حديث: عنوان الحديث: دخل النبي مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم

عن أنس أن النبي ﷺ دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه المغفر. فلما نزعه جاء رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: «اقتلوه».

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٢٦٢) عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك فذكره.

عن أنس أن النبي ﷺ دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه المغفر. فلما نزعه جاء رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: «اقتلوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تحمل دروسًا وعبرًا في سيرة النبي ﷺ، خاصة في حدث عظيم مثل فتح مكة. سأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع التركيز على النقاط التي طلبتها.

الحديث بلفظه كما ورد:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ»". (رواه البخاري ومسلم وغيرهما).


1. شرح المفردات:


● عَامَ الْفَتْحِ: أي سنة فتح مكة، وكان في السنة الثامنة للهجرة.
● الْمِغْفَرُ: هو غطاء للرأس يصنع من الحديد أو الجلد المتين، يُلبس تحت القلنسوة أو الدرع للحماية في الحرب. وكان النبي ﷺ يلبسه أحيانًا كجزء من عدة الحرب.
● نَزَعَهُ: أي خلعه وأزاله عن رأسه.
● ابْنُ خَطَلٍ: هو عبد العزى بن خطل، وكان من أعداء الإسلام، وقد ارتد بعد إسلامه وارتكب جرائم عديدة.
● مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: أي متمسك بستائر الكعبة طلبًا للأمان والحماية، إذ كان من عادات العرب أن من تعلق بستار الكعبة يُعصم دمه.


2. شرح الحديث:


يدخل الحديث في سياق فتح مكة العظيم، حين دخل النبي ﷺ وأصحابه مكة منتصرين بعد سنوات من الظلم والاضطهاد الذي لاقوه من قريش. لكن النبي ﷺ دخلها متواضعًا شاكرًا لله، حتى إنه كان يميل رأسه تواضعًا لله تعالى.
● دخوله ﷺ وعلى رأسه المغفر: هذا يُظهر أن النبي ﷺ كان مستعدًا لأي طارئ حتى في لحظة النصر، فلم يغتر بقوته، بل كان حذرًا متيقظًا. كما أن لبس المغفر يُظهر هيبة الجندي المسلم المستعد، مع أن الفتح كان سلميًا في غالبه.
● لما نزعه جاء رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة: بعد أن نزع النبي ﷺ المغفر وهدأت الحالة، جاء أحد الصحابة يخبره بأن عبد العزى بن خطل قد لجأ إلى الكعبة وتعلق بستائرها طالبًا الأمان.
● فقال: «اقتلوه»: هذا الحكم من النبي ﷺ كان لسببين:
1- جرم ابن خطل: كان ابن خطل من المجرمين الذين حُكم عليهم بالإعدام حتى ولو تعلقوا بالكعبة. وذلك لأنه ارتد عن الإسلام بعد أن أسلم، ثم استمر في عدائه للنبي ﷺ والدعوة، بل قتل غلامًا كان يؤذن للصلاة، وكان يشرب الخمر ويسب النبي ﷺ. وقد أهدر النبي ﷺ دمه يوم الفتح، أي أنه استثناه من العفو العام الذي أعلنه.
2- نقض حرمة الكعبة: تعلق ابن خطل بستار الكعبة محاولاً الاحتماء بها، لكن الإسلام ألغى هذه العادة الجاهلية، فلا يجوز لأحد أن يُجير مجرمًا بحجة التمسح بالكعبة أو غيرها. فالحرمة لله ولدينه، وليس للمكان أن يحمي من خالف أمر الله.


3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة والحذر حتى في لحظة الانتصار: النبي ﷺ دخل مكة وعليه المغفر، مما يعلمنا ألا نغتر بالنصر، بل نبقى مستعدين لأي طارئ.
● العدل ولو في أقدس البقاع: الكعبة بيت الله الحرام، لكنها لا تحمي مجرمًا أو معتدياً. فدم المسلم وعرضه أعظم حرمة من أي مكان.
● التشريع الإسلامي يلغي العادات الجاهلية: كان العرب في الجاهلية يعتقدون أن من تعلق بستار الكعبة يُعصم دمه، لكن الإسلام أبطل هذه الخرافة، وجعل الحق والعدل فوق كل اعتبار.
● التصرف الحازم مع أعداء الدعوة: ابن خطل كان مجرمًا حارب الله ورسوله، فلم يُقبل منه التعلق بالكعبة، بل نُفذ فيه حكم الله.
● العفو العام لا يشمل المجرمين الخطيرين: النبي ﷺ عفا عن معظم أهل مكة، لكنه استثنى فئة قليلة ممن ارتكبوا جرائم كبرى، مثل ابن خطل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من أحداث فتح مكة، وهو مدون في كتب السيرة مثل "سيرة ابن هشام" و"البداية والنهاية" لابن كثير.
- ابن خطل قُتل على يد أبي برزة الأسلمي وسعيد بن حريث رضي الله عنهما بأمر النبي ﷺ.
- الحديث يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الخدمة النبوية، مما يدل على دقة الرواية.
- يستدل الفقهاء بهذا الحديث على أن الحرم لا يُجير مجرمًا، بل يجب تطبيق حد الله فيه.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ، وأن يوفقنا للعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٢٦٢) عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك فذكره. ورواه البخاري في الجهاد (٣٠٤٤) ومسلم في الحج (١٣٥٧) كلاهما من حديث مالك بن أنس فذكره.
وذكر أهل المغازي أن جريمته أن رسول الله ﷺ استعمله على الصدقة، وأصحبه رجلا يخدمه، فغضب على رفيقه لكونه لم يصنع له طعاما أمره بصنعه، فقتله، ثم خاف أن يُقتل فارتد، واستاق إبل الصدقة، وأنه كان يقول الشعر يهجو به رسول الله ﷺ، ويأمر جاريتيه أن تغنيا به. ذكره الواقدي في مغازيه (٢/ ٨٥٩ - ٨٦٠)، وابن هشام في سيرته (٤/ ٥١ - ٥٢).
فقد جمع هذا اللعين ثلاث جرائم وكلها مبيحة للدم: قتل النفس، والردة، والهجاء.

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: دخل النبي مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: دخل النبي مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: دخل النبي مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: دخل النبي مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: دخل النبي مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب