حديث: من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب هل يكره تسمية النَّسيكة التي تذبح عن المولود عقيقة؟

عن عبد الله بن عمرو قال: سُئل رسول الله ﷺ عن العقيقة فقال: «لا يحب الله عز وجل العقوقَ» وكأنه كره الاسم. قال لرسول الله ﷺ: إنما نسألك أحدُنا يُولد له؟ قال: «من أحب أن ينسك عن وَلَده فلينسكْ عنه؛ عن الغلام شاتان مُكافأتان، وعن الجارية شاة».
قال أبو داود: سألت زيد بن أسلم عن المكافأتان؟ قال: الشاتان المشبهتان تُذبحان جميعا.

حسن: رواه أبو داود (٢٨٤٢)، والنسائي (٤٢١٢)، والإمام أحمد (٦٧١٣، ٦٨٢٢)، والحاكم (٤/ ٢٣٨) من طرق عن داود بن قيس الفرّاء، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده فذكره.

عن عبد الله بن عمرو قال: سُئل رسول الله ﷺ عن العقيقة فقال: «لا يحب الله ﷿ العقوقَ» وكأنه كره الاسم. قال لرسول الله ﷺ: إنما نسألك أحدُنا يُولد له؟ قال: «من أحب أن ينسك عن وَلَده فلينسكْ عنه؛ عن الغلام شاتان مُكافأتان، وعن الجارية شاة».
قال أبو داود: سألت زيد بن أسلم عن المكافأتان؟ قال: الشاتان المشبهتان تُذبحان جميعا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أبو داود في سننه، وهو حديث صحيح، وفيه مسائل مهمة تتعلق بالعقيقة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحسب الطلب:

أولاً. شرح المفردات:


● العقيقة: في اللغة: الشعر الذي يولد عليه الطفل. وفي الشرع: الذبيحة التي تذبح عن المولود شكراً لله.
● العقوق: مصدر عَقَّ والديه، أي قطعهما وعصاهما وأساء إليهما. وهو من أكبر الكبائر.
● يُنسك: من النُّسُك، وهو التقرب إلى الله بالذبح والعبادة. أي: يتقرب إلى الله بذبح العقيقة.
● مُكافأتان: أي متقاربتان أو متشابهتان في السن والحجم والجودة، بحيث لا تكون إحداهما أفضل من الأخرى بكثير.


ثانياً. شرح الحديث:


1- قوله: «لا يحب الله العقوق»:
- هذا جزء من رد النبي ﷺ على السؤال عن "العقيقة"، حيث كره ﷺ هذا الاسم لاشتباهه بلفظ "العقوق" الذي يعني عصيان الوالدين وإيذاءهما، وهو أمرٌ يحرمه الله ويبغضه.
- فيه دليل على كراهة تسمية العقيقة بهذا الاسم؛ لما فيه من مشابهة لفظية لكلمة "العقوق" المحرمة. ولهذا كان الصحابي عبد الله بن عمرو يروي أن النبي ﷺ كره الاسم.
2- قوله: «إنما نسألك أحدنا يولد له؟»:
- هذا توضيح من السائل أن قصده ليس العقوق المحرم، بل السؤال عن الذبيحة التي تذبح للمولود، والتي يسميها الناس "عقيقة".
3- قوله: «من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه»:
- هذا بيان من النبي ﷺ أن العقيقة سنة مستحبة وليست فرضاً واجباً، بدليل قوله: «من أحب»، فمن فعلها فله أجر، ومن تركها فلا إثم عليه.
- والمعنى: من أراد أن يتقرب إلى الله بذبيحة عن ولده فليفعل.
4- قوله: «عن الغلام شاتان مكافأتان، وعن الجارية شاة»:
- هنا بيان مقدار العقيقة ونوعها:
● عن الذكر: شاتان (أي شاهان).
● عن الأنثى: شاة واحدة.
- وهذا التفاوت بين الذكر والأنثى لا يعني تفضيلاً في الحقوق، بل هو من خصوصيات هذه العبادة، كما في الدية في القصاص أيضاً.
5- قول أبي داود: "سألت زيد بن أسلم عن المكافأتان؟ قال: الشاتان المشبهتان تذبحان جميعا":
- هذا توضيح من تابعي جليل هو زيد بن أسلم لمعنى "المكافأتان":
- أي أن الشاتين تكونان متقاربتين في:
● السّن: بأن تكونا في السن المناسب للذبح (عادةً ما تكون حول السنة من العمر).
● الصفة: بأن تكونا متشابهتين في الحجم والجودة والسلامة من العيوب.
- وقوله: "تذبحان جميعاً" أي في وقت واحد، يوم السابع من ولادة الطفل.


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- كراهية التسمية التي تحمل معنى سيئاً: حتى لو كان المقصود غير ذلك، كما كره النبي ﷺ لفظ "العقيقة" لشبهه بـ"العقوق".
2- استحباب العقيقة: وهي سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، يُتقرب بها إلى الله شكراً على نعمة الولد.
3- مشروعية التفريق بين الذكر والأنثى في عدد الذبائح في العقيقة فقط، ولا يعني ذلك نقصاً في حق الأنثى.
4- اشتراط السلامة من العيوب في الذبيحة: كأن تكون سليمة من العرج والمرض والعور، etc.
5- الوقت المستحب للعقيقة: وهو يوم السابع من الولادة، كما في أحاديث أخرى.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم العقيقة: سنة مؤكدة عند جمهور العلماء (الحنابلة والشافعية وغيرهم)، وذهب المالكية إلى أنها مندوبة.
● وقت الذبح: يبدأ من انفصال الطفل من بطن أمه، وأفضل الوقت هو يوم السابع، فإن فات ففي اليوم الرابع عشر أو الحادي والعشرين، وإلا ففي أي وقت.
● توزيع العقيقة: يُستحب أن تطبخ ولا توزع نيئةً، وأن يأكل منها الأهل ويهدون للأقارب والفقراء.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٤٢)، والنسائي (٤٢١٢)، والإمام أحمد (٦٧١٣، ٦٨٢٢)، والحاكم (٤/ ٢٣٨) من طرق عن داود بن قيس الفرّاء، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده فذكره. واللفظ للنسائي، وهو عند أبي داود وأحمد في الموضع الأول فيه السؤال عن الفرع والعتيرة. وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وأما ما روي عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه أنه قال: سئل رسول الله ﷺ عن العقيقة؟ فقال: «لا أحب العقوق» - وكأنه إنما كره الاسم -. وقال: «مَنْ وُلِد له ولدٌ، فأحب أن ينسُكَ عن ولده فليفعلْ». ففيه جهالة الرجل الذي من بني ضمرة، وأبوه الظاهر أنه صحابي فلا تضر جهالته.
رواه مالك في العقيقة (١) عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة به.
ومن طريق مالك رواه أحمد (٢٣١٣٤)، والبيهقي (٩/ ٣٠٠) ثم قال البيهقي على إثره: «وهذا إذا انضمّ إلى الأول (يعني حديث عبد الله بن عمرو السابق) قَوِيَا».
وقوله ﷺ: «لا أحب العقوق» اختلف أهل العلم في توجيهه، فقيل: إنما كره الاسم فقط لا مشروعية العقيقة؛ لاشتراك العقوق، والعقيقة في أصل العقّ، وقد ورد هذا التفسير في الحديث نفسه.
قال الخطابي في معالم السنن: قوله: «لا يحب الله العقوق» ليس فيه توهين لأمر العقيقة، ولا إسقاط وجوبها، وإنما استبشع الاسم، وأحب أن يسميه بأحسن منه، فليسمِّها: النسِكة أو الذبيحة». وقيل غير ذلك انظر: تحفة المودود ص (٩٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه

  • 📜 حديث: من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب