حديث: كان رسول الله يحث على الصدقة وينهى عن المثلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن المثلة

عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة.

صحيح: رواه النسائي (٤٠٤٧) عن محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام (هو الدستوائي)، عن قتادة، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بعلم النبوة. هذا حديث عظيم من أحاديث المصطفى ﷺ الذي يجمع بين الترغيب في الخير والتحذير من الشر.

الحديث بلفظه:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ».
(رواه الإمام البخاري في *الأدب المفرد*، والإمام أحمد في *المسند*، وصححه الألباني).


أولاً. شرح المفردات:


● يَحُثُّ: يحضُّ ويُرغِّب بشدة ويحفز عليها.
● خُطْبَتِهِ: الخطبة التي كان يلقيها على الناس، سواء كانت خطبة الجمعة، أو العيد، أو النكاح، أو غيرها من المناسبات.
● الصَّدَقَةِ: هي ما يعطيه المسلم من مال أو طعام أو لباس تطوعاً لله تعالى، طلباً للأجر والثواب.
● يَنْهَى: يزجر ويحذر وينهى عن فعلها.
● الْمُثْلَةِ: هي تشويه جثة القتيل أو الحيوان بعد موته، بقطع أذنه أو أنفه أو غير ذلك، انتقاماً أو تعذيباً.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه – خادم رسول الله ﷺ – عن هديه الدائم في خطبه وتوجيهاته لأمته. فكان من هديه الثابت ﷺ:
1- الحث على الصدقة: كان النبي ﷺ يكثر من ذكر الصدقة وفضائلها في خطبه، يحض الناس عليها، ويبين أجرها العظيم، ويذكرهم بأنها تقربهم إلى الله، وتطفئ الخطيئة، وتدفع البلاء، وتملأ الميزان يوم القيامة. وهذا من رحمته ﷺ ورغبته في الخير لأمته، ليدخلوا الجنة وينجوا من النار.
2- النهي عن المثلة: وكان في المقابل ينتهز فرصة تجمع الناس لينهاهم عن فعل قبيح كان شائعاً في الجاهلية، وهو المثلة. فكانوا إذا غضبوا على عدوٍ مثَّلوا بجثته تشفياً وانتقاماً. فجاء الإسلام ليهذب النفوس ويحرم هذا الفعل الوحشي، حتى مع الأعداء في ساحة القتال. فليس من أخلاق المسلم التشفي والتمثيل بالجثث، حتى لو كان المقتول كافراً.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الجمع بين الترغيب والترهيب في الدعوة: في هذا الحديث نموذج رائع لأسلوب الدعوة النبوية، الذي يجمع بين ترغيب الناس في الخير (الصدقة) وتحذيرهم من الشر (المثلة). وهذا الأسلوب يؤثر في القلب ويحركه نحو الطاعة.
2- عظمة خُلُق الإسلام في الحرب والسلم: النهي عن المثلة يدل على أن الإسلام даже في أشد حالات الحرب والقتال يفرض على المسلم الالتزام بخلقٍ رفيع، والابتعاد عن الوحشية والهمجية. فالقصد هو الدفاع ورد العدوان، لا التشفي والانتقام.
3- بيان فضل الصدقة وعظم أجرها: حرص النبي ﷺ على التذكير بها في الخطبة لأنها تجتمع فيه الناس، فيعم النفع، وتكثر الصدقات. والصدقة برهان على إيمان العبد، وهي سبب لدخول الجنة من باب خاص هو باب الصدقة.
4- مكانة الخطبة كوسيلة للتوجيه والتعليم: الخطبة منبر عظيم لتذكير الناس بأمور دينهم، وبيان ما ينفعهم وما يضرهم، فيجتمع فيها التعليم والتذكير والوعظ.
5- رحمة النبي ﷺ بأمته: حرصه على نفعهم في الدنيا والآخرة، بدعوتهم إلى ما ينفعهم (الصدقة) وتحذيرهم مما يضر دينهم وأخلاقهم (المثلة).


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- حرمة المثلة ثابتة في نصوص أخرى، منها قوله ﷺ: «إِيَّاكُمْ وَالْمُثْلَةَ وَلَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ». أي لا يجوز المثلة حتى بالحيوان المؤذي.
- الصدقة من أعظم أبواب الخير، وقد جاء في فضلها أحاديث كثيرة، منها قوله ﷺ: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
- هذا الحديث يظهر لنا جانباً من جوانب الكمال في شخصية النبي ﷺ، فهو القائد الرحيم، والمربي الحكيم، الذي يبني أمة قوية في إيمانها، رفيعة في أخلاقها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على العمل بهذا الحديث، بالمسارعة إلى الصدقة والابتعاد عن كل قبيح من الأقوال والأفعال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٠٤٧) عن محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام (هو الدستوائي)، عن قتادة، عن أنس فذكره.
ورواه أبو داود (٤٣٦٨) من وجه آخر عن هشام بإسناده في قصة عرينة وزاد: ثم نهى عن المثلة. وإسناده صحيح.
وذكرُ أبي داود النهي عن المثلة في قصة عُرينة يدل على أن قتادة كان يذكره موصولا وبلاغًا.
وهذا خلاف للحافظ ابن حجر الذي يرى أن النهي عن المثلة إدراج، وأن هذا القدر من الحديث لم يسنده قتادة عن أنس. الفتح (٧/ ٤٠٩).

معلومات عن حديث: كان رسول الله يحث على الصدقة وينهى عن المثلة

  • 📜 حديث: كان رسول الله يحث على الصدقة وينهى عن المثلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يحث على الصدقة وينهى عن المثلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يحث على الصدقة وينهى عن المثلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يحث على الصدقة وينهى عن المثلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب