حديث: نذبح شاة عند الولادة ونحلق رأس المولود ونلطخه بزعفران

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تلطيخ رأس الصبي بدم العقيقة هو من أعمال الجاهلية وإبداله في الإسلام بالخَلُوق

عن بريدة بن الحصيب قال: كنا في الجاهلية إذا وُلِد لأحدنا غلام ذبح شاةً ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران.

حسن: رواه أبو داود (٢٨٤٣) - ومن طريقه البيهقي (٩/ ٣٠٢ - ٣٠٣) - والحاكم (٤/ ٢٣٨) كلهم من طريق الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه فذكره.

عن بريدة بن الحصيب قال: كنا في الجاهلية إذا وُلِد لأحدنا غلام ذبح شاةً ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- قال: "كنا في الجاهلية إذا وُلِد لأحدنا غلام ذبح شاةً ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران."
(رواه أبو داود في سننه، وهو حسن)


1. شرح المفردات:


● ولطخ رأسه بدمها: أي وضع الدم على رأس المولود.
● بزعفران: نبات معروف يستخرج منه صبغ أصفر اللون ذو رائحة طيبة، وكان يستخدم للتبرك والزينة.


2. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- عادة كانت منتشرة بين العرب في الجاهلية، حيث كانوا عندما يولد لهم مولود ذكر يذبحون شاة ثم يلطخون رأس المولود بدم تلك الشاة، ظنًا منهم أن هذا الفعل يحمي الطفل من الشرور أو يجلب له البركة.
فلما جاء الإسلام وشرع الله تعالى مناهج الحياة، أبطل هذه العادة الجاهلية التي تقوم على اعتقادات باطلة، واستبدلها المسلمون بعمل مشروع وهو العقيقة، التي هي ذبح شاة عن المولود، ولكن دون فعل المنكرات والبدع، فبدلاً من تلطيخ الرأس بالدم -وهو عمل قذر ومستقذر- استبدلوه بحلق رأس المولود ودهنه بالزعفران الطيب ذي الرائحة الزكية واللون الجميل.
وهذا من حكمة الإسلام العظيمة، حيث لم ينههم عن الذبح تمامًا (لأنه قد يكون فيه إحياء لبعض السنن)، بل صحح الطريقة والنية، فأبطل الجاهلية وأقر المشروع.


3. الدروس المستفادة منه:


1- رفض الإسلام للخرافات والعادات الجاهلية: يبين الحديث كيف أن الإسلام يمحو آثار الجاهلية وأفكارها الباطلة، ويستبدلها بتعاليم نقية قائمة على التوحيد والعقل والطهارة.
2- التدرج في تغيير المنكر: لم ينه الإسلام عن الذبح نفسه لأنه قد يتحول إلى سنة مشروعة (العقيقة)، بل حوله من عمل وثني إلى عبادة لله وحده.
3- الطهارة والنظافة من شيم الإسلام: استبدال الدم القذر بالزعفران الطيب يدل على حرص الإسلام على النظافة والطيب والجمال في كل الأمور.
4- مشروعية العقيقة: يؤخذ من الحديث مشروعية العقيقة عن المولود، وهي من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم العقيقة: سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يُذبح عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة واحدة.
● وقت العقيقة: تذبح يوم السابع من الولادة، ويحلق فيه رأس الطفل ويسمى.
● الحكمة من العقيقة: إظهار الفرح والسرور بالمولود، وشكر نعمة الله تعالى، وإطعام الفقراء والمحتاجين، والتقرب إلى الله بذبح القربان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٤٣) - ومن طريقه البيهقي (٩/ ٣٠٢ - ٣٠٣) - والحاكم (٤/ ٢٣٨) كلهم من طريق الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد وهو المروزي القاضي حسن الحديث، وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين.
وأما ما روي عن يزيد بن عبْد المزني أن النبي ﷺ قال: «يُعَقُّ عن الغلام، ولا يُمسُّ رأسُه بدَمٍ». فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (٣١٦٦) عن يعقوب بن حُميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن أيوب بن موسى أنه حدثه أن يزيد بن عبد المزني حدّثه، فذكره.
ورجاله ثقات غير يزيد بن عبْد المزني، فلم يرو عنه إلا أيوب بن موسى القرشي الأموي، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين (٥/ ٥٤٣) على قاعدته في توثيق المجاهيل.
وقد زاد بعضهم بعد يزيد بن عبد «عن أبيه».
كذلك رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١١٠٨)، والطحاوي في مشكله (١٠٥٢) ومداره على يزيد بن عبد وهو مجهول، وكذلك لم تثبت صحية لأبيه كما في الإصابة (٩٤٨٨) في القسم الرابع، فهو مجهول أيضا إذ لم يرو عنه إلا ابنه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: نذبح شاة عند الولادة ونحلق رأس المولود ونلطخه بزعفران

  • 📜 حديث: نذبح شاة عند الولادة ونحلق رأس المولود ونلطخه بزعفران

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نذبح شاة عند الولادة ونحلق رأس المولود ونلطخه بزعفران

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نذبح شاة عند الولادة ونحلق رأس المولود ونلطخه بزعفران

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نذبح شاة عند الولادة ونحلق رأس المولود ونلطخه بزعفران

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب