حديث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك للإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «والذي لا إله غيره، لا يحل دم رجل مسلم يشهد أن لا إلا الله، وأنّي رسول الله، إلا ثلاثة نفر: التارك للإسلام المفارق للجماعة، والثيب الزاني، والنفس بالنفس».

صحيح: رواه مسلم في القيامة (٢٦: ١٦٧٦) عن أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله فذكره.

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «والذي لا إله غيره، لا يحل دم رجل مسلم يشهد أن لا إلا الله، وأنّي رسول الله، إلا ثلاثة نفر: التارك للإسلام المفارق للجماعة، والثيب الزاني، والنفس بالنفس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ التي تحفظ دماء المسلمين وتصونها، وتحدد الحالات الاستثنائية التي يجوز فيها القصاص من المسلم. وقد رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

شرح المفردات:


● "والذي لا إله غيره": قَسَمٌ من النبي ﷺ يؤكد عظمة وعِظَم ما يخبر به.
● "لا يحل دم رجل مسلم": لا يجوز إراقة دمه أو قتله.
● "يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله": أي يُقر بالإسلام وينطق بالشهادتين.
● "التارك للإسلام المفارق للجماعة": الذي يرتد عن دين الإسلام بعد إسلامه، ويخالف جماعة المسلمين.
● "الثيب الزاني": المحصن (الحر البالغ العاقل) الذي يزني بعد إحصانه (أي بعد أن تزوج وعقد نكاحًا صحيحًا).
● "النفس بالنفس": القاتل عمدًا يُقتل به قصاصًا.

شرح الحديث:


يؤكد النبي ﷺ في هذا الحديث بشهادة التوحيد أن دم المسلم مصون وحرمته عظيمة، ولا يجوز انتهاكها بأي حال من الأحوال، إلا في ثلاث حالات استثنائية حددتها الشريعة الإسلامية:
1- المرتد عن دين الإسلام: وهو الذي يكفر بعد إسلامه، ويخرج من ملّة الإسلام، ويُحكم بردته بعد الاستتابة وإعطائه فرصة للرجوع عن ردته. وهذا الحكم منصوص عليه لحماية عقيدة الأمة وصيانة هويتها.
2- الثيب الزاني: وهو الشخص المحصن الذي يزني بعد بلوغه وعقله وحريته ووقوعه في نكاح صحيح. وحده الرجم حتى الموت، وذلك بعد إقامة البينة عليه، وشهادة أربعة شهود عدول، أو إقراره بالزنا أربع مرات.
3- القصاص في القتل العمد: فمن قتل نفسًا عمدًا بغير حق، فإنه يقتل بها قصاصًا بعد ثبوت الجريمة عليه بالبينات الشرعية، قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 179].

الدروس المستفادة:


- عِظَم حرمة الدم المسلم في الشريعة الإسلامية، وأنه لا يستباح إلا بحق.
- التشديد على حفظ الدين والعقيدة، ومنع التلاعب بها أو الخروج عنها.
- التشديد على حرمة الزنا، خاصة من كان محصنًا؛ لما فيه من انتهاك للأعراض وتفكيك للأسر.
- إقرار مبدأ العدل في القصاص؛ لردع الجريمة وحفظ الأمن في المجتمع.
- بيان أن الإسلام دين رحمة وعدل، فلا يُقتل أحد إلا بجريمة محددة وبإجراءات محاكمة عادلة.

معلومات إضافية:


- هذه الثلاثة ليست على سبيل الحصر المطلق، بل هناك حالات أخرى للقتل جاءت في نصوص أخرى، كقطع الطريق المحارب، والحرابة.
- يجب أن تُطبّق هذه الأحكام في ظل دولة إسلامية قائمة بالشرع، وبعد التحقق من الشروط وانتفاء الموانع، وبإجراءات قضائية عادلة.
- الحديث يدل على أن الأصل في المسلم السلامة، وأن الدماء معصومة حتى يثبت استحقاقها بحكم شرعي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القيامة (٢٦: ١٦٧٦) عن أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله فذكره.
قال الأعمش: «فحدثتُ به إبراهيم، فحدثني عن الأسود، عن عائشة بمثله».

معلومات عن حديث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك للإسلام

  • 📜 حديث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك للإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك للإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك للإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك للإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب