مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن سلمان بن عامر الضبي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَعَ الغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى».

---

1. شرح المفردات:

● مَعَ الغُلَامِ: أي عند ولادة الطفل الذكر.
● عَقِيقَةٌ: الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع من ولادته.
● فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا: أي اذبحوا ذبيحة (شاة أو ما في معناها) عنه.
● وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى: أي أزيلوا عنه الأذى، وهو هنا يشير إلى حلق شعر رأسه.

---

2. شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف يوضح حكم العقيقة وما يتعلق بها من أحكام.
والعقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود شكرًا لله تعالى على نعمة الولد، وإظهارًا للفرح به، وهي سنة مؤكدة عن النبي ﷺ.
● "مَعَ الغُلَامِ عَقِيقَةٌ": أي أن للغلام (الذكر) عقيقة، وهي ذبيحة تذبح عنه.
● "فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا": أي اذبحوا ذبيحة عنه، وهي شاتان للذكر وشاة واحدة للأنثى، كما جاء في الأحاديث الأخرى.
● "وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى": أي أزيلوا عنه الأذى، وهو حلق شعر رأسه، والتخلص منه. وقد ورد في السنة أن يحلق رأس المولود في اليوم السابع، ويتصدق بوزن شعره فضةً أو ذهبًا على الفقراء.

---

3. الدروس المستفادة منه:

1- مشروعية العقيقة: فهي سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، وهي من حقوق الطفل على والديه.
2- التفريق بين الذكر والأنثى في عدد الذبائح: للذكر شاتان، وللأنثى شاة واحدة.
3- حلق رأس المولود: وهو من السنة، ويستحب أن يتصدق بوزن شعره فضةً أو ذهبًا.
4- الشكر لله على نعمة الولد: فالعقيقة تعبير عن الشكر والفرح بهذه النعمة.
5- التفاؤل ببركة الذبيحة وإماطة الأذى: حيث يُراد من ذلك طلب السلامة والبركة للطفل.

---

4. معلومات إضافية مفيدة:

● وقت العقيقة: يستحب ذبح العقيقة في اليوم السابع من الولادة، فإن فات ففي اليوم الرابع عشر أو الحادي والعشرين، وإلا ففي أي وقت.
● حكمها: سنة مؤكدة، وليست واجبة عند جمهور العلماء.
● ما يذبح: يذبح عن الغلام شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة.
● توزيع لحمها: يستحب أن يُطبخ لحم العقيقة ولا يُوزع نيئًا، ويؤكل منها ويتصدق بها ويهدى إلى الجيران والأقارب.

الخلاصة:
الحديث يدل على مشروعية العقيقة وحلق رأس المولود والتصدق بوزن شعره، وهي من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.