريقتين عظيمتين تدلان على تقديره وحكمته.
2- الحكمة من النزول المفرق (التنجيم):
- تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتسلية قلبه عند الشدائد.
- التدرج في تشريع الأحكام، ليكون ذلك أدعى للقبول وأسهل في التطبيق، كما في تحريم الخمر.
- مسايرة الحوادث والوقائع، والرد على أسئلة الناس واستفساراتهم.
- تسهيل حفظ القرآن وفهمه على الصحابة رضي الله عنهم، إذ كانوا أمة أمية.
3- فضل ليلة القدر: فهي الليلة التي شرفها الله بإنزال أعظم كتاب فيها، مما يدل على مكانتها وعظم شأنها.
4- إعجاز القرآن: فنزوله بهاتين الطريقتين (جملة ثم مفرقاً) مع حفظه من أي تناقض أو اختلاف دليل على أنه كلام الله المحفوظ. قال تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82].
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا النزول الجملة الواحدة إلى السماء الدنيا هو ما يعرف بـ "النزول الإجمالي"، بينما النزول على النبي صلى الله عليه وسلم متفرقاً على مدى سنوات الدعوة هو "النزول التفصيلي".
- أول ما نزل من القرآن في النزول التفصيلي هو صدر سورة العلق، وآخر ما نزل على الأرجح قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ [البقرة: 281].
- أجمع العلماء على أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجماً في ثلاث وعشرين سنة.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 638 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 613 ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير
- 614 لذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران
- 615 من أنفق زوجين في سبيل الله دعتْه خزنة الجنّة
- 616 آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: بك أمرت...
- 617 عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض
- 618 الذي يوقد النار خازن النار وأنا جبريل وهذا ميكائيل
- 619 فلطم موسى عين ملك الموت، ففقأها
- 620 احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت أبونا خيبتنا
- 621 لما عاين ما صنعوا، ألقى الألواح فانكسرت
- 622 رسول الله ﷺ يدعو هرقل إلى الإسلام في رسالة
- 623 ما تجدون في التوراة في شأن الرجم
- 624 ان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام
- 625 أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة
- 626 كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم
- 627 حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه
- 628 أول سورة نزلت اقرأ باسم ربك الذي خلق
- 629 أول ما نزل من القرآن يا أيها المدثر
- 630 آخر سورة نزلت براءة وآخر آية نزلت في الكلالة
- 631 آخر ما نزل من القرآن: لقد جاءكم رسول من أنفسكم
- 632 القرآن أنزل جملة في ليلة أربع وعشرين من رمضان
- 633 أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
- 634 القرآن نزل جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا
- 635 أُنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا
- 636 إنما نزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة
- 637 بُعث رسول الله لأربعين سنة
- 638 نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
- 639 لبث النبي بمكة عشر سنين وبالمدينة عشرًا
- 640 إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة
- 641 كتبوا القرآن بلسان قريش
- 642 جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه
- 643 استقرؤوا القرآن من أربعة: ابن مسعود وسالم وأبي ومعاذ
- 644 من جمع القرآن على عهد النبي ﷺ؟
- 645 مات النبي ولم يجمع القرآن غير أربعة
- 646 ما يفعل من استعجم عليه القرآن في قيام الليل
- 647 نهي رسول الله عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو
- 648 أمل النبي أن يكون أكثر الأنبياء أتباعا
- 649 النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان
- 650 أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي ما صدقت
- 651 إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها
- 652 موسى يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر
- 653 حياة الأنبياء في قبورهم و صلاتهم
- 654 إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة...
- 655 الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم
- 656 يا عائشة، عيناي تنامان ولا ينام قلبي
- 657 عيناي تنام ولا ينام قلبي
- 658 النبي تنام عيناه ولا ينام قبله
- 659 تنام عيني ولا ينام قلبي
- 660 عشرة قرون بين آدم ونوح
- 661 فضل نبي الله يونس
- 662 لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن...
معلومات عن حديث: نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
📜 حديث: نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








