حديث: الأعمى يقتل أم ولده التي تشتم النبي ﷺ ويقول دمها هدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الحكم فيمن سبّ النبي ﷺ

عن ابن عباس أن أعمى كانت له أم ولده كانت تشتم رسول الله ﷺ، وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي ﷺ، وتشتمه، فأخذ المغولَ فوضعه في بطنها، واتكأ عليه فقتلها، فوقع بين رجليها طفل، فلطخت ما هنالك بالدم، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله ﷺ، فجمع الناس فقال: «أنشد الله رجلًا فعل ما فعل، لي عليه حق إلا قام» فقام الأعمى يتخطى الناس، وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! أنا صاحبها، كانت تشتمك، وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها، واتكأت عليها حتى قتلتها. فقال النبي ﷺ: «ألا اشهدوا أن دمها هدر».

حسن: رواه أبو داود (٤٣٦١) والنسائي (٤٠٧٠) وابن أبي عاصم في الديات (٢٩٩)، والدارقطني (٣/ ١١٢)، والحاكم (٤/ ٣٥٤) كلهم من طريق إسرائيل، عن عثمان الشحام، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن أعمى كانت له أم ولده كانت تشتم رسول الله ﷺ، وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي ﷺ، وتشتمه، فأخذ المغولَ فوضعه في بطنها، واتكأ عليه فقتلها، فوقع بين رجليها طفل، فلطخت ما هنالك بالدم، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله ﷺ، فجمع الناس فقال: «أنشد الله رجلًا فعل ما فعل، لي عليه حق إلا قام» فقام الأعمى يتخطى الناس، وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! أنا صاحبها، كانت تشتمك، وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها، واتكأت عليها حتى قتلتها. فقال النبي ﷺ: «ألا اشهدوا أن دمها هدر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أعمى كانت له أم ولده (جاريته التي ولدت منه) كانت تشتم رسول الله ﷺ وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر. قال: فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي ﷺ وتشتمه، فأخذ المغول (السكين أو السيف الصغير) فوضعه في بطنها واتكأ عليه فقتلها، فوقع بين رجليها طفل (أي جنين)، فلطخت ما هنالك بالدم. فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله ﷺ فجمع الناس فقال: «أنشد الله رجلاً فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام». فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل (يمشي متمايلاً من الخوف والرهبة) حتى قعد بين يدي النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! أنا صاحبها، كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها. فقال النبي ﷺ: «ألا اشهدوا أن دمها هدر».


1. شرح المفردات:


● أم ولد: جارية ولدت من سيدها، فصارت معتقة بعد موته.
● تقع فيه: تسبه وتنتقص من قدره.
● المغول: السكين أو السيف الصغير.
● يتزلزل: يتحرك من شدة الخوف والاضطراب.
● هدر: باطل لا قصاص فيه ولا دية.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي قصة الأعمى الذي قتل جاريته (أم ولده) لأنها استمرت في شتم النبي ﷺ والوقوع فيه بعد أن نهاها وزجرها مرارًا. فلما تمادت في ذلك غضب لله ولرسوله فقتلها. ثم أخبر النبي ﷺ بالأمر فجمع الناس واستفصل عن الفاعل، فاعترف الأعمى بما فعل، فحكم النبي ﷺ بأن دمها هدر، أي لا قصاص فيه ولا دية.


3. الدروس المستفادة منه:


● عقوبة سب النبي ﷺ: الحديث دليل على أن سب النبي ﷺ أو انتقاصه كفر موجب للقتل، وهذا حكم شرعي مجمع عليه بين أهل العلم.
● الغيرة على حرمات الله: فعل الأعمى يدل على غيرة صادقة لله ولرسوله، وهو من علامات الإيمان.
● الصدق والشجاعة: الأعمى صرح بفعله دون خوف إلا من الله، وهذا من صدق الإيمان.
● العدل والنظام: النبي ﷺ لم يقرر الحكم حتى استفصل وسمع من الفاعل، مما يدل على العدل وروح المسؤولية.
● التضحية في سبيل الله: الأعمى ضحى بجاريته ورفيقته وأم أولاده دفاعًا عن رسول الله ﷺ.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- الحكم بقتل ساب النبي ﷺ باقٍ إلى يوم القيامة، وهو رأي جمهور العلماء.
- الحديث لا يعطي للأفراد صلاحية القتل دون الرجوع إلى ولي الأمر في زمن الاستقرار، لكن الأعمى فعل ذلك بدافع الغيرة والدفاع عن النبي في ظرف خاص.
- قوله ﷺ: «دمها هدر» يعني أنها ماتت كافرة مستحقة للقتل، فلا دية ولا قصاص.

أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يعظم حب النبي ﷺ في قلوبنا، وأن يوفقنا للدفاع عن سنته وشريعته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٣٦١) والنسائي (٤٠٧٠) وابن أبي عاصم في الديات (٢٩٩)، والدارقطني (٣/ ١١٢)، والحاكم (٤/ ٣٥٤) كلهم من طريق إسرائيل، عن عثمان الشحام، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل عثمان الشحّام العدوي أبو سلمة البصري. يقال اسم أبيه ميمون، أو عبد الله، وهو مختلف فيه. وثّقه أبو داود، وقال أحمد: «ليس به بأس» وقال أبو زرعة: «ما أرى بحديثه بأسا» وقال النسائي: «ليس بالقوي».
والمِغول: بكسر الميم، وسكون الغين. قال الخطابي: «شبه المِشْمَل، نصله دقّيق ماضٍ»، والمشمل السيف القصير، وسمي بذلك لأنه يشتمل عليه الرجل أي يغطيه بثوبه.

معلومات عن حديث: الأعمى يقتل أم ولده التي تشتم النبي ﷺ ويقول دمها هدر

  • 📜 حديث: الأعمى يقتل أم ولده التي تشتم النبي ﷺ ويقول دمها هدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأعمى يقتل أم ولده التي تشتم النبي ﷺ ويقول دمها هدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأعمى يقتل أم ولده التي تشتم النبي ﷺ ويقول دمها هدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأعمى يقتل أم ولده التي تشتم النبي ﷺ ويقول دمها هدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب