حديث: حب الأنصار التمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحنيك المولود وتسميته والدعاء له عند ولادته

عن أنس قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله ﷺ حين وُلِد، ورسول الله ﷺ في عباءةٍ يَهْنأ بعيرا له. فقال: «هل معك تمر؟» فقلت: نعم، فناولتُه تمراتٍ. فألقاهن في فيه فلاكهن، ثم فغرفا الصبي فمجَّه في فيه، فجعل الصبي يتلمَّظه. فقال رسول الله ﷺ: «حب الأنصار التمر» وسَمّاه: عبد الله.

صحيح: رواه مسلم في الآداب (٢٢: ٢١٤٤) عن عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله ﷺ حين وُلِد، ورسول الله ﷺ في عباءةٍ يَهْنأ بعيرا له. فقال: «هل معك تمر؟» فقلت: نعم، فناولتُه تمراتٍ. فألقاهن في فيه فلاكهن، ثم فغرفا الصبي فمجَّه في فيه، فجعل الصبي يتلمَّظه. فقال رسول الله ﷺ: «حب الأنصار التمر» وسَمّاه: عبد الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحمل في طياته معاني جليلة ودروساً عظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● يهْنأ بعيراً له: أي يدهن ويطلي ظهر البعير بالقطران أو ما يشبهه لعلاجه أو وقايته من الأذى.
● فلاكهن: أي مضغ التمرات.
● فغرفا الصبي: أي فتح فم الطفل برفق.
● فمجَّه في فيه: أي وضع المضغة في فم الصبي.
● يتلمَّظه: يحرك لسانه وشفتيه ليتذوقه ويبلعه.
● حب الأنصار التمر: أي محبة الأنصار وشغفهم بزراعة التمر وأكله.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، عن موقفٍ جميلٍ حصل معه عندما ذهب بمولودٍ جديدٍ هو عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى النبي ﷺ ليدعو له ويبارك فيه.
وكان النبي ﷺ في حالةٍ من البساطة والتواضع، مشغولاً بمهمةٍ دنيويةٍ وهي دهن بعيره، مما يدل على تواضعه وعدم تكبره. فلما رأى الطفل، سأل عن التمر، وكان مع أنس تمر، فأخذه النبي ﷺ ومضغه ثم فتح فم الطفل ووضع التمر الممضوغ فيه، فبدأ الطفل يتذوقه ويبلعه. ثم علق النبي ﷺ على حب الأنصار للتمر، وسمى الطفل "عبد الله".

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التواضع النبوي: كان النبي ﷺ في عباءة يدهن بعيره بنفسه، وهذا أعلى درجات التواضع من سيد الخلق وأشرفهم.
2- استحباب التحنيك للمولود: والتحنيك هو مضغ التمر ثم وضعه في فم المولود، وهي سنة نبوية مستحبة عند أهل العلم، وتفعل عند الولادة مباشرة أو في اليوم السابع.
3- بركة دعاء النبي ﷺ: حيث دعا لهذا الطفل بالبركة، وكان عبد الله بن أبي طلحة من صالحين الأنصار فيما بعد.
4- التيمن بالتمر: فهو طعام مبارك، وفيه بركة وغذاء، وكان النبي ﷺ يحبه ويستعمله في مناسبات البركة.
5- اختيار الأسماء الحسنة: حيث سماه النبي ﷺ "عبد الله"، وهو من أفضل الأسماء لأنه يتضمن عبادة الله تعالى.
6- ملاطفة الأطفال والاهتمام بهم: فقد عامل النبي ﷺ هذا الطفل الصغير بأدب وحنان.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أدلة سنية التحنيك للمولود، وهو مستحب عند جمهور العلماء.
- كان عبد الله بن أبي طلحة هذا من الذرية الصالحة، حيث رُزق بعشرة من الأولاد كلهم حافظون للقرآن الكريم، وذلك ببركة دعاء النبي ﷺ.
- في هذا الحديث بيان لعادة حسنة عند العرب، وهي التسمية بأسماء تدل على العبودية لله مثل "عبد الله" و"عبد الرحمن".
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الآداب (٢٢: ٢١٤٤) عن عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، فذكره.
فقه الحديث: دلّتْ هذه الأحاديث على استحباب تحنيك المولود عند ولادته، والدعاء له بالبركة، وقد حكى النووي في شرح مسلم (١٤/ ١٢٢) الإجماع على ذلك.
وأما حصول البركة بريق المحنك فهو خاص بالنبي ﷺ، كان الصحابة يأتون بصبيانهم إلى النبي ﷺ رجاء بركة ريقه ودعائه له، وأما بعد وفاته ﷺ لم يُؤْثر عن أحد من الصحابة أو التابعين أو من بعدهم من الأئمة أنهم كانوا يذهبون بصبيانهم إلى أهل الفضل والصلاح بقصد التبرك بهم، بل كل يحنِّك صبيه سواء كان المحنِّك رجلا، أو امرأة، فقد نقل ابن القيم ﵀ في تحفة المودود ص (٦٦) عن الخلال أنه قال: «أخبرني محمد بن علي قال: سمعت أم ولد أحمد بن حنبل تقول: لما أخذ بي الطلق كان مولاي نائما، فقلت له: يا مولاي، هو ذا أموت فقال: يفرج الله؛ فما هو إلا أن قال: يفرج الله حتى ولدت سعيدا.
فلما ولدته قال: هاتوا ذلك التمر لتمر كان عندنا من تمر مكة، فقلت لأم عليّ: امضغي هذا التمر وحنّكِيه ففعلت». اهـ.
ولو كان التحنيك خاصا بالصالحين، لقام به الإمام أحمد ﵀ بنفسه فإنه أولى به من جاريته. والله أعلم.
ولما ذكر الحافظ في الفتح (٣/ ٣٦٧) أن حديث أنس الذي سبق يستفاد منه قصد أهل الفضل التحنيك المولود لأجل البركة، علّق عليه سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ﵀: «بأن التماس البركة من النبي ﷺ خاصّ به، لا يقاس عليه غيره؛ لما جعل الله في جسده من البركة بخلاف غيره فلا يجوز التماس البركة منه سدًا لذريعة الشرك، وتأسيًا بالصحابة فإنهم لم يفعلوا ذلك مع غيره، وهم أعلم الناس بالسنة، وأسبقهم إلى كل خير ﵃».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: حب الأنصار التمر

  • 📜 حديث: حب الأنصار التمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حب الأنصار التمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حب الأنصار التمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حب الأنصار التمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب