حديث: عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة
حسن: رواه الترمذي (١٥١٣)، وابن ماجه (٣١٦٣)، وأحمد (٢٤٠٢٨) وصححه ابن حبان (٥٣١٠) كلهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن يوسف بن ماهك أنهم دخلوا على حفصة بنت عبد الرحمن فسألوها عن العقيقة فأخبرتهم أن عائشة أخبرتها فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث: عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله ﷺ أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة." رواه الإمام مسلم في صحيحه.
1. شرح المفردات:
* أمرهم: طلب منهم وأرشدهم إلى حكم شرعي.
* عن الغلام: في حق المولود الذكر.
* شاتان مكافئتان: شاهان متساويتان في السن والجودة والخلو من العيوب. والمكافأة هنا تعني التساوي والتماثل.
* عن الجارية: في حق المولود الأنثى.
* شاة: نعجة واحدة.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث النبوي الشريف يبين حكم العقيقة، وهي الذبيحة التي تذبح عن المولود شكرًا لله تعالى على نعمته.
* المقدار الواجب: يحدد الحديث مقدار العقيقة، حيث جعلها النبي ﷺ شاتان عن الذكر وشاة واحدة عن الأنثى.
* صفة الذبيحة: يشترط في الشاتين أن تكونا "مكافئتان"، أي متساويتان في المواصفات الشرعية للذبح، فلا تكون إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، أو إحداهما سليمة والأخرى معيبة. وهذا يشمل:
* أن تبلغ السن المعتبر شرعًا (الثني من الضأن، أو الجذع من المعز).
* أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع الإجزاء في الأضحية (كالعرجاء البين عرجها، والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والهزيلة التي لا تنقي).
* الحكمة من التفريق: الحكمة من جعل العقيقة عن الذكر ضعف ما عن الأنثى – كما في الدية – محل اجتهاد عند العلماء، ومنها أن شكر نعمة الذكر آكد، أو لحاجة الذكر إلى الدعاء والبركة أكثر لكونه سيكون مسؤولًا عن الأسرة وغيرها، والله تعالى أعلم بحكمته.
3. الدروس المستفادة منه:
1- مشروعية العقيقة: الحديث دليل على مشروعية العقيقة وأنها سنة مؤكدة عن رسول الله ﷺ.
2- الشكر على النعمة: العقيقة تعبير عن شكر الله تعالى على نعمة الولد، سواء كان ذكرًا أم أنثى.
3- التفريق بين الذكر والأنثى في المقدار: فيها إظهار للتفريق الشرعي في بعض الأحكام بين الجنسين، وهو تفريق قائم على الحكمة والعدل وليس على التفضيل المطلق.
4- الاهتمام بجودة النسك: اشتراط "المكافأة" يدل على وجوب اختيار الذبيحة الجيدة التي تليق بأن تكون قربانًا إلى الله تعالى، فلا يجزئ فيها المعيبة أو الهزيلة.
5- إحياء السنة: في فعل العقيقة إحياء لسنة النبي ﷺ وتنفيذ لأمره، مما يربط الأمة بتعاليم دينها.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* وقت ذبح العقيقة: تذبح العقيقة في اليوم السابع من ولادة المولود، كما في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه الذي قال فيه النبي ﷺ: "كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه..." (رواه أبو داود والترمذي وصححه). فإن فات اليوم السابع، ففي اليوم الرابع عشر أو الحادي والعشرين، وإلا ففي أي وقت.
* حكمها: جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) على أن العقيقة سنة مؤكدة وليست واجبة.
* التصرف في لحمها: يُستحب أن يطبخ لحم العقيقة (لا يوزع نيئًا) ويتصدق بجزء منه، ويهدي إلى الجيران والأقارب، ويأكل منه أهل البيت.
* الدعاء عند الذبح: يسن أن يقول عند ذبحها: "بسم الله والله أكبر، اللهم هذه منك وإليك، هذه عقيقة [ويسمي المولود]... اللهم لك شكرًا، ولك عظمت، وإليك توجهت، فتقبل مني، عن فلان بن فلان".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل ابن خثيم فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقوله: «مكافئتان» أي متساويان في السنّ، وقيل: متقاربتان، وسبق في إحدى طرق حديث أم كرز أن عطاء فسّره بالمِثْلَين.
وفي هذه الأحاديث حجة للجمهور في التفرقة بين الغلام والجارية.
وقال مالك في الموطأ (٢/ ٥٠٢): «الأمر عندنا في العقيقة أن من عقَّ فإنما يعق عن ولده بشاةٍ شاةٍ الذكور والإناث». وروي مثل ذلك من فعل ابن عمر، وعروة بن الزبير.
والصواب ما عليه جمهور العلماء في المفاضلة بين الذكور والإناث في العقيقة.
قال الحافظ ابن القيم في تحفة المودود ص (١١٥): «وهذه قاعدة الشريعة فإن الله تعالى
سبحانه فاضل بين الذكر والأنثى، وجعل الأنثى على النصف من الذكر في المواريث، والديات والشهادات والعتق ... فجرت المفاضلة في العقيقة هذا المجرى لو لم يكن فيها سنة، كيف والسنن الثابتة صريحة بالتفضيل». اهـ.
ودلت هذه الأحاديث على استحباب العقيقة على الإناث أيضا وهو قول جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وكان الحسن وقتادة لا يريان عن الجارية عقيقة، حكي ذلك عنهما أبو بكر بن المنذر كما في المصدر السابق ص (١١٢).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى
- 2 مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى
- 3 من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه
- 4 اجعلوا مكان الدم خلوقًا
- 5 نذبح شاة عند الولادة ونحلق رأس المولود ونلطخه بزعفران
- 6 عق عنه جزورًا فقالت معاذ الله ولكن ما قال رسول...
- 7 عق رسول الله عن الحسن والحسين ﷺ بكبشين كبشين
- 8 عق النبي ﷺ عن الحسن والحسين
- 9 عق رسول الله ﷺ عن الحسن والحسين.
- 10 عق رسول الله عن حسن وحسين يوم السابع
- 11 عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة
- 12 العقيقة عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
- 13 عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
- 14 احلقي شعر رأسه وتصدقي بوزنه من الورق
- 15 عق النبي ﷺ عن نفسه بعد النبوة
- 16 ابن لأبي طلحة يشتكي فقبض الصبي
- 17 ففرحوا به فرحا شديدا، لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد...
- 18 أول مولود في الإسلام عبد الله بن الزبير
- 19 يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم
- 20 أول ما دخل بطن عبد الله بن الزبير ريق رسول...
- 21 حنك النبي ﷺ إبراهيم ابن أبي موسى بتمرة ودعا له...
- 22 حب الأنصار التمر
- 23 وُلِد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم
- 24 أذان النبي في أذن الحسن بن علي عند ولادته
- 25 عنوان الحديث: "النبي ﷺ يضع الصبي على فخذه ويسميه المنذر"
معلومات عن حديث: عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
📜 حديث: عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








