حديث: أذان النبي في أذن الحسن بن علي عند ولادته
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما رُوِيَ في الأذان والإقامة في أذن المولود
ضعيف: رواه أبو داود (٥١٠٥)، والترمذي (١٥١٤)، والإمام أحمد (٢٣٨٦٩)، والحاكم (٣/ ١٧٩) من طرق عن سفيان (هو الثوري) قال: حدثني عاصم بن عبد الله، عن عبد الله بن أبي رافع، عن
أبيه فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الذي ذكر: رُوي عن أبي رافع قال: رأيتُ رسول الله ﷺ أذّن في أذن الحسن بن علي حين ولدتْه فاطمة بالصلاة.
1. شرح المفردات:
* أذّن: نطق بكلمات الأذان المعروفة (الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله... إلخ).
* في أذن: المقصود الأذن اليمنى للمولود على الأرجح، كما ورد في روايات أخرى.
* الحسن بن علي: هو سبط رسول الله ﷺ وريحانته من الدنيا، ابن السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
* ولدته فاطمة: أي عندما ولدته أمه السيدة فاطمة رضي الله عنها.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يدل على سنة مستحبة عند ولادة المولود، وهي أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقام في أذنه اليسرى.
* الحكمة من هذا الفعل:
* أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات التوحيد والنداء للصلاة، التي هي أعظم شعائر الإسلام. فهي بمثابة البرمجة الأولى للروح على الخير، لتكون أول ما تسمعه الأذن في الدنيا هو ذكر الله تعالى.
* هي حصن وحماية للمولود من الشيطان، كما ذكر بعض العلماء، لأن الشيطان يفر من كلمات الأذان.
* تكون دعوة التوحيد والإيمان هي أول ما ينطق به في وجوده الجديد، فيبارك فيه.
* حكم هذه السنة:
هذه السنة مستحبة وليست واجبة، وذلك باتفاق جمهور العلماء. وهي من السنن التي يحسن بالمسلمين إحياؤها والحرص عليها عند ولادة أطفالهم.
* مصدر الحديث وصحته:
روى هذا الحديث الإمام الترمذي في سننه، والإمام البيهقي، وغيرهم. وقد اختلف العلماء في درجة صحته، فمنهم من صححه كالحاكم، ومنهم من ضعفه كبعض المتأخرين. ومع ذلك، فإن العمل به مستحب لما فيه من المعاني الطيبة والحكم الظاهرة، ولأنه من جملة الأمور التي تقال في استقبال المولود، وقد ثبتت بأحاديث أخرى يقوي بعضها بعضاً.
3. الدروس المستفادة منه:
1- الاهتمام بالتربية الإيمانية منذ اللحظة الأولى: يوجهنا النبي ﷺ إلى أهمية غرس معاني التوحيد والإيمان في نفوس الأبناء منذ ولادتهم، لا عندما يكبرون فقط.
2- تقديم الخير والذكر على كل شيء: أول ما يستقبل به المسلم وليده هو ذكر الله، مما يعلمنا أن نقدم الأمور الروحية والإيمانية على الأمور الدنيوية حتى في أفراحنا.
3- التأسي برسول الله ﷺ في كل شيء: حتى في كيفية استقبال المولود الجديد، كان ﷺ يرشدنا إلى أفضل الأساليب وأحسنها.
4- الحرص على السنن النبوية: هذا الحديث يحثنا على البحث عن السنن النبوية والعمل بها، حتى تلك التي قد يغفل عنها الكثيرون.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* وردت رواية أخرى تفصيلية عن الصحابي عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، أن النبي ﷺ "أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد، وأقام في أذنه اليسرى". وهذا أكمل، حيث يجمع بين الأذان في الأذن اليمنى والإقامة في اليسرى.
* من الحكم أيضاً أن يكون نداء التوحيد والإقامة للصلاة هو أول ما يسمعه المولود، كما أن آخر ما يسمعه المسلم في الدنيا هو تلقينه "لا إله إلا الله" عند الاحتضار. فكأن حياته تبدأ وتنتهي على كلمة التوحيد.
* ينبغي للمسلم أن يحسن اختيار من يؤذن في أذن مولوده، ويكون صوته حسناً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أبيه فذكره. وإسناده ضعيف، علته: عاصم بن عبيد الله هو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري متفق على ضعفه لسوء حفظه.
قال ابن حبان: «كان سيء الحفظ، كثير الوهم فاحش الخطأ، فترك من أجل كثرة خطئه».
المجروحين (٢/ ١٢٧) وعدّ هذا الحديث من مناكيره.
وعليه فقول الترمذي عقب الحديث: «حسن صحيح»، وقول الحاكم: «حديث صحيح الإسناد» معدود من تساهلهما - رحمهما الله - في التصحيح؛ ولذلك تعقب الذهبي الحاكم بقوله: «عاصم ضُعِّف».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس: أن النبي ﷺ أذّن في أذن الحسن بن علي يوم وُلِدَ، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى.
رواه البيهقي في شعب الإيمان (٨٦٢٠) من طريق محمد بن يونس، ثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي، ثنا القاسم بن مطيب، عن منصور بن صفية، عن أبي معبد، عن ابن عباس فذكره.
قال البيهقي عقب هذا الحديث وحديث الحسين بن علي: في إسنادهما ضعف، كذا قال، بل إسنادهما واهٍ؛ فإن الحسن بن عمرو بن سيف متروك، واتهم بالكذب، ومحمد بن يونس هو الكديمي كذبه أبو داود واتهم بالوضع أيضا.
وكذلك لا يصح ما روي عن الحسين بن علي قال: قال رسول الله ﷺ: «من وُلدَ له فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى، لم تضره أمُّ الصبيان».
رواه أبو يعني (٦٧٨٠) وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٢٣)، وابن عدي في الكامل في ترجمة يحيى بن العلاء، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٦١٩) كلهم من طريق يحيى بن العلاء، عن مروان بن سالم، عن طلحة بن عبيد الله، عن حسين، فذكره.
وإسناده تالف، يحيى بن العلاء متهم بالوضع، وشيخه متروك وقد اتهم بالكذب والوضع أيضا.
وكذلك لا يصح ما رُوِيَ عن ابن عمر أن النبي ﷺ أذن في أذن الحسن والحسين حين وُلِدا.
رواه تمام الرازي في فوائده - كما في الروض البسام (١٢١٩) - من طريق عبد الله بن عمرو الأموي، عن القاسم بن حفص العمري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
وإسناده تالف أيضا، فيه القاسم بن حفص وهو القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص العمري، قال في التقريب: «متروك رماه أحمد بالكذب».
وبالجملة فلم يصح في هذا الباب شيء ولم يؤثر عن أحد من الصحابة أنه فعله.
وأما ما رُويَ عن عمر بن عبد العزيز: «أنه كان إذا وُلِد له ولد أخده كما هو في خرقته، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى وسمّاه مكانه» فلا يصح أيضا.
رواه عبد الرزاق في مصنفه (٧٩٨٥) وفي إسناده ابن أبي يحيى وهو إبراهيم بن محمد بن أبي
يحيى الأسلمي متروك كما في التقريب.
وأما أهل العلم فاختلفوا في التأذين:
فذهب الشافعي وأصحابه إلى استحباب التأذين عند الولادة ذكرا كان أو أنثى، ويكون الأذان بلفظ أذان الصلاة وبه قال الحسن البصري.
وذهب غيرهم إلى عدم مشروعيته لعدم صحة أحاديث الباب.
انظر للمزيد: المنة الكبرى (٤/ ٥٤٦).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى
- 2 مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى
- 3 من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه
- 4 اجعلوا مكان الدم خلوقًا
- 5 نذبح شاة عند الولادة ونحلق رأس المولود ونلطخه بزعفران
- 6 عق عنه جزورًا فقالت معاذ الله ولكن ما قال رسول...
- 7 عق رسول الله عن الحسن والحسين ﷺ بكبشين كبشين
- 8 عق النبي ﷺ عن الحسن والحسين
- 9 عق رسول الله ﷺ عن الحسن والحسين.
- 10 عق رسول الله عن حسن وحسين يوم السابع
- 11 عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة
- 12 العقيقة عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
- 13 عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
- 14 احلقي شعر رأسه وتصدقي بوزنه من الورق
- 15 عق النبي ﷺ عن نفسه بعد النبوة
- 16 ابن لأبي طلحة يشتكي فقبض الصبي
- 17 ففرحوا به فرحا شديدا، لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد...
- 18 أول مولود في الإسلام عبد الله بن الزبير
- 19 يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم
- 20 أول ما دخل بطن عبد الله بن الزبير ريق رسول...
- 21 حنك النبي ﷺ إبراهيم ابن أبي موسى بتمرة ودعا له...
- 22 حب الأنصار التمر
- 23 وُلِد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم
- 24 أذان النبي في أذن الحسن بن علي عند ولادته
- 25 عنوان الحديث: "النبي ﷺ يضع الصبي على فخذه ويسميه المنذر"
معلومات عن حديث: أذان النبي في أذن الحسن بن علي عند ولادته
📜 حديث: أذان النبي في أذن الحسن بن علي عند ولادته
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أذان النبي في أذن الحسن بن علي عند ولادته
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أذان النبي في أذن الحسن بن علي عند ولادته
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أذان النبي في أذن الحسن بن علي عند ولادته
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








