حديث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، ورجل خرج محاربا لله ورسوله فإنه يُقتل أو يُصلب، أو ينفى من الأرض، أو يقتل نفسًا فيقتل بها، وفي رواية: «رجل يخرج من الإسلام يحارب الله ورسوله فيقتل».

صحيح: رواه أبو داود (٤٣٥٣)، والنسائي (٤٠٤٨)، والدارقطني (٣/ ٨١)، والحاكم (٤/ ٣٦٧)، والبيهقي (٨/ ٢٨٣) كلهم من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، ورجل خرج محاربا لله ورسوله فإنه يُقتل أو يُصلب، أو ينفى من الأرض، أو يقتل نفسًا فيقتل بها، وفي رواية: «رجل يخرج من الإسلام يحارب الله ورسوله فيقتل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يضع الضوابط والأسس لحرمة الدماء في الإسلام، وهي من أعظم الحرمات.

الحديث بلفظه الكامل:


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ فَإِنَّهُ يُرْجَمُ، وَرَجُلٌ خَرَجَ مُحَارِبًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ أَوْ يُصْلَبُ أَوْ يُنْفَى مِنَ الْأَرْضِ، أَوْ يَقْتُلُ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا». وفي رواية: «رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ الْإِسْلَامِ يُحَارِبُ اللَّهُ وَرَسُولَهُ فَيُقْتَلُ».


أولاً. شرح المفردات:


● لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: لا يجوز إراقة دمه أو قتله.
● يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ: أي يُقر بهذه الشهادة ويعمل بمقتضاها، فهي عنوان الإسلام.
● بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: بسبب واحدة من ثلاث حالات استثناها الشرع.
● زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ: الإحصان هنا يعني أن يكون الزاني محصناً، أي: حراً بالغاً عاقلاً قد تزوج ودخل بزوجته في نكاح صحيح. فإذا زنى بعد ذلك فقد استكمل شروط وجوب الرجم.
● يُرْجَمُ: يقذف بالحجارة حتى الموت، وهي عقوبة الزاني المحصن.
● خَرَجَ مُحَارِبًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ: أي خرج مرتداً عن الدين، معتزلاً لجماعة المسلمين، مستحلاً للقتال والسلب والترويع في الأرض (وهو ما يُعرف بـ "حرابة" أو "قطع الطريق").
● يُقْتَلُ أَوْ يُصْلَبُ أَوْ يُنْفَى مِنَ الْأَرْضِ: هذه عقوبة المحارب، وتكون بحسب جرمه وتقدير الإمام، فإما القتل فقط، أو القتل ثم الصلب، أو النفي (السجن أو الطرد من البلد).
● يَقْتُلُ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا: أي قتل نفس معصومة عمداً بغير حق، فيُقتل قصاصاً بها.


ثانيًا. شرح الحديث:


يؤسس هذا الحديث لقاعدة عظيمة في الشريعة الإسلامية، وهي حرمة دم المسلم وعرضه وماله. فدم المسلم مصون لا يُمس إلا بحق، والشهادة بالتوحيد والنبوة هي الحاجز الذي يحول دون انتهاك هذه الحرمة.
ثم استثنى النبي ﷺ ثلاث حالات فقط يُهدر فيها هذا الدم، ويُستباح قتل صاحبه بعد المحاكمة العادلة وإقامة البينات:
1- الزاني المحصن: وهو من كان حراً بالغاً عاقلاً قد تزوج ودخل بزوجته، ثم زنى. وعقوبته الرجم حتى الموت، تطهيراً للمجتمع من الفاحشة وردعاً لأمثاله.
2- المحارب المرتد (قاتل الطريق): وهو الذي يخرج على المجتمع بالسلب والنهب والترويع والقتل، ويستحل محاربة الله ورسوله بفعلته هذه. وعقوبته تتراوح بين القتل، أو القتل ثم الصلب (للتشهير والزجر)، أو النفي (السجن أو الطرد)، وذلك حسب جسامة الجريمة وتقدير ولي الأمر.
3- القاتل عمداً: وهو من يقتل نفساً معصومة بغير حق، فيُقتل بها قصاصاً، تحقيقاً للعدل وردعاً للجريمة، وتطبيقاً لقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.
والرواية الأخرى: «رجل يخرج من الإسلام يحارب الله ورسوله فيقتل» تُخصص الحالة الثانية وتوضح أنها تتعلق بالمرتد الذي يحارب الله ورسوله، أي يجمع بين الردة ومحاربة المجتمع، وليس مجرد الردة فقط، إذ أن حكم المرتد الذي لا يحارب يكون مختلفاً.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة حرمة الدم المسلم: جعل الإسلام دم المسلم أعظم الحرمات بعد العقيدة، فلا يُستباح إلا بأعظم الجرائم التي تهدد كيان المجتمع وأمنه.
2- العدل والرحمة في التشريع: هذه العقوبات ليست انتقاماً، بل هي تطهير للمجتمع من الشرور، وحماية لأمنه، وردع لأصحاب النفوس المريضة. وهي مقيدة بشروط صارمة وإجراءات قضائية تحول دون الظلم.
3- ضبط مفهوم "التكفير": الحديث يرد على المتسرعين في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم. فمجرد الذنب (ما دون الشرك) لا يخرج المسلم من الملة، ولا يحل دمه. فالقاتل يقتل قصاصاً لا كفراً، والزاني يعاقب حداً لا كفراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٣٥٣)، والنسائي (٤٠٤٨)، والدارقطني (٣/ ٨١)، والحاكم (٤/ ٣٦٧)، والبيهقي (٨/ ٢٨٣) كلهم من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد على شرط الشيخين».

معلومات عن حديث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم

  • 📜 حديث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب